سوهاج- أمال الطرهوني لم يعد يكفيها ما أصابها من أمراض مزمنة ومشكلات مستعصية نابعة من تاريخ الإهمال الذي عانت منه البيئة الصعيدية طويلا, فبدأت تعرف أمراضا أخري ومشكلات وافدة نازحة من مجتمعات ومدن الشمال وخصوصا العاصمة تحت اسم العشوائيات. وهي الظاهرة التي ظلت مجتمعات الصعيد بمنأي عنها نظرا لطبيعتها الريفية والزراعية البعيدة عن التكدس والازدحام. ومن هنا كانت أهمية ذلك التقرير الذي تلقاه ملحق الصعيد من الدكتور/ شريف الجوهري مدير وحدة الدعم الفني وتنمية القدرات بصندوق تطوير العشوائيات الذي يهدف إلي المساهمة في ضمان مناطق سكنية آمنة في المدن المصرية, لكونه يدق ناقوس الخطر بشأن إنتشار المناطق العشوائية وغير الآمنة في سوهاج. وطبقا للتقرير يوجد بمدن محافظة سوهاج مناطق غير آمنة بإجمالي عدد14 منطقة منها منطقة تندرج تحت درجة خطورة من الدرجة الأولي بمدينة طما وهي منطقة مقامة بالقرب من شريط السكة, بينما تندرج باقي المناطق تحت درجة الخطورة الثانية وتتمثل في المناطق التي غالبية المساكن بها تم بنائها بالطوب اللبن والأسقف من فضلات مواد البناء مثل منطقة الدريسة بمدينة سوهاج, والكومة بمدينة أخميم, والسماكين والقيسارية بمدينة المنشأة, ومنطقة الجامع الكبير, وعادل وساف بمدينة البلينا, والجلايلة ونجع بكار بمدينة دار السلام, ومناطق الشيخ صاحي وباهوق بمدينة المراغة, ومنطقة المربعة بمدينة جهينة, ومنطقة الفخرانية بمدينة طهطا, وتبلغ عدد الوحدات السكنية بهذه المناطق4315 وحدة سكنية, فيما تأتي مناطق درجة الخطورة الثالثة لتشمل منطقتي الضغط العالي بأبوشويشة, ومنطقة الحميدي بمدينة جرجا. ويري دكتور أيمن هاشم عبدالرحمن الاستشاري المكلف من قبل صندوق تطوير المناطق العشوائية بحصر المناطق بمحافظة سوهاج أنه كان يرغب في ضم مساكن الإيواء وهي تقريبا منطقتان بمدينة سوهاج وواحدة بمدينة جرجا إلا أن الصندوق لم يشملهم حيث إن هذه المناطق لم تنطبق عليها المعايير الخاصة بالصندوق. ورغم أن هذا التقرير تم إعداده عام2009 ونحن الآن في نهاية عام2010 إلا أنه لم يتم إتخاذ أي إجراء لإنقاذ أهالي تلك المناطق من الخطر المحدق بهم ونقلهم إلي مناطق أخري أكثر أمنا وآدمية.