نحر الشواطيء تآكل الضفاف أو ما يعرف علميا ب تصابي الانهار, رغم كونها ظاهرة من الظواهر الطبيعية التي تميز الأنهار علي مستوي العالم فإنها ظلت كغيرها من الظواهر الطبيعية مجهولة . في مصر وبعيدة عن دائرة الضوء لكون خطرها لم يبدأ في التشكل بعد والتحول إلي أزمة تثير العديد من المشكلات.ومع أن الأقمار الصناعية قد رصدت تلك الظاهرة منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي وبينت أن نهر النيل يحدث له هجرة وتآكل لضفافه في مناطق كثيرة من بينها محافظات الصعيد إلا أن الدراسات العلمية التي تناولت بالتحليل هذه الظاهرة وتحديدا في الصعيد تبدو قليلة إن لم تكن نادرة. ومن بين تلك الدراسات القليلة التي تحذر من خطورة ظاهرة تصابي الانهار وما ينتج عنها من تآكل للشواطيء تبرز تلك الدراسة التي قام باجرائها الدكتور أيمن عبد الحميد أحمد أستاذ جيولوجيا المياه المساعد بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة سوهاج بالمشاركة مع الدكتور أحمد فوزي بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والتي رصدت هذه الظاهرة من خلال صور الأقمار الصناعية الملتقطة أعوام1987 و1990 و2000 لمحافظة سوهاج. وقد قامت الدراسة بالتحقق من هذه الظاهرة بمركز طما من خلال رصد التآكل الذي يحدث وما ترتب عليه من هدم المنازل المقامة بجواره ونشوب بعض الصراعات بين الأهالي علي حدود الأراضي الزراعية المتآكلة علي الشاطيء حيث تسببت الظاهرة في تآكل حوالي50 مترا خلال عام واحد وذلك بقرية السكساكة بمركز طما. ويوضح الدكتور أيمن عبدالحميد في دراسته أن هذه الظاهرة تتسبب في كثير من المشاكل البيئية مثل زعزعة الإستقرار علي ضفاف نهر النيل والتغيير في حدود الأراضي الزراعية المتاخمة لنهر النيل أراضي طرح النهر, فضلا عن المشاكل الملاحية حيث تتكون جزر تحت المياه قد تعوق حركة الملاحة. وأرجعت الدراسة أسباب هذه الظاهرة إلي طبيعة رواسب نهر النيل والتي تحتوي علي الرمال والطين سهل النحت والتآكل والنقل وخصوصا في مناطق الثنيات والتي تبلغ36 ثنية في محافظة سوهاج, فضلا عن التطور العمراني علي ضفاف نهر النيل المتمثل في إقامة المدن والمساكن وإقامة القناطر والخزانات وأيضا تكسية جوانب نهر النيل في بعض المدن. ونظرا لخطورة الظاهرة وما قد ينتج عنها من مشكلات قد تصل إلي إختفاء جزر بأكملها من النيل أوصت الدراسة بضرورة معالجة شواطيء نهر النيل في الأماكن المتأثرة مثل تكسية الشواطيء ووضع فنارات ضوئية تبين الجزر المغمورة تحت الماء لتحذير السفن من الانغراس في هذه الجزر, وكذلك استخدام مصدات مائية في الثنيات للتقليل من حركة الأمواج ذلك لتقليل معدلات النحت بالشواطيء, مع القيام بمتابعة مستمرة لنهر النيل ورصد عمليات النحت والترسيب والتآكل وتكون الجزر الجديدة لمساعدة ودعم متخذي القرار. وإحساسا منه بخطورة المشكلة يؤكد الدكتور أيمن عبدالحميد أنه يقوم بإجراء دراسات تفصيلية علي تلك المنطقة للتوصل للمزيد من التفاصيل وما يمكن أن تسفر عنه هذه الظاهرة خلال السنوات العشر المقبلة, حيث من المتوقع أن يكون هناك مزيد من عمليات التآكل والنحت والترسيب, ومن ثم اختفاء جزر وظهور جزر أخري في الفترة المقبلة إذا لم يتم إدراك حجم المشكلة ومعالجة هذه الظاهرة في محافظة سوهاج. View مركز طما بمحافظة سوهاج in a larger map