المضارون ساخطون من الإجراءات المعقدة لصرف التعويضات لمتضرري السيول خاصة في شمال سيناء, في حين أعلنت الأجهزة الأمنية عن مراقبة مجري السيول والمناطق المحيطة به تحسبا لاحتمال وجود ألغام أرضية جرفها السيل وتهدد حياة المواطنين. , وفي الوقت الذي انحسرت فيه مياه السيول بالقري المنكوبة في أسوان و في جنوبسيناء بدأت امس اللجنة العليا برئاسة الدكتور سامح صقر مدير معهد الموارد المائية بناء علي تكليف الرئيس حسني مبارك عملها بتفقد قرية ابوصريرة بمدينة رأس سدر لاعداد خريطة توجيه جديدة للسيول وفق الطبيعية الحالية وما اقيم علي مخرات السيول من مبان وممتلكات لوضع اليد لوضع تصور جديد بامكانية اقامة سدود جديدة للاستفادة من مياه السيول بدلا من إهدارها في مياه خليجي السويس والعقبة حيث اشارت التقديرات الي ان جنوبسيناء فقدت70 مليون متر مكعب من مياه السيول الاخيرة كانت تكفي احتياجات سيناء لمدة10 سنوت, إلا أن الابار تحسن مخزونها بنسبة50% بعد ان كانت تعاني من الجفاف وأصبح هناك مخزون استراتيجي بكفي5 سنوات وفق تقديرات الدكتور ابراهيم مدير الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف بسيناء. وكشف تقرير لجنة حصر التلفيات بجنوبسيناء عن خسائر فادحة في الزراعات والآبار والمنازل بقرية أبوصويرة, برأس سدر. كما كشف تقرير اللجنة المشكلة لحصر التلفيات والاضرار التي لحقت بالزراعات الواقعة بتجمع بدوي( الدبيل) التابع لمدينة رأس سدر عن تنفيذ أعمال الحصر بنسبة30% عن تعرض358 فدانا من أشجار الزيتون الي التلف التام من اجمالي1364 فدانا منزرعة بالاضافة الي تلوث3 أفدنة بزيت البترول وتدمير شبكة الري الخاصة بهم. وكشف التقرير عن تعرض210 آبار مياه داخل الزراعات للردم من اجمالي348 بئر مياه صالحة للشرب وتلوث20 بئر مياه ببقع الزيت نتيجة لحدوث ثقب بخط أنابيب البترول بالشركة العامة للبترول مما أدي الي تسريب بقع الزيت الخام للآبار, هذا فضلا عن تهدم عدد من البيوت ولاتزال اللجان تقوم بأعمالها لحصر التلفيات الناجمة من جراء السيول لتحديد قيمة التعويضات لأصحاب المزارع والبيوت التي تهدمت البالغ عددها34 منزلا. من جانبه أكد السيد عصام برهام وكيل وزارة التضامن الاجتماعي قطاع الشئون الاجتماعية أنه تم صرف مبلغ240 ألف جنيه مساعدات عاجلة لعدد2394 مستفيدا بواقع100 جنيه لكل فرد, مشيرا الي صرف2613 بطانية لجميع المتضررين من بينها1000 بطانية من جمعية الهلال الأحمر المصري تم توزيعهما علي الأسر المنكوبة في عدد8 معسكرات إيواء بالمدينة لعدد497 أسرة يمثلون2315 متضررا من المتواجدين داخل معسكرات الايواء.. كما تم صرف مبلغ40 ألف جنيه لأسرة المتوفين بواقع15 ألف جنيه لأسر كل متوفي منها20 ألف جنيه دعما من المحافظة و10 آلاف جنيه من وزارة التضامن الاجتماعي و10 آلاف جنيه لاحدي المتضررات بالاضافة الي تبرعات مستثمري مدينة شرم الشيخ الذين أرسلوا1025 بطانية للأسر المنكوبة و1061 بطانية من نقابة الأطباء بالقاهرة والاسكندرية وبعض القري السياحية برأس سدر, حيث ارسلت95 بطانية, كما أرسل أحد فاعلي الخير144 كرتونة أدوات منزلية وأغذية, كما أرسلت جمعية رسالة الخيرية1000 بطانية, وأرسل بنك الطعام1000 بطانية و500 كرتونة أغذية. ومن جانبه أكد مدير إدارة الشئون الاجتماعية برأس سدر صرف10 آلاف جنيه لإحدي السيدات المسيحيات وتدعي سوسينا حنا كمساعدات عاجلة, وذلك إثر تعرض منزلها للهدم جراء السيول وأصبحت بلا مأوي. ومن ناحية أخري, أكد الشيخ محمد سالم رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة سانت كاترين ان هناك بعض التوقعات لأبناء البدو فيما يتعلق بسقوط بعض الأمطار الخفيفة يصاحبها بلورات الثلوج والتي قد تغطي مدينة سانت كاترين بأكملها, وقد تتعرض باقي مدن المحافظة والقري والوديان التابعة لها لموجة محدودة من الأمطار والسيول قد لا تؤثر علي البيوت أو الطرق علي مستوي المحافظة. وعلي الصعيد نفسه أكد السيد محمود مصطفي عيسي رئيس مدينة رأس سدر أن لجان الحصر لم تنته من عملها الي الآن, ومن المقرر أن تستغرق نحو10 أيام لحصر جميع التلفيات المتعلقة بتهدم المنازل وردم الآبار ونفوق الماشية وتعرض بعض المزارع للتلف والأضرار التي لحقت بالمواطنين حتي يتم تقدير القيمة الفعلية للمتضررين, ومن ثم تحديد قطع الأراضي التي سيتم توزيعها علي المتضررين لبناء المنازل عليها. وأشار الي ان إدارة التخطيط العمراني بديوان عام المحافظة بالتعاون مع الإدارة الهندسية بمجلس المدينة تقوم حاليا بعرض مقترح لقطع الأراضي المقررة كتعويضات للمتضررين علي أن تكون آمنة وبعيدة عن مجاري السيول. ففي العريش: أعلن السيد مراد موافي محافظ شمال سيناء أن الرئيس مبارك يتابع علي مدار الساعة كل مايحدث علي أرض المحافظة ويطمئن علي المضارين من السيول وصرف مستحقاتهم أولابأول وقال المحافظ إن الرئيس مبارك يطالب بالسرعة في تعويض المضارين وتوفير كافة الخدمات الانسانية لهم وان يعمل الجهاز التنفيذي بكامل طاقته لحصر التلفيات مع السرعة في ازالة آثار السيول جاء ذلك اثناء انعقاد المجلس المحلي للمحافظ برئاسة سالم العكش وحضور المحافظ والأجهزة الشعبية والتنفيذية بالمحافظة واضاف المحافظ ان رئاسة مجلس الوزراء ستقوم بتشكيل لجنة خاصة لمحاسبة المسئولين السابقين الذين سمحوا للمواطنين بالبناء بمجري السيول. وأضاف انه طالب من رئيس الوزراء بتوفير50 جرارا زراعيا وعدد كبير من الاطنان من تقاوي القمح والشعير وفي نهاية المجلس تبرع مجلس محلي العريش بمبلغ500 الف جنيه لمنكوبي السيول من صندوق خدمات المجلس وثلاثة أشهر ممن يتقاضونه من جلسات بدل حضور. وأعلن اللواء محمد الكيكي سكرتير عام محافظة سيناء ان هناك لجان مصر من المجلس التنفيذي بالعريش تعمل بكامل طاقتها لحصر الخسائر التي تعرض لها الموطنون من جراء السيول العارمة التي اجتاحت المحافظة واشار انه سيتم صرف التعويضات فور انتهاء عمل هذه اللجان وسيتم صرفها للاكثر ضرارا واشار ان التقدير المبدئي للخسائر كان غرق وتدمير2097 منزلا واقتلاع13 الف شجرة زيتون وتقدر الخسائر المادية ب95 مليون جنيه واشار الكيكي إلي اننا نتلقي اتصالات عديدة من المتبرعين وسيتم توجيهس المعونات بصورة سريعة للمناطق للاكثر تضررا بوسط سيناء والتي يصعب الوصول اليها. أعلن المهندس حسام شاهين عضو مجلس الشعب عن دائرة العريش أن اجراءات صرف التعويضات للمضارين من السيول معقدة جدا ولم يتم صرف أي تعويضات حتي الآن للمواطنين, وقال إن الجهود الشعبية بالمحافظة كان لها دور كبير في انقاذ المواطنين, وأن أحد أصحاب اللوادر ويدعي أبو عمرة غرق أثناء قيامه بسد أحد جوانب السيول بالرمال باللودر ولقي حتفه وحتي الآن لم نتمكن من صرف أي تعويض لأسرته بالرغم من تجهيز جميع أوراقه من شهادة وفاة واقرارات انه توفي أثناء قيامه بمساعدة المواطنين من السيول. وفي سياق متصل أكد سامي سعد ويعمل بديوان عام المحافظة انه ظل محاصرا بالمياه في مزرعته لمدة ثلاثة أيام, وكان يستغيث بجميع الأجهزة التنفيذية إلا أن أحدا لم يأت له, وأنه تم انقاذه هو وأسرته بالخدمة الشعبية فقط, حيث قام أصحاب اللوادر وسيارات النقل بعمل طريق له ليتمكن من الخروج من مزرعته, وقال بعد شفط المياه, عثرنا علي جسم غريب بمزرعتي فاتصلنا بالشرطة التي حضرت علي الفور وتبين انه لغم أرضي جرفته السيول من منطقة وسط سيناء, وهو من مخلفات الحروب السابقة جرفه السيل الي مدينة العريش وتتخذ جميع الأجهزة الأمنية حاليا احتياطاتها تخوفا من تكون السيول قد جرفت ألغاما أرضية تعرض حياة المواطنين للخطر. وكانت القوات المسلحة والمجهودات الشعبية قد انقذت العريش من الغرق خلال24 ساعة فقط من بدء السيول العارمة علي منطقة العريض, حيث تمكن رجال القوات المسلحة الابطال من عمل جسور أرضية لربط شطري شرق المدينة بغربها بعد أن قسمها السيل الي نصفين وماهي الا ساعات قليلة حتي تمكن المواطنون من العبور بين الجانبين مترجلين وبسيارتهم الخاصة, كما واصلت جهودها في انقاذ العديد من المواطنين من الغرق باستخدام مروحية جابت المدينة بأكملها طوال الليل والنهار. وكان أيضا للمجهودات الشعبية دور كبير وخاصة من قبيلة بني فخر والتي قدمت أكثر من20 لودر وعشرات من سيارات النقل كتبت عليها لخدمة المواطنين, وقد تمكنت هذه اللوادر من انقاذ مستشفي العريش العام من الغرق, وذلك بازالة المياه وردم الحفر بالرمال ليتمكن المرضي من مغادرة المستشفي فيقول هاني نصر البعكيكي أحد أصحاب اللوادر انه عندما سمع استغاثات المواطنين واصل سيره باللودر الخاص به متوجها الي منطقة السيول, وقام بردم أكثر من مائة حفرة وسد بعض الطرق الفرعية المنخفضة لعدم تدفق المياه اليها, وأوضح ان اللودر تعرض للغرق أكثر من مرة إلا أن حظه كان جيدا فلم ينقلب اللودر بفضل الله, ويري أنه أكثر حظا من صديقه أبو عمرة والذي لقي مصرعه أثناء قيامه بمساعدة المواطنين. اما الصيادون بشمال سيناء فكان لهم دور كبير فيقول ابراهيم المالح شيخ الصيادين بشمال سيناء ان جميع الصيادين قاموا بتقديم مراكبهم للبحث عن مفقودين, وكذلك نقل المواطنين وخاصة الحالات الانسانية الملحة من الجانب الشرقي للغربي والعكس, وأضاف اننا انقذنا أكثر من5 أسر كان السيل قد جرفها, وقد تمكنا من انتشالها ووضعها علي المركب وتوصيلها الي مستشفي العريش. وأضاف أبو وائل صاحب أحد المراكب انه قدم جميع مراكبه الصغيرة للوصول إلي المنازل وانقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول. وفي أسوان: اسبوع كامل مر علي وقوع كارثة السيول ومئات الاسر مشردة وعدد المنازل المنهارة يزداد يوما بعد يوم بسبب الميل التي تؤثر علي حوائط المنازل المبنية بالطوب اللبني. اعداد المكنوبين يتزايدون ولجان الحصر مازالت تعمل ويتساءل المتضررون متي سيتم الشروع في البناء. المحافظ مصطفي السيد اعلن ان هناك قرارا سياديا بعدم البناء في مخرات السيول أو فوق برابخ توجيه الامطار لنهر النيل والدولة غير مسئولة عن أي مواطن يقوم ببناء منزله من جديد في نفس الموقع هنا الموضوع يثير جدلا بين الأهالي والمسئولين والشعبيين والمحافظ يؤكد هذا الجدل يعطل الشروع في البناء في المواقع الجديدة. وأكد انه خلال10 أيام سيتم الشروع في البناء سيتخصص300 منزل. وعقد المحافظ مصطفي السيد اجتماعا موسعا للجنة الكوارث والازمات لبحث تداعيات الازمة والدروس المستفادة والاستعداد لمواجهة تقلبات الجو والظواهر غير الطبيعية المتوقعة من قبل هيئة الارصاد الجوية خلال الأيام القادمة. وصرح المحافظ بأن مياه السيول التي اجتاحت عددا من قري المحافظة قد انحسرت, والتي اسفرت عن انهيار وتصدع1246 منزلا داخل هذه القري وهي أبوالريش والأعقاب بمركز أسوان والطوناب والرمادي والرديسية والبصيلية بمركز أدفو, بالاضافة الي عدد من المنازل بقري كوم أمبو. وقال إن أعمال حصر خسائر السيول تتم من خلال3 لجان تم تشكيلها والتي ستنتهي من أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة, وذلك لتعويض أصحابها بالشكل المطلوب الذي حددته الحكومة خاصة لأصحاب المنازل المنكوبة. المهندس عثمان حسن عثمان صاحب شركة مقالات ويؤكد ان اسناد البناء لشركات المقاولات لن يحقق المستهدف قطاع المقاولات يخصم17.5% من اجمال التكلفة والمفروض اسناد هذه الاعمال بالامر المباشر لشركة كبري مثل المقاولين العرب عن طريق وزارة الاسكان والمحافظة وأعلن المهندس عبدالله طه وكيل وزارة الري ان مخرات السيول بوادي النقرات استقبلت50 مليون متر مكعب من المياه ولم تحدث اي خسائر بسبب التزام الاهالي والمراقبة الصارمة من ادارة الري بتطبيق قاعدة منح بناء المنازل والمنشآت في مخرات السيول وطلب مساندة الاجهزة الشعبية لتطبيق هذا المبدأ في جميع انحاء المحافظة حفاظا علي أرواح المواطنين. وأعلن احمد عبدالعزيز وكيل وزارة التضامن ان الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن قد اعتمد صرف5 آلاف جنيه اعانة عاجلة لكل من تهدم منزله تهدما كليا ومبلغ3 آلاف جنيه للهدم الجزئي وألفي جنيه للتصدعات وسيتم الصرف فورا ووصل عدد ضحايا الكارثة الي3 سيدات.