كتبت أمل عوض الله: كثير من الاسماء اطلقها علي نفسه.. رسام كان ثريا يمتلك منزلا ومرسما بالزمالك فقد كل شيء عندما احترق منزله وفقد أهله فلم يجد غير الشارع مأوي بعد أن أصيب بحالة عقلية. فجمع ما تبقي من لوحاته وافترش الكوبري عند منزل الزمالك ليكون قريبا من الحي الذي عاش فيه. كثيرون يهيمون بشوارع القاهرة, تتنوع أشكال المرضي العقليين بثيابهم الممزقة وحركاتهم المخيفة بعد ان تخلي عنهم الأهل, مجهولو الهوية لايعرفهم احد فالبعض منهم يجلس في شرودو صمت في عالم خاص به لايشعر بوجود اخرين, والبعض الآخر يقف ليدلي بارائه الفلسفية أو السياسية أو يقف لينظم حركة المرور. وعن سبب انتشار هذه الظاهرة وخروج هؤلاء المرضي للشارع, تقول د. راجية الجرزاوي مسئولة ملف الصحة والتمييز بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: للأسف لاتوجد لهم اماكن في مستشفيات ومصحات الأمراض العقلية خاصة بعد ان زادت اعدادهم فاتخذ مديرو المستشفيات قرارا بإخراج الحالات المزمنة الميئوس من علاجها والتي لن تسبب خطورة علي الناس إلي الشارع والمشكلة الأكبر ان المستشفيات أصبحت لاتقبل مرضي إلا عن طريق الشرطة. تضيف د. راجية: لاتنظر اليهم باستعلاء.. فإن مايقرب من%17 من المصريين يعانون من نوع من أنواع الأمراض العقلية وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية, بينما يبلغ عدد المستشفيات المخصصة للصحة النفسية في مصر نحو15 مستشفي موزعة علي عدد من المحافظات وتبلغ طاقتها التشغيلية نحو6000 سرير فقط, كما تعاني مصر بشكل عام من نقص خدمات الصحة النفسية فيما يخص القائمين علي تقديم الخدمات من حيث عدد الأطباء أو الاخصائيين النفسيين. من جانبه, أكد الدكتور ناصر لوزة أمين عام الصحة النفسية بوزارة الصحة أن مصر بالفعل لديها%17.5 من سكانها مرضي نفسيون طبقا لاحدث دراسة ميدانية عام2008 بمشاركة أمانة الصحة النفسية بوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. وقال إن هذه النسبة تشمل كل الأمراض النفسية مثل الأرق والتوتر وغيرهما ولكن فيما يتعلق بالأمراض النفسية المعقدة مثل الفصام فلا تتعدي%1, مؤكدا أن تلك الأرقام متماشية مع الأرقام العالمية وفي أكثر الدول تقدما.
