هل تستطيع وزارة الصحة صوغ قانون جديد للتأمين الصحي يتضمن تقديم الخدمة الطبية بما يلائم المجتمع, ويمثل ثمرة ناضجة للحوار المجتمعي بين مقدمي الخدمة والمنتفعين بها؟ الدكتور سمير فياض مستشار وزير الصحة الأسبق يري أن الكوارث الشخصية أمراض مكلفة جدا, وعلاج مضاعفاتها يصل إلي مايقرب من المليون جنيه مثل: عمليات نقل الأعضاء, وزرع النخاع, والجراحات الدقيقة الخاصة بالمخ والأعصاب, وجراحات القلب المفتوح, خاصة المتاعب الخلقية بالقلب وزرع الكبد, ونقل الكلي, وعدد كبير من الأورام التي تستلزم العلاج الكيميائي, وهو أمر مكلف جدا. ويقوم مشروع التأمين الصحي الجديد بدفع جزء من التمويل وتحميل المؤمن عليه بجزء آخر من التكلفة, بحجة أن صندوق الكوارث به مبلغ محدد ولايكفي لمعالجة كل الحالات عالية التكلفة, لذلك ينبغي أن يصدر القانون بملحق يحدد الحزمة التأمينية بتفصيلاتها طبقا للمتبع في دول الغرب, كما أنه يجب علي المنتفع من الخدمة الطبية ألا يدفع مرتين: الأولي عند الاشتراك, والثانية عند حصوله علي الخدمة.. فالقانون يقول عن الأولي:إنها اشتراك والثانية إسهامات. من جانبه يقول الدكتور أحمد إبراهيم أستاذ جراحة المناظير والجهاز الهضمي بطب عين شمس لايتضمن قانون التأمين الصحي الجديد علاج مرضي السمنة المفرطة, ولاتعترف بها وزارة الصحة كمرض أصلا, وهذا يخالف كل قوانين التأمين الصحي في العالم, كما أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تعتمدان جراحات السمنة المفرطة ضمن قانون التأمين الصحي لهما. ويضيف أن مرضي السمنة المفرطة بمصر في تزايد مستمر, وتمثل السمنة المفرطة في مصر مرضا يصيب18% من الشعب, ويترتب عليها الكثير من الاثار السلبية المتمثلة في آثار طبية مثل السكر, وارتفاع ضغط الدم, وأمراض القلب والشرايين التاجية, وخشونة بالمفاصل, والتهابات وحصوات الحويصلة المرارية, وفتق الحجاب الحاجز, وارتفاع العصارة المعدية بالمريء, فضلا عن الأزمات الربوية الشعبية وتوقف التنفس أثناء النوم, وضعف الخصوبة, ومشكلات العقم, وصعوبة التحكم في إخراج الفضلات. وآثار نفسية مثل مشكلات الاكتئاب, والانعزال الاجتماعي ويطالب بضرورة أن يتضمن قانون التأمين الصحي الجديد جراحات السمنة المفرطة, ويطالب وزارة الصحة بأن تعتمد مرضي السمنة المفرطة كمرضي مثله مثل باقي الأمراض والجراحات التي تعالج ضمن مشروع التأمين الصحي, لأن العالم كله يعترف بأن السمنة المفرطة مرض ويدخلها ضمن مشروع التأمين الصحي, ولأن مرضي السمنة المفرطة يحتاجون إلي علاج الدولة, وهو حق لهم.