ردا علي تعقيب لي علي مقال للأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي, كنت قد ارسلته إلي جريدة الأهرام فنشرته بتصرف بعددها الذي صدر في السابع من أكتوبر0102, أنشأ مقالا نشره بعدد الجريدة. الذي صدر في الثالث عشر من ذات الشهر, اورد مادته تحت عنوان يفخر فيه بنفسه بصفته ذا العقل, ويسبني, هو: ذو العقل يشقي.. إلي آخره, وهو مطلع بيت شعر للمتنبي يقول: ذو العقل يشقي في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم وبدأ سيادته مقاله بقوله إنه توقع ان يكون صاحب التعقيب اسما يعرفه أو ان يجد في تعقيبه مايستحق النشر في الأهرام, لكنه لم يجد شيئا مما توقع, ولا يعوزني ان يعرفني فقد عرفني كثيرون غيره من مؤلفاتي التي منها: الإسلام في صحف الاولين وكتب المرسلين, وحول فتنة نفي الشفاعة عن رسول الله, والنفيس في معاني الاسماء وبيان الاعلام بتفسير القرآن الذي راجعه الأزهر الشريف ووافق عليه, وصراع العرب والإسرائيليين في الكتب السماوية ونبوءات الأنبياء والقديسين. والحق من ربك فلا تكن من الممترين, ونشرت لي بلتان, مركز الدراسات الفرنسية بحثا بالفرنسية بعنوان الاتهام في الشريعة الإسلامية, كما نشرت مجلة أكتوبر اجزاء من احد مؤلفاتي, ويعلم الأستاذ الكاتب ان كثيرين من اهل العلم أودعوا علمهم دفات الكتب دون وسائل الإعلام فلم يعرفهم غير الخاصة, ومنهم الفقيه الشيخ محمد أبو زهرة, ويعلم انه لولا مقاله الأسبوعي في جريدة الأهرام ماعرفه كثيرون كشاعر حمل راية الشعر الحديث في مصر مع صلاح عبد الصبور الذي لايعرفه كثيرون. وقال سيادته إنني سألت في مقدمة مقالي عما إذا كنا في حاجة إلي فقه جديد, ولم اجب علي السؤال, واقول ان عنوان مقالي الذي خطته يميني كان تعقيبا علي مقال, علي ملاحظة ان المقال تضمن الإجابة علي السؤال, فقد ورد فيه مايفيد انني أري صحة قول القائلين إن الاحكام المتعلقة بالعقيدة جامدة لاتقبل تطويرا, وإن الأحكام المتعلقة بالمعاملات ومنها العقوبات مرنة, يصح فيها الاجتهاد. وقال أيضا انني استللت عبارات من مقاله واتخذتها ذريعة لاستظهار مااعرفه عن المعتزلة واللغة العربية واخواتها, وعن حكماء الهند وفلاسفة اليونان, كأن تراثهم لايزال مجهولا, وانني واصلت استعراضاتي إلي ان وصلت إلي رأي المعتزلة فخلطت فيه خلطا ذريعا, ويدرك المنصف انني ماذكرت شيئا مما اعرف عن المعتزلة إلا لأبين خطأ بشأنهم ورد بمقال الأستاذ, أري انه قد اقر به بقوله في مقاله الأخير انه اشار إلي فكر المعتزلة فقال ماقال, وهو مايعني انه لم يكن يشرح فكرهم, وانني ماذكرت شيئا مما اعرف عن حكماء الهند وفلاسفة اليونان إلا تأصيلا للجدل الذي دار حول الاسماء الحسني, من حيث كونها اسماء للذات الإلهية أوصفات لها, وانني ماذكرت شيئا مما اعرف عن اللغة العربية باعتبارها احدي اللغات السامية الجنوبية التي تنقسم بدورها إلي جنوبية وشمالية, والتفرقة بينها وبين لغة قريش التي هي احدي اللغات العربية إلا لبيان خطأ قول الأستاذ: إن القرآن الكريم خضع للقوانين التي تخضع لها لغات البشر مما أدي إلي اختلاف المصاحف فيما بينها, والصحيح ان الاختلافات واقعة بين لغات متفرعة عن اصل واحد هو السامية وليس بين لهجات كما قال الأستاذ في مقاله الأخير, وقد كنت ارجو ان يوضح لي موقع خلطي الذي يدعيه في رأي المعتزلة, وعن وصفه قولي بأنهسفسطة سلفية فإن السوفسطائية مشتقة منسوفتيس اليونانية المشتقة منسوفوس ومعناها حكيم. وعن قوله انه لم يكن ثمة مجال لبحث مسألة الاسماء والصفات لدي الاقدمين لتعدد الآلهة لديهم, فأقول إنني تكلمت عنها في فلسفة الاقدمين, دليل هذا قول انكساجوراس: الإله وحده هو علة حركة الكون ونظامه, ولهذا فمن صفاته القدرة, فهو القدير, والقدرة تستلزم العلم, فهو العليم, وعلمه مطلق وكلي, وقول بارمنيدس: إن هناك حقيقة واحدة كامنة وراء التغيير, ماهيتها السرمدية, والسرمدية مستمدة من سرمدية الواحد, فيقينا ان الوجود إنما من الواحد متتابع فيض.