حينما اشتعلت أزمة نقص اللحوم البلدية في الأسواق المصرية, لم يكن هناك بديل سوي اللحوم المستوردة, وحينما اشتعلت الأسعار في السوق المحلية حتي وصلت في بعض المناطق إلي65 جنيها للكيلو. لم يكن هناك حل, سوي الاستيراد من الخارج, خاصة أن الإنتاج المحلي لا يلبي احتياجات المواطنين, كما أن سلاح المقاطعة الذي لجأت إليه شريحة كبيرة من المستهلكين, لم يجبر التجار علي خفض أسعار اللحوم البلدية. والحال هذه, تم فتح باب استيراد اللحوم من الخارج, لحل الأزمة, وتحقيق التوازن في الأسعار, ومن هذا الباب دخلت كميات كبيرة من الجمال المستوردة, وتزايدت هذه الكميات استعدادا لقدوم عيد الأضحي المبارك, لتصبح المنافسة السعرية في صالحها. ولمن لا يعرف, فإن هناك3 أسواق لتجارة الجمال في مصر, تقع السوق الرئيسية في منطقة برقاش بمحافظة6 أكتوبر, والثانية هي سوق دراو في محافظة أسوان, والثالثة في مدينة بلبيس بالشرقية, وهناك7 مستوردين, بينما يتراوح عدد مكاتب البيع بين25 إلي30 مكتبا في سوق برقاش. وقد استقبلت الأسواق المصرية, كميات كبيرة من الجمال المستوردة من جيبوتي, لتلبية احتياجات المستهلكين, خاصة مع زيادة الطلب عليها للأضاحي, حيث يقول حسن حافظ رئيس رابطة مستوردي الجمال, وعضو مجلس الأعمال المصري الأثيوبي إنه خلال منتصف شهر سبتمبر, و وحتي منتصف أكتوبر الماضيين, تم استيراد نحو31 ألف رأس جمل, كما تم استيراد6500 رأس جمل خلال الأسبوع الماضي, ويبلغ عمر الجمل المستورد الذي سيتم طرحه للأضاحي3 سنوات, ويتراوح سعره بين3 آلاف و5 آلاف جنيه, حيث يزن الواحد منها نحو350 كيلو جراما. وتستغرق رحلة الجمال المستوردة من جيبوتي ما بين4 أيام أو6 أيام في البحر, يتم الإفراج الجمركي عن الصفقات بعد تطبيق الإجراءات المحجرية البيطرية عليها, حيث تقدر فترة الحجر المقررة في جيبوتي بنحو12 يوما, فضلا عن فترة الحجر التي تقضيها في المركب ومدتها5 أيام, وفترة حجر أخري في المواني المصرية وتقدر بنحو10 أيام, وفي كل الأحوال, لا يتم الإفراج عن الصفقات إلا بعد استيفاء المستندات, والشروط المقررة. أما أكثر الدول التي يتم استيراد الجمال منها للأسواق المصرية والكلام مازال لرئيس رابطة مستوردي الجمال فهي تشمل جيبوتي, وإثيوبيا, والسودان, وقد تم خلال الفترة الماضية استيراد نحو25 ألف رأس جمل من السودان, لتلبية احتياجات السوق المحلية, لانخفاض أسعارها, حيث يباع الكيلو من لحوم الجمال المستوردة بسعر لا يتجاوز33 جنيها, في مقابل65 جنيها للحوم العجول البلدية, وبالتالي يفضل عدد كبير من المستهلكين شراء لحوم الجمال المستوردة, كما أن شريحة كبيرة من المستهلكين تقبل عليها لذبحها كأضاح في عيد الأضحي المبارك. وبشكل عام, تعد لحوم الجمال كما يقول حسن حافظ الأكثر أمانا, حيث يمتلك الجمل قدرة كبيرة علي مقاومة الأمراض, لأنه يموت عند إصابته بأي من الأمراض الخطيرة, مشيرا إلي أن ربح كيلو اللحم الجملي لا يتجاوز3 جنيهات, في حين يصل معدل الربح في اللحوم البلدية نحو20 جنيها, وهو أمر غير مبرر. سألته: هل تواجهون عقبات في الاستيراد كما كان يحدث خلال الشهور الماضية؟ رئيس رابطة مستورد الجمال: في الحقيقة, لا توجد مشاكل حاليا, حيث تعمل الوزيرة فايزة أبو النجا, وزيرة التعاون الدولي, علي تذليل كل العقبات التي تواجهنا, عدا العقبات الفنية, ومن الطبيعي أن يلتزم المستوردون بكل الشروط المقررة للاستيراد, ومنها خلو المناطق المراد الاستيراد منها من الأوبئة, وقضاء فترة الحجر المقررة في بلد المنشأ, وهناك لجان بيطرية مصرية تقوم بفحص الصفقات في البحر, أي قبل وصولها المواني المصرية. ويتوقع حسن حافظ عدم ارتفاع أسعار لحوم الجمال خلال أيام عيد الأضحي, حتي مع زيادة الطلب عليها, حيث يبرر ذلك بأن الكميات التي تم استيرادها خلال الشهرين الماضيين, تعادل كميات الجمال التي تم استيرادها خلال السنوات الثلاث الماضية. الحال كذلك, في رأي علي إبراهيم العياط مستورد جمال, حيث يري أن تزايد صفقات اللحوم المستوردة, قد أوجد حالة من التوازن في أسعار اللحوم, كما أدي إلي ثبات أسعار لحوم الجمال المستوردة في الأسواق المصرية, حيث زاد المعروض منها خلال الشهور الماضية, مشيرا إلي أن الإقبال علي الاستيراد من جيبوتي يرجع إلي سهولة الشحن, ووجود تسهيلات في الصفقات المستوردة, ومنها موافقة وزارة الزراعة علي الاستيراد, وفق المعايير الموضوعة لهذا الغرض, ولكن دون قيود ولا تعقيدات إدارية, فضلا عن إعفاء الصفقات المستوردة من الرسوم والجمارك. ولاشك, أن لحوم الجمال المستوردة كما يقول عادل مصطفي مستورد جمال قد أسهمت في حل أزمة اللحوم في مصر, وتوفير احتياجات المستهلكين بأسعار مناسبة, ولولا اللحوم المستوردة لارتفعت الأسعار لأكثر مما هي عليه الآن, فقد كانت السوق المصرية تستقبل شهريا نحو14 ألف رأس جمل من جيبوتي وحدها, فضلا عن4 آلاف رأس من السودان عبر منفذ شلاتين, وما يقرب من3 آلاف رأس أخري من منفذ دراو في أسوان, وكانت معدلات الاستيراد تدور حول هذه الأرقام, ولكن خلال الشهرين الماضيين تمت مضاعفة صفقات الجمال المستوردة, لمواجهة الطلب المتزايد علي اللحوم خلال عيد الأضحي المبارك.