عبدالمنعم فهمي استطاع أن يحفر لنفسه مكانا بين مدربي الدوري.. أصبح حرس الحدود علي يديه إحدي القوي الكروية في مصر.. فاجأ الجميع بالاستقالة بعد فوز فريقه علي وادي دجلة وكالعادة تراجع عنها.. بين الاستقالة والعودة كان الحوار التالي مع طارق العشري المدير الفني لحرس الحدود. ما الذي حدث لتستقيل ثم تتراجع؟ اختلفنا علي بعض الأمور, فقررت ترك المهمة لأنني بدون هذه الأشياء لا أستطيع قيادة الفريق أو تحقيق الطموح الذي أتمناه, وتتمناه الإدارة, وعندما تلاقت الأفكار تراجعت في ظل الدعم الذي تم تقديمه لي. أنت مدمن استقالات, فهذه هي الاستقالة الثالثة للموسم الثالث علي التوالي؟ دعني أقل لك معلومة غريبة هي أنني في كل موسم أقدم استقالتي فيه أحصل علي بطولة, وطبعا هذا بدون ترتيب أو قصد, فالاستقالة هدفها تصحيح المسار, ورفع الحرج عن الإدارة لتقرر ما تراه مناسبا. ما الفارق بين استقالتك هذه المرة, وما حدث في المرتين السابقتين؟ في المرتين السابقتين كنت أعاني عدم الاستقرار, وتراجع النتائج, فقررت الرحيل, علاوة علي أن اللاعبين لم يجددوا عقودهم, ورحل ثلاثة منهم هم عبدالسلام نجاح وهاني سعيد وأحمد عاصم, وكنت أتمني استمرارهم لأنهم كانوا دعائم أساسية. لكن الفريق لم يتأثر برحيلهم بدليل حصولك علي الكأس؟ لأننا دفعنا بعدد كبير من اللاعبين الجدد والصاعدين, حتي الحارس علي فرج الذي أصبح في مأزق بعد إصابة كاميني مارتيني ورحيله عن الفريق بقرار اتحاد كرة القدم منع استقدام حراس أجانب, قدم أوراق اعتماده بصورة رائعة وتألق أمام الأهلي في كأس مصر, وكان سبب حصولنا علي البطولة برغم عدم مشاركته مع الحرس لمدة موسم كامل. هل تري أن الاستقالة علاج للمشكلات؟ تربطني بمسئولي الحرس علاقة جيدة, ولحرصي علي توطيدها كنت أرفع عنهم الحرج في كل مرة أقدم فيها استقالتي, لأن المدرب لا بد أن يستشعر الأمور قبل أن يجد نفسه مطرودا. حصلت علي بطولتي كأس مصر والسوبر مع الحرس.. هل تطمح إلي المزيد؟ طموحي بلا حدود, وأتمني أن أستمر في المنافسة علي الدوري, برغم موقفنا الصعب, ولكنه طموح مشروع, في ظل تقارب المستويات والنقاط بين معظم الفرق. الفوز بالدوري يحتاج إمكانات خاصة؟ لدينا كل المؤهلات, فقط ينقصنا التوفيق, فاللاعبون نضجوا, وأصبح القلق من رحيل بعض العناصر غير موجود بعد أن تم التجديد لأحمد عبدالغني وأحمد عيد عبدالملك وإسلام الشاطر وأحمد مكي, وهناك وفرة من اللاعبين الصاعدين والجدد الذين انضموا هذا الموسم, مثل محمد عبدالمجيد وموكشة, وإسلام رمضان ومهدي صبحي وفادي نجاح, والسنغاليين لاتير ومالك, علاوة علي الدفعة المعنوية الهائلة من الإدارة, وانضمام لاعبينا للمنتخبات الوطنية وآخرهم أحمد حسن مكي, ولدينا الآن سلاح نفسي, وهو أننا أصبحنا نرهب المنافسين, وحتي الأهلي والزمالك أصبحا يعملان لنا ألف حساب. لكنك فشلت في الكونفيدرالية برغم أنها بطولة ليست ماراثونية مثل الدوري؟ في كل مباراة في البطولة كان يغيب نحو5 عناصر أساسية وكنت ألعب بنصف قوتي, ولم يكتمل وجود النجوم في مباراة واحدة, فإذا شارك أحمد عيد عبدالملك, يغيب أحمد عبدالغني وإسلام الشاطر ومحمد مكي, وغيرهم, ولأن معظم الفرق المنافسة كانت ذات خبرة, كان الخروج بهذا الشكل, ولكننا استفدنا بتجربة بعض العناصر الشابة التي أصبحت تحتل مكانة أساسية في التشكيل. ولكن الحرس لن يصمد لأن مستواه غير ثابت؟ أحاول التغلب علي ذلك, حتي يكون مستوي الفريق جيدا طوال الموسم, بدلا من البداية الجيدة ثم الختام السيئ أو العكس, والآن أضع في اعتباري ضرورة الحصول علي معظم نقاط المباريات المتبقية في الدور الأول ثم استعادة الثقة في الدور الثاني, مع دعم الفريق ببعض العناصر الجيدة, وبرغم سلسلة الخسائر والتعادلات في المباريات الأخيرة في الدوري ثم الخروج من الكونفيدرالية, فإنني مطمئن إلي إمكانية علاج الأخطاء سريعا, ولأن الفوارق الفنية أصبحت قليلة بين معظم الفرق فإنني آمل في الحصول علي البطولات. هل فعلا الحرس بحاجة إلي حارس مثل الحضري؟ نحن لا نملك إلا علي فرج, ومحمد سعيد, وكلاهما حارسان جيدان, فقط ينقصهما التوفيق وابتعاد الإصابات عنهما, وتفاوضت مع الحضري, لأنه تتوافر فيه كل الشروط التي أطلبها في حارس المرمي, مثل الخبرة الكبيرة, والشخصية القيادية. وما أخبار المفاوضات معه؟ توقفت, وتم تأجيلها إلي يناير المقبل. هل توقفت بسبب حرب التصريحات بينك وبين إبراهيم حسن؟ تفاوضت بالفعل مع الحضري دون استئذان مسئولي ناديه, وعندما علمت أنهم غضبوا توقفت وقدمت اعتذاري, لأن هذا حقهم, وتأجلت المفاوضات إلي يناير. هل ستوافق علي مبادلة أحمد عيد عبدالملك بالحضري؟ لا, وأحمد عيد لن يترك الحرس, فقد جدد برغبته قبل بداية الموسم, وهناك مبدأ في الحرس بأنه لا تفريط في أي لاعب, مهما يكن اسم النادي الذي يطلبه, ويكفي أننا دفعنا ثمن كثرة الإصابات, ورحيل البعض مما جعل الفريق مستواه متذبذبا.