الملتزم هو مكان بين الحجر الأسود وباب الكعبة.. كان النبي صلي الله عليه وسلم يأتي إليه ويلتزمه.. فيضع صدره عليه ويرفع يديه متجها بهما إلي السماء وفي ذلك دلالة علي اللجوء والاستغاثة إلي الله . فالملتزم من المحطات التي يجب أن يلتزمها الإنسان في رحلة الحاج لبيت الله الحرام فهو من المواضع المستجاب عندها الدعاء.. هذا ما أكده الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر الذي قال: الملتزم أحد المواضع المهمة في الكعبة.. ويسن للحج أن يأتي إلي الملتزم ويلتصق به كما التصق به النبي صلي الله عليه وسلم ويرفع يديه فإن الدعاء مجاب في هذا الموضع.. وكان ابن عباس رضي عنهما يلتزم مابين الركن والباب وكان يقول: لايلتزم مابينهما أحد يسأل الله تعالي شئيا إلا أعطاه إياه. ويجب علي الحاج عدم المزاحمة من أجل الوصل للملتزم لأن فيه إيذاء للحجاج.. فالوصول للملتزم سنة وعدم إيذاء الناس فرض.. والفرض مقدم علي السنة, فإذا استطاع الحاج أن يصل إلي الملتزم فيجب عليه أن يستشعر عظمة الله وأنه واقف ببابه فيدعو الله في ذل وانكسار ويبكي فإن لم يستطع ان يبكي تباكي لأن الإنسان في هذا الموضع دليل علي التعلق بجناب الملك جلا وعلا وفيه الاستغاثة والاستعاذة بالله وكأنه يقول هذا مقام العائذ بك من الذنوب.. هذا مقام المستجير بك من الخطايا. ويجاهد نفسه في اختيار أفضل الأدعية وأعظم الأماني وأجمل الرغبات طلبا لرضي الله سبحانه ويتذكر عندئذ فعل الحبيب صلي الله عليه وسلم ليكون متأسيا به.