أشاد مجلس الشوري في جلسته التي عقدها أمس برئاسة السيد صفوت الشريف بالتحرك السريع للرئيس مبارك لمواجهة أزمة السيول. التي تعرضت لها محافظات أسوان وشمال وجنوب سيناء, وزيارته السريعة لأسوان للوقوف علي الأزمة علي أرض الواقع وتوجيهاته للحكومة بالإسراع في إقامة المعسكرات للمضارين وصرف التعويضات اللازمة لهم. كما أشاد المجلس في محطته الثانية السيول بعد نجع حمادي بالدور الكبير الذي قامت به القوات المسلحة المصرية في عمليات الإيواء والإغاثة والإنقاذ, وصرف المواد الغذائية للمضارين. وانتقد المجلس العشوائية التي صاحبت بناء المنازل والمنشآت الحكومية في مخرات السيول, وضعف الاستعدادات والمواجهة من جانب المحليات. في بداية الجلسة, أشاد السيد صفوت الشريف بسرعة تدخل الرئيس مبارك ومتابعته للموقف أولا بأول, وإصدار توجيهاته للقوات المسلحة بسرعة التدخل لتقديم مساعدات الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الغذائية والطبية والإيواء والتعويضات المناسبة, وإصلاح كل ما اخترقته السيول ودمرته وتخصيص أراض لبناء منازل بديلة للمضارين. كما أشاد الشريف بالدور الوطني للقوات المسلحة لما بذلته من جهد في إغاثة وإنقاذ المضارين وإقامة معسكرات الإيواء لهم. وطالب الحكومة بأن تترجم وعود الرئيس مبارك إلي واقع ملموس في أسرع وقت يعيد المضارين إلي حياتهم الطبيعية في بيوت لائقة في مناطق آمنة بعيدا عن مخرات السيول. وطالب الشريف بإعادة تأهيل الطرق بشكل آمن تعيد ربط المناطق المضارة بالمأهولة وتوفير الخدمات المتكاملة لهم صحيا وتعليميا وتموينيا, تيسر لهم أحوال معيشتهم وتخفف معاناتهم. كما طالب الشريف بضرورة بناء سدود منيعة تقي المواطنين غائلة السيول في المستقبل. ومن جانبه, أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن السيول التي تعرضت لها محافظات أسوان والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء, فاقت كل المعدلات التي شاهدناها من قبل, وهي لم تحدث منذ29 عاما مما تسبب في حدوث أضرار وخسائر كبيرة, مشيرا إلي أن المحافظات المتضررة قامت بجهود سريعة للتعامل مع الكارثة, حيث تم فصل التيار الكهربائي عن الأبراج والأعمدة لتأمين المواطنين, وسحب المياه المتراكمة بمناطق السيول وحول القري والنجوع, مع تقديم الإعانات والمساعدات العاجلة من بطاطين وخيام لإيواء المضارين, وتسكينهم بالمدارس ومراكز الشباب, وتوفير الغذاء لهم إلي جانب تحويل بعض الطرق التي جرفتها السيول مثل طريق الزعفرانة رأس غارب, فضلا عن إصلاح خطوط المياه علي طريق سفاجا قنا, وشفط المياه من الطرق الداخلية. وقال شهاب إن القوات المسلحة قامت بفتح كتيبة لإيواء متضرري العريش وتوزيع الإغاثة والإعاشة لهم مع إقامة3 مراكز للمتضررين في الجزء الشرقي لمدينة العريش, وتم تشكيل لجنة لحصر أعداد المتضررين والخسائر في الممتلكات. وأكد شهاب أن المساعدات يتم توزيعها بنظم تضمن وصولها إلي مستحقيها بأسرع وقت, لأن هناك منازل مازالت تحاصرها المياه ويتم شفطها حاليا, مشيرا إلي أنه تمت إعادة الاتصالات إلي مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع, وفتح طريق طور سيناء شرم الشيخ, وطور سيناء النفق, وشرم الشيخ دهب. وأكد شهاب أن هناك مخزونا سلعيا يكفي حاجة المتضررين ولا يوجد نقص في السلع التموينية أو الاستراتيجية أو الوقود, وتقوم حاليا غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء بمتابعة عمليات مواجهة السيول بالمحافظات المضارة, والإجراءات مع جميع الوزارات المعنية وإعداد تقريرين يوميا عن المواجهة ومتابعة توجيهات رئيس الجمهورية الخاصة بصرف التعويضات للمتضررين. كما أشاد السفير محمد بسيوني في بيان لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بالتحرك السريع للرئيس مبارك علي أرض الواقع للوقوف علي الموقف وتوجيهاته للحكومة بسرعة إغاثة المضارين والتعامل مع الأزمة بشكل سريع. كما أشادت اللجنة بدور القوات المسلحة في التعامل مع الأزمة وسرعة إقامة المعسكرات الإيوائية وتوفير الأغذية للمضارين. وطالبت اللجنة بسرعة احتواء الأزمة وعدم إقامة أي مبان في مخرات السيول وإقامة سدود للاستفادة من مياه السيول في الزراعة, مع ضرورة إقامة مراكز معلومات تتنبأ بالسيول قبلها للتعامل معها وإقامة قري نموذجية إنتاجية للمضارين. وطالبت اللجنة في بيانها بتوفير فرص عمل ومنح قروض ميسرة للمضارين ورعايتهم صحيا واجتماعيا, وتنمية المرافق الأساسية للتعامل مع السيول والأزمات, مع الاهتمام باستراتيجيات الإنذار المبكر التي تعتمد علي العلم الحديث والتعامل مع معطياتها بالجدية اللازمة مع تفعيل وحدات إدارة الأزمات في كل محافظة من خلال قاعدة بيانات أساسية قادرة علي التصدي بفاعلية لما قد يحدث من أزمات. وطالبت اللجنة الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بالاستمرار في تقديم الدعم والعون لمتضرري السيول في ضوء منظومة مجتمعية. وطالبت اللجنة بإعادة تقويم البنية الأساسية اللازمة للتعامل السريع مع الأزمات والكوارث. وفي بداية المناقشات لطلبات المناقشة, تحدثت سهام عز الدين قائلة: لا شك أن تكليفات الرئيس حسني مبارك للحكومة والمحافظات وأجهزة الدولة كان لها تأثير كبير علي إنقاذ المواطنين والمتضررين من كارثة السيول وإعادة البناء للمنازل المتضررة والتي تهدمت. لذا لابد من إنشاء سدود ومخرات جديدة حتي نتلافي الكارثة مرة ثانية, وتفعيل الخريطة والاستخدام الأمثل وتطبيق أساليب حديثة حتي لا تتعرض البلاد إلي كوارث طبيعية تهدد حياة المواطنين. وطالبت بضرورة الصيانة والتحرك السريع لعدم تكرار مثل هذه الكارثة الطبيعية, وأشادت بدور القوات المسلحة, الدرع الواقي في مواجهة كارثة السيول التي أصابت البلاد. وأشار النائب عبدالمنعم صالح إلي أن البلاد تعرضت شمالها وجنوبها إلي موجة من السيول, ففي أسوان لحقت أضرار بنحو1246 منزلا ما بين انهيار كامل وانهيار81 برجا جهدا عاليا و50 جهدا منخفضا. وقال إن شعب أسوان مسلميه وأقباطه يوجهون الشكر والعرفان إلي السيد القائد حسني مبارك الذي رفض مشاهدة الدمار علي شاشات التليفزيون أو من خلال التقارير, ولكنه حضر بنفسه ليكون وسط أبنائه ورفع قيمة التعويضات مما كان له أثر كبير علي شعب أسوان, وطالب بضرورة زيادة التعويضات لرفع المعاناة عن محدودي الدخل وتوصيل المرافق بواسطة وزارتي الإسكان والكهرباء وإنشاء صندوق للتعامل الفوري مع الكوارث وتشغيل هيئة قومية لإدارة الأزمات ودعم هيئة الأرصاد. وقال زعيم الأغلبية محمد رجب: إن الكارثة طبيعية وان مواطنين كثيرين من محافظة أسوانوسيناءوالعريش تعرضوا إلي كارثة حقيقية, مشيرا إلي ضرورة أن يكون هناك خريطة متكاملة لعدم البناء العشوائي, وطالب بضرورة الاستعداد, خاصة أن هناك تغيرات مناخية تؤثر علي الدلتا ويجب العمل الفوري علي مواجهة تلك الكوارث التي تعرضت لها البلاد, وأشار النائب إلي أن هناك جهودا مخلصة في التصدي لهذه الكارثة من القوات المسلحة والدولة لافتا إلي ضرورة إعادة البناء بأسلوب علمي حديث يواجه مثل هذه الكوارث الطبيعية. وقال النائب عبدالحميد سلمي إن ارتفاع السيول وصل إلي أكثر من ثلاثة أمتار, وكانت مخرات السيول هي التي تساعد علي انهيار مدينة العريش لافتا إلي أن المباني والمحلات كانت من أحد الأسباب في التصدي للكارثة فضلا عن إقامة القري بالقرب من مخرات السيول وبالتالي انقسمت محافظة العريش. وطالب بضرورة تطوير وتحديث السدود وعمل مخرات جديدة لمواجهة الكارثة, بالإضافة إلي إعادة ترتيب المنطقة بأسلوب علمي بعد التغيرات المناخية, وأشاد النائب بسرعة استجابة الحكومة الفورية من رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف عقب الكارثة وأصدر تعليمات فورية بصرف التعويضات وبناء المساكن لمتضرري السيول فورا, وعلي رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني مساعدة منكوبي كارثة السيول. وأشار النائب ناجي الشهابي حزب الجيل الديمقراطي إلي أن كارثة السيول طبيعية وهي انذار مبكر للتحرك الجاد لمواجهة التغيرات المناخية, وطالب بضرورة رفع قيمة التعويضات والسرعة في بناء مساكن جديدة للمتضررين, ووضع آليات جديدة في عمليات البناء لعدم تعرض المنطقة لمثل هذه الكارثة, بالإضافة إلي ضرورة تعمير سيناء وزرعها بالبشر, باعتبارها بوابة مصر الشرقية وتفويت الفرصة علي الطامعين في سيناء المصرية وحماية الأمن القومي المصري. وطالب النائب معوض خطاب بضرورة مراعاة الكارثة الطبيعية في إعادة البناء بأسلوب علمي لمواجهة التغيرات المناخية, وتساءل النائب: لابد من إصدار بيان من الحكومة بحجم الكوارث والمبادرة بإنشاء العديد من السدود للحفاظ علي الثروة المائية والاهتمام بالزراعة وإعادة بناء قري نموذجية للتصدي للسيول مستقبلا. وانتقد النائب وزارة الري في إعطاء الموافقة علي بناء المباني التي جاءت بعد عدة دراسات وتطبيق الاشتراطات علي البناء لعدم تكرار كارثة السيول مرة أخري. وأشار النائب حسين صبيح إلي ضرورة رفع قيمة التعويضات للمتضررين من المزارعين والمنازل التي تهدمت بسبب السيول, بالإضافة إلي إعادة بناء القري بمواد تواجه السيول والمتغيرات المناخية. واعتبر النائب طاهر المصري كارثة السيول طبيعية لافتا إلي أن أجهزة المراقبة للأرصاد الجوية حذرت من الكارثة قبل حدوثها بمدة كافية, كان يمكن التصدي لها وعمل حسابات لعدم وقوع الدمار الكبير الذي حدث. وانتقد النائب المجالس الشعبية المحلية والمحليات في الموافقة علي بناء المباني علي منطقة السدود والمخرات, لافتا إلي ضرورة المراجعة ومحاسبة المتسببين في بناء المباني علي المخرات, وطالب بضرورة تشريع جديد يجرم البناء علي المخرات والسدود. وقال النائب دياب عبدالله إن كارثة السيول عزلت عدة مناطق بمحافظة أسوان, وقطعت الطرق وأتلفت المنازل وأبراج الضغط العالي والمنخفض, لافتا إلي أن السيول أثرت علي الثروة الحيوانية والزراعية. وطالب النائب كمال خير الله بإعادة بناء المنازل بعيدا عن مخرات السيول في أسرع وقت ممكن وإعادة ربط المناطق المأهولة إلي طبيعتها ورفع المعاناة عن المواطنين خاصة محدودي الدخل. وأشاد النائب بدور الرئيس حسني مبارك علي استجابته السريعة للوصول إلي أسوان للتعرف علي حجم الكارثة علي أرض الواقع, وتوجيهاته السريعة للقوات المسلحة والمحافظين لمساعدة المتضررين وإعادة بناء المساكن بأسلوب علمي لمواجهة التغيرات المناخية. وأوضح النائب سلام سلام عن البحر الأحمر أنه لاشك في أن الكارثة كبيرة وأصابت العديد من المباني والمشروعات الصناعية والزراعية وإهدار الثروة الحيوانية لافتا إلي ضرورة إعادة بناء المنطقة بأسلوب حديث لمواجهة الكوارث الطبيعية. وطالب بإعادة بناء المنازل التي هدمت وصرف التعويضات المناسبة للمتضررين, وحث المحافظين علي الإسراع في تنفيذ توجيهات الرئيس وتخطيط المنطقة ورجال الأعمال لرعاية المتضررين وبناء طرق جديدة.