ناقشت ندوة المشاكل البيئية في الوطن العربي والتي تنظمها جامعة جنوبالوادي بمشاركة 9 باحثين يمثلون خمسين جامعة مصرية وعربية من 10 دول. البحث المقدم من الدكتور خالد محمد سعد الدين الدليل عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالعبور. والذي يهدف إلي تقليل تآكل أراضي الدلتا الملاصقة لساحل البحر الأبيض المتوسط وذلك بتحويل طاقة الأمواج والتيارات البحرية المسببة للنحر والتآكل إلي طاقة كهربية تستخدم مع الطاقة الشمسية في تحلية المياه لأغراض الشرب والزراعة والصناعة مما يقلل من الطاقة الموجية للأمواج البحرية المسببة للنحر ويؤدي إلي تباطؤ عمليات النحر والتأكل بالاعتماد علي الأساليب غير التقليدية التي بدأت تظهر في فترات متفرقة نتيجة زيادة أسعار الطاقة الأحفورية والتي أخذت منحي جديدا بعد التهديد المتوقع بارتفاع مناسيب البحار في العالم بالإضافة إلي وجود النحر والتأكل في كثير من الشواطيء لبلدان العالم. أشار الباحث إلي أهمية تطبيق التكنولوجيا الحديثة والتي تحول الطاقة الموجية وطاقة التيارات البحرية إلي طاقة يستفاد بها في كثير من الاستخدامات والفائض منها ينقل عبر الشبكة الكهربية الموحدة ويضاف إلي رصيد الطاقة الإجمالي وباستخدام تلك الأساليب الجديدة وغير التقليدية يمكن الاستفادة من الطاقة الطبيعية وتحويل ضررها إلي نفع وذلك عندما تطبق علي المناطق المهددة بالتآكل في دلتا نهر النيل بمصر. أكد د.خالد محمد سعد الدين أن محافظات شمال الدلتا الثلاث "كفرالشيخ ودمياطوالدقهلية" من أكثر المحافظات في مصر المهددة بالنحر والتآكل. فمحافظة كفرالشيخ يبلغ طول سواحلها المطلة علي البحر الأبيض المتوسط حوالي 120كم أي حوالي 54% من إجمالي المسافة بين المصبين من رأس البر شرقا إلي شمال مدينة رشيد غربا والتي تبلغ مسافة حوالي 220 كم يقع منها حوالي 50كم في محافظة دمياط ومثلهما تقريبا في محافظة الدقهلية ولذلك فإن محافظات شمال الدلتا تكون مؤهلة للتعرض للنحر والتآكل الشديد خاصة عند مصبي النيل "رشيد ودمياط" وذلك بعد بناء خزان أسوان والسد العالي نتيجة حجب الطمي عن مياه النيل والذي أدي إلي تراجع اليابسة بمعدل يتراوح من 95.3 إلي 124.8م/السنة في الفترة من عام 1964 إلي عام 2006 أي بعد بناء السد العالي بعد أن كانت هذه النسب تتراوح ما بين 13.7 إلي 20م/السنة في الفترة من عام 1900 إلي عام 1964 أي بعد بناء خزان أسوان وحتي بداية عمل السد العالي. قال الباحث ان آثار التغيرات البحرية المتوقعة مستقبلا نتيجة تغير المناخ وارتفاع الدرجة المتوسطة لحرارة الأرض المترتبة علي آثار زيادة الاحتباس الحراري فإنه يتوقع حدوث زيادة في منسوب سطح المياه بالبحر المتوسط والتي سوف تعقد أي حلول وقتية مع زيادة تكلفة الوسائل وضعف تأثيرها. أكد د.خالد سعد الدين أن الأساليب الحديث لمواجهة مشكلة النحر والتآكل تعتمد علي امتصاص جزء كبير من الطاقة المحملة في الأمواج والتيارات البحرية وتحويلها لإنتاج مياه صالحة للزراعة والشرب وتوليد الكهرباء لأن ذلك يقلل من الطاقة الديناميكية لأمواج البحر الملاصقة للشواطيء والمسببة للنحر والتآكل بنسبة متوقعة ما بين 50% إلي 60% وبالتالي يمكن أن يقل معدل تآكل الشواطيء المعرضة وبالإضافة إلي استخدام الطرق التقليدية "الكتل الخرسانية والحجارة" بمعدلات سنوية أقل بكثير من المعدلات الحالية يمكن أن يحدث من التوازن ما بين البحر واليابسة كما يؤدي ذلك إلي الاستعداد لمواجهة ظهور آثار ظاهرة الاحتباس الحراري المتوقعة وهي ارتفاع منسوب البحر تدريجيا حيث تكون البنية التحتية جاهزة لأي إضافات مطلوبة لمواجهة هذه المشكلة الجديدة.