في ظل الاهتمام العالمي بأمن وسلامة الغذاء, وفي بادرة جديدة للتعاون مع دول الشرق الأوسط عقدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤتمرا للتعاون وتبادل الخبرات. مع ممثلي القطاعات الزراعية وسلامة الأغذية بالدول العربية وتقول الدكتورة ليلي بطارسه مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه في ظل ارتفاع حجم التجارة الدولية للمنتجات الغذائية والزراعية وانفتاح الولاياتالمتحدة علي مزيد من التعاون التجاري خاصة مع دول الشرق الأوسط, حرصنا علي التعرف عن قرب علي سياسات السلامة الغذائية في دول المنطقة وعلي إقامة العديد من الندوات للقطاع الخاص لتعريفهم بقوانين سلامة الغذاء الأمريكي. وأضافت الدكتورة ليلي في حوار ل'الأهرام' أن هذا المؤتمر يأتي بعد عام من الجولات المكوكية في دول المنطقة للتعرف علي السياسات وقوانين سلامة الغذاء في الدول العربية والتشريعات المعنية بهذا الأمر, وأوضحت أن الولاياتالمتحدة تستورد سنويا بما قيمته2 مليار دولار منتجات غذائية من كافة دول العالم وسعيا لضمان سلامة هذه الأغذية أقامت إدارة الغذاء والدواء عدة مكاتب إقليمية في الهند والصين وأمريكا اللاتينية وقريبا سيقام مكتب إقليمي في إحدي دول الشرق الأوسط لتعريف المصدرين بقوانين سلامة الغذاء ودعم التعاون التجاري بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة. وهذا التعاون سيؤدي لخفض نسب رفض الشحنات الغذائية علي الحدود الأمريكية, حيث يتم رفض سنويا كميات هائلة من الشحنات لوجود عيوب في التغليف والتعبئة أو العثور علي نسب من المبيدات والمواد الثقيلة في عينات الغذاء. وحول حجم تصدير المنطقة العربية إلي الولاياتالمتحدة, أكدت الدكتورة بطارسه أن النسب ضئيلة للغاية إذا ما قورنت بما يتم استيراده من الصين أو أمريكا اللاتينية, إلا أنه من واقع اللقاءات التي أجريناها مع المسئولين في الدول العربية وجدنا أن هناك تفاوتا في سياسات السلامة الغذائية بين الدول واستعدادا لبعض الدول والقطاع الخاص للتعاون في عدة مجالات, وبالنسبة لمصر فقد لاحظنا أن هناك مجالات تميز سواء علي مستوي الإنتاج أو الصناعة مثل صناعات الأدوية البديلة, وهي الأدوية التي تصنع محليا بناء علي ترخيص من الشركات الأم, وفي مجال الثروة السمكية لتميز مصر عن باقي الدول المحيطة بنشاط المزارع السمكية. يذكر أن99% مما يتم استيراده من دول الشرق الأوسط فيما يتعلق بالأدوية البديلة يأتي من إسرائيل. وفي نهاية حوارها أكدت الدكتورة ليلي بطارسة أن الهدف من التعاون وتبادل الخبرات مع القطاع الخاص أو المعنيين بالسياسات الزراعية وسلامة الغذاء, ليس بهدف تغيير السياسات الزراعية أو الغذائية للدول أو حتي مضاعفة التصدير للولايات المتحدة, ولكن لنقل وتبادل الخبرات حول السلامة الغذائية سواء للأطعمة أو المستحضرات الطبيعية التي تدخل في الصناعات الدوائية.