يقول المستشار زكريا شلش رئيس محكمة استئناف القاهرة إن الانتخابات في المدينة لا ترتبط بشخص النائب بل ترتبط بالنائب المرتبط بالسلطة أو صاحب رأس المال. وقد يختلف البعض حول من يمثلهم هناك خاصة إذا كان صاحب اتجاه سياسي قوي كرئيس حزب, وعضو للهيئة العليا للحزب, وبالتالي نجد أن الأصوات في المدينة تتوزع علي معظم المرشحين بعكس القرية التي تصدر فيها النزاعات القبلية والعائلية, وقد يرتبط الناخب بنائب الخدمات ويرغب في تمثيله علي حساب نائب يهتم بالمشكلات العامة أو الأمور السياسية أو النواحي التشريعية, وهو ما يظهر دائما في نتائج الانتخابات في القري إذ غالبا ما ينجح نائب الخدمات علي حساب نائب الأمة أو نائب ذي ثقافة سياسية عالية, كما تختلف الانتخابات بالنسبة للمدينة عن القرية في عملية المشاركة السياسية إذ غالبا ما يعزف الناخبون عن الحضور, والمشاركة السياسية وإبداء الرأي وذلك في المدن بينما الارتباط العائلي أو القبلي يكون الدافع الوحيد القوي للمشاركة السياسية. كما أن الناخب في القرية يتابع لا يهمه النفاق السياسي للنائب الذي غالبا ما يرشح نفسه كمستقل ينضم إلي حزب الأغلبية بقصد الحصول علي خدمات شخصية حتي لو ترتب علي ذلك اتخاذه موقفا سلبيا من المشكلات العامة حتي لو ترتب علي ذلك اضرار بالمال العام أو بيع أملاك الدولة أو الموافقة علي معاهدات ممكن أن تضر بالصالح العام للبلاد. يقول نجاد البرعي محام والرئيس التنفيذي للمجموعة المتحدة: بالنسبة للانتخابات خاصة في المدينة فهناك ثلاثة ملامح مهمة هي الاعتماد علي الكتل السكانية وهي في الحقيقة أقل شراسة من الانتخابات في القري لأن المدن تتسم بعدم وجود قرابة ولا نسب وليس بها العصبية والقبلية الموجود بالقرية, ولكن رأس المال هو الذي يحدد الصوت الانتخابي الموجود في المدينة, فالمؤثرات المهمة جدا للعملية الانتخابية لاختيار المرشح تعتمد علي الرشاوي الانتخابية في المدينة التي تعتبر أقل بكثير من القري لأن الرشاوي الانتخابية للقرية تتمثل في بناء مركز شباب علي مساحة قطعة أرض كبيرة, أو تتراوح هذه الرشوة حول الملايين لقري تريد بناء مدرسة مثلا. و يقول الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي وعميد سابق آداب جامعة القاهرة إن المرشح في المدينة يختلف عن مرشح القرية حيث إن أكثر شيء يؤثر في الانتخابات علاقات المرشح بتوظيف عدد كبير من الشباب ويكون هذا المرشح ذا علاقات واسعة وكبيرة والإعلام يؤدي دورا كبيرا في المدينة أكثر من القرية, وتأثير وسائل الاتصال سواء كانت مرئية أو مسموعة تدل علي وجود انتخابات في المدينة ولكن القري أكثر شراسة في المعركة الانتخابية. ويضيف نجاد البرعي أن الأحياء الشعبية في المدينة هي الأقرب إلي المرشح حيث يتواجد فيها طبقات من المواطنين البسطاء الذين يريدون مصلحة فردية صغيرة يمكن أن يقوم بحلها المرشح فورا من أجل كسب ثقة المواطنين وأهل الدائرة, كما أن الاقبال في المدينة ضعيف جدا بالنسبة للقرية والمشاركة الحقيقية هي لأهالي القري عن المدن. تقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: هناك اختلاف كبير جدا بين القرية والمدينة فإن المدينة يتحكم فيها المصالح الشخصية والمعارف الفردية وليست الجماعية وأيضا يتحكم فيها المصالح الشخصية والوقتية بمعني أن المرشح إذا دفع مالا ووعد بمكافآت فإن المواطنين سوف يكونون بجواره, وفي المدينة لا يعرف المنتخب مرشحه والمرشح لايعطي الاهتمام وقت الانتخاب وبعد ترشيحه تحت القبة لا يراه أهل الدائرة فالعلاقة بينهم ليست مستمرة ومستديمة وإن هناك اعتراضا, وقد ثبت في الواقع الفعلي أن معظم أعضاء مجلس الشعب المنتخبين ينفصلون عن الدائرة وكذلك عن الخدمات المطلوبة منهم عكس الريف تماما. وتتابع أن المرشح معروف من أهل الدائرة ولدي العائلات الأخري ويتمتع بسمعة طيبة ولكن في المدينة المرشح لا علاقة له اطلاقا بذلك نظرا لعدم وجود مرشحهم بينهم وبالنسبة لنظام المرشحين الذين ينجحون في دوائرهم منذ أكثر من20 سنة و30 سنة مضت فلابد من أن ينص القانون علي ألا يستمر المرشح أكثر من دورتين متتاليتين فقط.