حسب تعداد6002 كانت جملة سكان مصر27 مليونا من كل الفئات العمرية والنوعية. وتنحصر قوة العمل المفترضة في فئة العمر51 إلي56 سنة من النوعين, وقد بلغ عددهم نحو خمسين مليونا(7.94 مليون) ولو كان معظم هؤلاء عاملين حقا لكنا في المراتب العليا من بين المجتمعات. لكن حتي في العالم المتقدم هناك بطالة مزمنة معظمها من بين القوة المفترضة للعمل, لكن بطالتهم من أنواع أخري غير تلك التي في بلاد تخطو للنمو ونحن من بينها لكثرة الأمية وقلة عمالة الاناث كمسببات أولية. العاملون حقا أو من يسميهم التعداد المشتغلين كانوا نحو22 مليونا يعادلون44% من قوة العمل بمن فيهم العاطلون, بينما بلغ عدد الباقين7.72 مليون(65%) يسميهم التعداد خارج قوة العمل. من بين المشتغلين1.2 مليون عاطل, وبالتالي فالعاملون حقا هم نحو02 مليونا فقط عليهم إعالة وإعاشة كل سكان مصر: فئات العمل أقل من51 سنة وأعلي من56 سنة, بالاضافة إلي العاطلين ومن هم خارج قوة العمل باختصار عليهم إعالة25 مليونا, بالاضافة إلي أنفسهم. أو بعبارة أخري أن82% يتحملون إعاشة كل السكان. توضح هذه الأرقام وجود عجز في المشتغلين, فأين يوجد هذا العجز ولماذا؟ 1 بين المشتغلين4% عاطلون من مجموع قوة العمل لكنهم نحو01% من المشتغلين فعلا. 2 من بين خارج قوة العمل61 مليون ربة منزل(23% من قوة العمل) إلي جانب7.6 مليون طالبة وطلبة متفرغون(4.31%) وهم معا نحو32 مليونا يشكلون معا64% من قوة العمل و38% من عدد فئة خارج قوة العمل, وهم في الواقع أكبر قليلا من المشتغلين فعلا. 3 باقي هؤلاء الخارجين هم نحو خمسة ملايين يتكونون من أرباب المعاشات والمتقاعدين والعاجزين عن العمل والمسنين. وهم بالضرورة الحالات الأساسية, إلي جانب الأطفال(71 مليونا), وبالتالي هم معا نحو22 مليونا يمثلون الفئات المحتاجة إلي ناتج أعمال المشتغلين( التأمينات والضمانات الاجتماعية والتعليم الأساسي والصحة). الإناث في قوة العمل أكثر تقبلا لأنهن بشهادة متوسطة أو بدون قادرات علي أشكال كثيرة من العمل, فأصبحن مصدر رزق للأسرة سواء كانت أسرة الأب أو أسرتها الزوجية فيما بعد! ووجود هذا العدد الكبير من النساء غير العاملات( رسميا) أمر في مرحلتنا الحالية غير مقبول. فلو افترضنا تأهيلا لنصف هذا العدد فإن8 ملايين سيشكلون إضافة كبيرة للقوة العاملة فعلا لتصبح03 مليونا أو نحوها! متوسط الاعالة الديموجرافية حسب الأرقام الرسمية هو5.5( مجموع فئات العمل أقل من51 سنة وأكبر من56 منسوبة إلي فئة قوة العمل). فلو زاد العاملون وتناقصت أعداد صغار السن تنخفض معدلات الإعالة. وقد حدث ذلك علي مدي السنوات الثلاثين الماضية حين انخفض معدل الإعالة من6.7 في تعداد6791 إلي5.5 تعداد.6002 وعلي هذا فالمتوقع أن استمرار انخفاض أعداد فئات صغار السن مع زيادة قوة العمل سوف يقود بالتالي إلي انخفاض معدل الإعالة في العقد القادم إلي نحو معدل4 أو أقل إذا توافرت أولا قدرة التنمية الاقتصادية وتأهيل العمالة إلي مستويات التحديث, وثانيا دخول أعداد كبيرة ممن هم الآن خارج قوة العمل وبخاصة الاناث إلي مجالات العمل ومرة أخري التأكيد علي أنه لايمكن توقع تأهيل جاد للقوة العاملة دون القضاء علي الأمية, فهما يسيران جنبا إلي جنب لايصح معالجة الواحد منهما دون الآخر. أما الطلاب المتفرغون فهم يوجدون عادة في فئة العمر بين51 و52 سنة فهل هم وهن يحتلون كل هذ ه الفئة العمرية أم جزئيا ثم بعد ذلك يدخلون أشكالا من الأعمال ليحل محلهم عدد أقل من فئة الأعمار الأصغر في دائرة مستمرة. والتفسير المقبول انهم يمثلون مجموع الطلاب في سنة التعداد فقط, وبالتالي فأعدادهم متغيرة وقد تتغير بشدة إذا أعيد هيكلة النظام التعليمي بصورة ملائمة لاحتياجات تحديث الأعمال والمهن. من الأمور الجوهرية مناقشة نظام التعليم, حيث تدل جداول الأرقام الرسمية للبطالة حسب الحالة التعليمية ان لدينا مليونا و081 ألف متعطل من خريجي التعليم المتوسط ولدينا007 ألف متعطل من خريجي الجامعات, وبعبارة أخري لدينا9.1 مليون عاطل من الفئتين يشكلان88% من البطالة هم في الواقع أكبر هدر تعليمي للذكور والاناث معا. يمكن أن نخفض الهدر بإعادة هيكلة النظام التعليمي بتركيز أكبر علي التعليم فوق المتوسط(7% من البطالة حاليا) مع قدر مقبول للتعليم الجامعي أقل مما نحن فيه بكثير بمعني أن يكون التعليم فوق المتوسط هو الأساس والمقصد النهائي الذي نحتاجه أكثر من ذوي الياقات البيضاء وأغلبهم جامعيون حاليا. علي أن ذلك لايمكن أن يحدث في دائرة التعليم فقط بل ضمن إطار شامل للتنمية الاجتماعية والاقتصادية معا. البطالة أحد العناصر الملازمة للعمل منذ القدم لأسباب متعددة قليلها يمس أفرادا مثل العزوف عن عمل ما تفضيلا لمواهب يعتقد أنها أكثر ملاءمة لدوافع نفسية داخلية, أو كراهية عمل من أجل تعلم نوع أرقي لدوافع مجتمعية. لكن أكثر أسباب البطالة تأثيرا هي التي تمس فئات بأكملها وأغلبها يعود إلي محركات اجتماعية واقتصادية. الأول: مرتبط بالنوع, حيث يفضل المجتمع في بعض مراحله بقاء الزوجات بدون عمل لرعاية البيت والأطفال وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من البطالة كما أسلفنا, وثاني محركات البطالة ينجم عن متغيرات تقنية في وسائل الانتاج( وهو الأكثر شيوعا) أو شكل ملكية مؤسسات الأعمال( تغيير أنظمة بين عام وخاص ومعولم) مما يؤدي إلي الاستغناء عن نسبة من العمالة تبعا لاحتياجات الأنظمة والتكنولوجيات الأحدث وبخاصة في الصناعة وبعض أنواع الخدمات, وأكثر هؤلاء من الذكور باعتبار قلة العاملات من الاناث. وبعبارة أخري فإن البطالة تزداد في مرحلة تغير أو ركود اقتصادي وقلة الاستثمار في قطاعات أغلبها الانتاج الأولي الزراعي بتفضيل استثمار في قطاع معين أو أكثر. وينطبق ذلك علي أوضاعنا حيث الاستثمارات منخفضة في الزراعة وبقدر ما في الصناعة بينما هي عالية في قطاعات الخدمات والسياحة والاتصالات والتشييد والبناء مع رفع توصيف قيمة الأرض كسلعة للاتجار. وقد كان ذلك هو دليلنا في مراعاة التوزيع المكاني للبطالة بين الريف والحضر وأثر المدن الكبري علي أقاليم الريف المجاور. مثلا الاسكندرية وتأثيرها علي محافظتي البحيرة وكفر الشيخ, أو المثلث الصناعي المنصورة المحلة طنطا وأثره علي جانب كبير من وسط وشرق الدلتا, وللقاهرة الكبري تأثير مباشر علي جنوب الدلتا وبخاصة القليوبية وعلي شمال الصعيد حتي بني سويف والفيوم, وفي منطقةالقناة أضفنا دمياط لما ما بينها وبورسعيد من تبادلية, فضلا عن وظائف الصناعة والنقل البحري. وبرغم تشابه الصعيد ككل. فقد فصلنا شماله لتأثره باقليمالقاهرة. لهذا ففي مجال البطالة( وأيضا في مجالات أخري) وزعنا البطالة كميا علي الأقاليم التالية مع نسبة البطالة لكل اقليم من مجموع البطالة العامة في مصر, والرقم الثاني بين القوسين يساوي نسبة البطالة من القوة العاملة لكل اقليم علي حدة: 1 الاسكندرية والبحيرة وكفرالشيخ81% من البطالة العامة. و(21%) من القوة العاملة في الاقليم. 2 وسط وشرق الدلتا: الغربية والمنوفية والدقهلية والشرقية13%, و(11%).3 اقليمالقناة: السويس والاسماعيلية وبورسعيد دمياط5%, و(01%).4 القاهرة الكبري والقليوبية والجيزة52%, و(5.11%).5 مصر الوسطي: بني سويف والفيوم والمنيا5.6%, و(4%).6 مصر العليا: أسيوط وسوهاج وقنا وأسون5.41%, و(5.9%). البطالة تختلف حسب تصنيفات عديدة كالريف والحضر أو النوع( ذكور/الإناث) أو نسبة البطالة إلي سكان كل إقليم علي حدة إلخ.. ويكفي القول أن بطالة المدن أعلي من الريف(55% إلي54%), وأن أعلي بطالة حضرية هي في القاهرة(73%) واقليميالاسكندرية وشرق ووسط الدلتا( لكل02%) وفي مصر العليا(11%) بينما تنخفض في القناة ومصر الوسطي(6 5% علي التوالي). أما بطالة الريف فيتصدرها اقليم شرق ووسط الدلتا(74%) يليها مصر العليا(81%) بينما تنخفض في اقليميالقاهرة الكبري ومصر الوسطي إلي نحو8% لكل منهما. ومن حيث النوع فإن بطالة الذكور تبلغ3.1 مليون عاطل مقابل3/4 مليون متعطلة. لكن بطالة الاناث هذه تبلغ نحو42% من مجموع المشتغلات فعلا مقابل نحو5.8% من بين المشتغلين الذكور, وهو ما يعكس بوضوح مجتمعا ذكوريا يفضل التضحية بالعاملات حال الاستغناء أو توظيف العمالة. تتوزع نسبة بطالة الاناث علي الأقاليم بدرجات مختلفة. فإذا كان معدل هذه البطالة هو02% علي مستوي الجمهورية فإننا نجد النسبة أقل من ذلك المعدل في وسط المعمور المصري من المنوفية إلي المنيا, بالإضافة إلي سيناء ومطروح, في هذا الاقليم تصل نسبة المتعطلات إلي نحو51% في القاهرة والجيزة والمنوفية وإلي11% في المنياوبني سويف. وعلي العكس تماما تصل نسبة العاطلات إلي أعلاها في أقصي شمال مصر( البحيرة72% وكفرالشيخ92%) وأقصي جنوبها( من قنا إلي أسوان+53%) يليها محافظات شرق الدلتا والغربيةوالسويس وسوهاج بمعدلات02 52%. فالبطالة إذن موضوع شائك متعدد الجوانب وأن ما يصلح من حل في اقليم مثل البحيرة لا يصلح لاقليمقنا أو أسوان, ومن ثم فالمرجو أن تكون المعالجة أولا في الإطار التنموي الشامل, وثانيا في الأطر الاجتماعية والتعليمية, وثالثا ترك اتخاذ الأساليب التنفيذية والتوجيهية للأقاليم كل بما يواجهه من خصوصية أوضاعه.