يا وابور الساعة12 يا مقبل عالصعيد.. الهيئة قلبها حجر وانت قلبك حديد.. الهيئة هنا بالطبع هي هيئة السكة الحديد, ومطلع الأغنية مع التعديل أصبح هو لسان حال ركاب الصعيد في ظل معاناتهم اليومية في رحلة البحث عن تذكرة سفر. والتي تمتد طيلة15 يوما قبل دخول الأعياد خلال السنوات الأخيرة, برغم التصريحات الكثيرة من مسئولي السكة الحديد وعلي رأسهم وزير النقل علاء فهمي الذي بشر في يوليو الماضي خلال لقائه بشباب الجامعات بأن الوزارة تعد نظاما إلكترونيا يعتمد علي شبكة الحاسب الآلي ليقضي علي ظاهرة السوق السوداء في عملية بيع التذاكر الموجودة في السكة الحديد والتي تسبب مشاكل الازدحام ومعاناة المواطنين للحصول علي تلك التذاكر. وأرجع وزير النقل المشكلة إلي غياب التنسيق والعشوائية, متجاهلا ما يؤكد عليه المواطنون ممن التقاهم ملحق الصعيد من أن المشكلة في الأساس تكمن في الأبواب الخلفية لتسريب التذاكر إلي السوق السوداء, من خلال بعض صرافي التذاكر, حيث قال عدد كبير من الركاب أن الصرافين يقومون بحجز التذاكر من علي الحاسب الآلي بكميات هائلة بمجرد نزول القطار علي الحاسب قبل ميعاد الحجز المسبق والمقرر ب15 يوما ليفاجأ الراكب بأن القطار كامل العدد وتذاكره نفدت بمجرد نزوله علي الحاسب الآلي, إضافة إلي أن نسبة التذاكر المخصصة للحجز باستخدام شبكة الإنترنت لا يستفيد منها المواطن حيث أن نسبة ضئيلة من المواطنين هم الذين يتعاملون مع الحجز الإلكتروني, لذلك تذهب معظم هذه الحصة من تذاكر النت إلي سماسرة المعاناة في السوق السوداء الذين يقومون بحجز هذه التذاكر ليبيعوها بأسعار تزيد15 أو20 جنيها عن أسعارها الحقيقية وأحيانا يصل سعر التذكرة إلي الضعف, وأضافت رحلات القطار المخصوص معاناة جديدة, فلقد جعلت الهيئة من هذه القطارات المخصوصة دجاجة تبيض ذهبا لها باستغلال حاجة البعض إلي تذكرة بأي سعر فجعلت سعر التذكرة موحدا يصل إلي120 جنيها للدرجة الأولي من أول الخط بمحطة رمسيس إلي نهايته بأسوان, لا فارق في سعر التذكرة بين من ينزل في محطة أسيوط أو من يكمل لأسوان, لنجد أن رحلة أسرة تتكون من أربعة أفراد ذهابا وإيابا تكاد تقترب من حاجز الألفي جنيه وهو ما يتعدي مرتين مرتب مواطن لمدة شهر وفقا للحد الأدني للأجور الذي أعلن عنه والذي يبلغ400 جنيه شهريا.