هناك آداب يستحب لضيوف الرحمن المسافرين لأداء فريضة الحج مراعاتها, وقد اعتني بجمع هذه الآداب كثير من العلماء. وممن قام بجمعها الامام النووي رحمه الله في كتابه المجموع, حيث ذكر اثنين وستين أدبا, نذكر بعضا منها, ومن أراد التوسع فعليه بمراجعة كلام الامام النووي: * مشاورة الموثوق بدينه وخبرته وعلمه في السفر وفي اختيار الوقت, ويجب علي المستشار النصيحة والتخلي عن الهوي, قال الله تعالي:( وشاورهم في الأمر). * أن يستخير الله تعالي فيصلي ركعتين من غير الفريضة ثم يدعو بدعاء الاستخارة. * التوبة من جميع المعاصي والمكروهات والنظر في مظالم الخلق, وقضاء ما أمكن من ديونهم, ورد الودائع, وأن يكتب مريد الحج وصيته ويشهد عليه بها ويوكل من يقضي ما لم يتمكن من قضائه من ديونه ويترك لأهله ومن يلزمه نفقته نفقتهم إلي حين رجوعه. *إرضاء والديه ومن يتوجب عليه بره وطاعته. *أن تكون نفقته حلالا خالصة من الشبهة,فإن خالف وحج بمال مغصوب صح حجه في الظاهر, لكنه ليس حجا مبرورا. * تعلم فقه الحج, إذ لا تصح العبادة ممن لا يعرفها, ويستحب للحاج استصحاب كتاب واضح في المناسك جامع لمقاصدها ويديم مطالعته, ويكررها في جميع طريقة لتصير محققة عنده, ومن أخل بهذايخشي ألا يصح حجه لإخلاله بشرط من شروط أركانه, وربما قلد بعض الناس وتوهم أنهم يعرفون المناسك محققة فاغتر بهم. * الحرص علي الرفيق الصالح الذي يعينه علي مكارم الأخلاق ويحثه عليها. وينبغي أن يحرص علي إرضاء رفيقه في جميع طريقه, ويحتمل كل واحد منهما صاحبه ويري لصاحبه عليه فضلا وحرمة, ويصبر علي ما يقع منه في بعض الأوقات. * يستحب أن يودع أهله وجيرانه وأصدقاءه وسائر أحبابه وأن يودعوه ويقول كل واحد لصاحبه:( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك), ويقول المقيم للمسافر:( زودك الله التقوي وغفر لك ذنبك ويسر الخير لك حيثما كنت) * السنة أن يدعو: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوي ومن العمل ما ترضي اللهم هون علينا سفرنا هذا, واطو عنا بعده, اللهم أنت الصاحب في السفر, والخليفة في الأهل, اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر, وكآبة المنظر, وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن, وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.( والو عثاء: هي الشدة, والكآبة: هي تغير النفس من خوف ونحوه, والمنقلب: المرجع) * يستحب السري( السير ليلا) في آخر الليل, لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:( عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوي بالليل للمسافر). والدلجة سير آخر الليل, وقيل سير الليل كله. * الرفق وحسن الخلق, وتجنب المخاصمة ومزاحمة الناس في الطرق, وأن يصون لسانه من الشتم والغيبة وجميع الألفاظ القبيحة. * أن يدعو في سفره في كثير من الأوقات, لأن دعوته مجابة. * المحافظة علي الصلاة في أوقاتها, وقد يسر الله تعالي التيمم والجمع والقصر. * يستحب للرفقة أن ينزلوا مجتمعين ويكره تفرقهم لغير حاجة, فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان). * التكبير أثناء العودة من السفر ثلاث تكبيرات, ثم يقول: لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير, آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده, ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. * إذا وصل منزله أن يبدأ قبل دخوله بالمسجد القريب إلي منزله فيصلي فيه ركعتين بنية صلاة القدوم. * النقيعة, وهي طعام يعمل لقدوم المسافر, ويطلق علي ما يعمله المسافر القادم, وعلي ما يعمله غيره له