طرح حادث حريق برج الرياض بمحافظة الجيزة والذي إلتهمت النيران فيه الطابقين الأخيرين وأتت علي كل محتوياتهما. عدة تساؤلات عن مدي توافر وسائل الأمان لهذه النوعية من المباني ذات الارتفاع الكبير ومن ثم كيفية حماية المواطنين بمثل هذه الأبراج برغم أنها توجد في شارع مهم؟! فما بالكم بالأبراج الأخري التي تقام بشكل عشوائي في شوارع لايتعدي عرضها الستة أمتار! كما أدي إرجاع أسباب إندلاع الحريق إلي حدوث ماس كهربي إلي التساؤل مرة أخري عن حقيقة الماس الكهربي وهل هو الجاني دائما في مثل هذه الحرائق التي انتشرت في مصر مؤخرا بصورة ملحوظة! بداية نشير إلي أن منطقة الهجانة بمدينة نصر يوجد بها حوالي700 برج عشوائي بنيت معظمها بدون اشتراطات هندسية سليمة, كما تفتقد إلي الكثير من اشتراطات الأمان وغيرها الآلاف من العقارات في كثير من المدن القاهرية مناطق فيصل والهرم والبساتين ودار السلام وعشوائيات مدينة نصر. المتهم البرئ وينفي الكتور عادل شبل أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة المنوفية تهمة إشعال الحرائق المتكررة عن الماس الكهربائي ويوجه أصابع الاتهام إلي العامل القائم علي توصيل الأسلاك والتجهيزات الكهربائية الخاصة بالمنازل موضحا أن سبب حدوث الماس الكهربائي يرجع إلي وجود فراغ بين أي سلكين يجب أن يتم توصيلهما بشكل جيد وألا يقوم العامل بربط السلوك بطريقة صحيحة وهكذا تنطلق الطاقة الكهربائية من الأسلاك بشكل طبيعي ولكن عندما يوجد هذا الفراغ يمر جزء من التيار الكهربي في الهواء وهذا أيضا في حد ذاته لايحدث ويسبب حريقا ولكن الضرر يقع عند حدوث شرر كهربي من هذا الفراغ والذي يعود إلي الحمل الزائد علي الكهرباء في المنازل أو في أي موقع يحتوي علي أجهزة تعمل بالكهرباء. ويؤكد د.شبل أيضا أن الشرر قد يحدث ولايسبب حريقا, ولكن الحريق يحدث في ظل عدد من الظروف التي تتجمع مع بعضها البعض, أهمها وجود مواد قابلة للأشتعال بالقرب من هذا الفراغ الذي ينشأ منه الشرر. ونظرا لكثرة الأجهزة التي تعمل بالكهرباء في المنازل ومازال الكلام للدكتور شبل فلابد أن يحرص المواطنون علي عدم استخدام جميع الأجهزة مع بعضها البعض في وقتا واحد مثل أجهزة التكييف خاصة أن معظم الناس لاتحرص علي تعديل الأسلاك الموجودة في منازلهم لتتناسب مع الأحمال الزائدة. مخالفات التصميم ويؤكد الدكتور ثروت أبو عرب أستاذ ورئيس قسم الحرائق بهندسة القاهرة وجود مواصفات عالمية لابد أن تطبق علي بناء الأبراج وأن البناء والتشييد لابد أن يتم تحت إشراف هندسي ولكن للأسف أحيانا تحدث مخالفات سواء في مرحلة التصميم أو التنفيذ فقد يقوم المنفذ بتعديل جزء من التصميم الخاص بالبناء أو يتم التنفيذ بشكل مخالف وكل ذلك قد يضر في النهاية بسلامة الانشاءات ويضر أيضا بعوامل الأمان في البناء. وهناك أضرار تقع علي البناء في مرحلة التسلم حيث يستغل البعض الفراغات الموجودة في المبني لغير الأغراض المخصصة لها أو يعيد البعض استخدام المباني في غير غرض انشائها مثل استخدام الجراجات أو الشقق في أغراض تجارية وقد يقوم أصحاب الشقق أنفسهم بإزالات بعض الحوائط أو تغيير المواد المصنع منها الأرضيات أو الحوائط بمواد لاتتناسب مع البناء وقد تضر به. ومن أخطر الممارسات التي قد تضر بسلامة الانشاءات وتأمينها هو زيادة الأحمال الكهربائية بدون الحرص علي مراجعة قدرة التغذية الرئيسية للمبني نفسه. وهناك أنشطة لابد أن يتوافر لها تأمين خاص ومازال الكلام للدكتور أبو عرب مثل وجود صالة أفراح أو ملهي ليلي داخل العقار فهذه الأنشطة تحتاج إلي تجهيزات كهربائية خاصة وعالية لابد أن تؤخذ في الاعتبار. الوعي والثقافة ويشير الدكتور ثروت إلي أن وعي الناس وثقافتهم يمثل جزءا مهما جدا من السيطرة علي الحرائق ومنع حدوثها فبعض الناس يستهترون بوضع وسائل الأمان في الأماكن العامة والطرقات خاصة داخل الأبراج ومتابعة أعمال الصيانة الدورية لها بالاضافة إلي ضرورة زيادة وعي الناس وتدريبهم علي التعامل مع أخطار الحريق وكيفية الأنذار والمقاومة والإبلاغ عنه. ويؤكد الدكتور ثروت مرة أخري ضرورة زيادة وعي المواطنين بأهمية التأمين الكامل علي المباني ضد الحرائق خاصة الأبراج التي تم بناؤها في فترات سابقة قبل صدور الكود المصري للحريق الذي صدر عام1994 والزم الأبراج والمباني بوجود نظام لمقاومة الحرائق خاصة في الأبراج التي يزيد أرتفاعها علي عشرين طابقا والتي لابد أن تتوافر بها تجهيزات الحماية الزائدة. وأضاف أن المباني التي تم أنشاؤها قبل عام1994 لم يلزمها القانون بهذا التأمين لذلك لابد من زيادة وعي ملاكها بضرورة انشاء هذه النظم وتطبيق هذا الكود حتي لانستيقظ كل يوم علي كارثة جديدة! ويؤكد أن هناك الآلاف من الأبراج لايوجد بها نظم تأمين ضد الحرائق.