دخل علي أسرته وأسار ير الفرحة تملأ وجهه رافعا صحيفة بيدة قائلا: الحكومة ستعطي كل شاب قطعة أرض لبناء منزل له بالمدن الجديدة بسعر رمزي... وبالفعل تسلم خطابا يبشره بأنه ضمن المحظوظين وذهب إلي مبني جهاز مدينة6 أكتوبر وفي خيمة ضخمة أعدت لاستقبالهم توافد آلاف الشباب من كل صوب والسعادة تملأ قلوبهم, ولكن كالمعتاد بعض المرضي من صغار مسئولي الجهاز والمشروع بالوزارة تفننوا في وضع الشروط والقواعد البيروقراطية! وضعوا لهم جدولا للتنفيذ ومن لايلتزم به فله كل الويل بداية من حزمانه من الدعم وصولا إلي سحب قطعة الأرض الخاصة به والبالغة مساحتها150 مترا. إلا أن عزيمة الشباب لم تتوقف واستمروا في العمل... ففكر هؤلاء الموظفون في طرق أخري لتعقيد الأمر بدأت بطلب5 آلاف جنيه مقابل الحفر عن كل قطعة أي أعلي من سعر القطعة نفسها... وبعد أن وعدوهم بتوفير المرافق من مياه وكهرباء وطرق تراجعوا عن وعودهم وأصبحت المياه لا تكفي اكثر من10% من الشباب وبنظام الدور. فلجأ الشباب إلي شراء المياه من سيارات خاصة واعتمدوا في البداية علي شركة تعطيهم تانك المياه سعة20 برميلا بسعر30 جنيها... إلا أن المسئولين مرة أخري قاموا بمنع هذه الشركة وسمحوا لشركة أخري بأن تبيع المياه للشباب بأسعار أعلي التانك سعة60 برميل بسعر350 جنيها وإذا أرا والشاب الحصول علي برميل واحد بسعر7 جنيهات يجبر علي شراء تانك كامل بسعر350 جنيها.... وعندما أحس اللصوص بعدم وجود حام لهؤلاء الشباب خاصة من جانب المسئولين تحول المشروع بالكامل إلي مرتع لهؤلاء اللصوص... ويقدر حجم ماتمت سرقته من شباب المشروع البالغ عددهم قرابه100 الف شاب وحوالي ملياري جنيه بمتوسط20 الف جنيه لكل شاب ويضاف إلي هذا لامبلغ حوالي ملياري جنيه ارتفاعا في تكاليف مواد البناء واستغلال المقاولين ليصل إجمالي المال المهدر من هؤلاء الشباب الذين دفعوا كل مايملكون في هذا المشروع إلي4 مليارات جنيه. شباب في محنة خلال جولة تحقيقات الأهرام بالمشروع الذي يشعرك للوهلة الاولي وبعد الحديث مع الشباب بأنك في صومال أخر غاب عنه الأمن ويفتقر الي المرافق الاساسية اللازمة للحياة.. التقينا بعدد من الشباب المستفيد من المشروع الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من بطش مسئولي الجهاز وعصابات السرقة بهم. استقبلنا حدهم ولخص المحنه في أبيات للشعر. منحتنا الحكومة قطعة أرض... وقالت عمروا الصحراء لكنها فرحة لم تدم إلا قليلا.. فقد وأدها جشع الأغنياء, واستدرك أحد الشباب بالقول إنهم استقبلوا حصولهم علي قطعة أرض بفرحة شديدة وقاموا بدفع التأمين البالغ1050 جنيها عن القطعة وبعد استلامهم ومنذ عام2008 حتي الآن ونحن نبني في القطعة وقد وقعنا فريسة سهلة في أيدي المقاولبن الذين استغلونا أسوأ استغلال. تدخل شاب آخر. وقال كل صاحب قطعة أرض مجبر علي دفع200 جنيه للأعراب مقابل الحراسة والتي لا تتم ومن يرفض الدفع سيجد حوائط المنزل في الصباح مهدمة.. وتقدمنا بمحاضر عديدة للشرطة إلا أنها طلبت دليلا علي هؤلاء اللصوص الذين نعرفهم لكننا شباب وليس لدينا الوقت أو الخبرة للحصول علي دليل للصوص اتخذوا الصحراء مسكنا لهم! قال شاب آخر إنه أبلغ الشرطة بوجود لصوص تسرق أبواب ونوافذ منزله ولديهم سلاح ولا يستطيع أن يواجههم بمفرده بعد ان ابلغه بذلك أحد الخفراء فقال لهم الضابط المسئول: أنا مش مستعد أضحي برجالتي!! طرح أحد الشباب سؤالا: لماذا يصر الجهاز علي ضرورة تركيب الأبواب والنوافذ مادامت لن توفر المرافق الأساسية اللازمة للحياة من كهرباء ومياه وصرف وأمن. ويؤكد أن معظم هؤلاء اللصوص من العمال الحرفيين يستقلون في العادة سيارة ميكروباص وتتبعهم سيارة نقل ويتراوح عدد أعضاء كل عصابة ما بين5 و7 أفراد وما يتم سرقته يتم بيعه في أسيوط أو الفيوم من أبواب ونوافذ ومواد بناء أو يعاد بيعها مرة أخري للشباب. والسؤال الآن: من وراء هدم هذا المشروع الذي كان سيوفر300 ألف وحدة سكنية مساحتها63 مترا؟ ومن المستفيد من ذلك خاصة أن الوحدات السكنية لنفس المساحة والمجاورة لهذا المشروع والتي يعرفها رجال الأعمال وصل سعرها إلي قرابة175 ألف جنيه؟!.