كتب: طارق الشيخ: كان من المنطقي ان تتجه الأنظار الي الولاياتالمتحدة لمعرفة اثر نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي علي عملية السلام في المنطقة.. بل علي مستقبل المنطقة ذاتها في ظل الوجود الامريكي العسكري الفعلي المباشر بها. كان هذاالسؤال معروفا بشكل ضمني داخل الولاياتالمتحدة وبالتالي جاء الرد في يوم الانتخابات جليا واضحا.. فعندما عقد فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية المؤتمر الصحفي اليومي انهالت عليه الاسئلة المتعلقة بالشرق الاوسط سواء من قبل المهتمين بالشأن الاسرائيلي ام بالشأن العربي وجاء رده هادئا. فنتيجة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لن تؤثر علي الجهود الأمريكية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط رغم التوقعات بتراجع حزب الرئيس الديموقراطي باراك اوباما في هذه الانتخابات. وعلل كراولي تصريحه بأن الادارات الديمقراطية والجمهورية جميعها وبدعم من الكونجرس بمجلسيه سواء تحت قيادة ديموقراطية او جمهورية تدعم سعي الولاياتالمتحدة من اجل التوصل الي سلام شامل في الشرق الاوسط. فالأمر اذا يتعلق بمسألة و'مصلحة قومية' اي ان الامر متعلق بالعمل في المنطقة مافوق الحزبية اي المنطقة التي لاتؤثر فيه نتائج الانتخابات الداخلية. وعلي الرغم من التصريحات الأمريكية الرسمية فإن القلق يستبد بالبعض انطلاقا من اعتقاد روجت له وسائل الإعلام العالمية قبل الانتخبات كما اكدته الخبرة التاريخية المتعلقة بسياسات الإدارة الجمهورية السابقة التي ابدت تشددا في سياساتها تجاه المنطقة بوجه عام وتجاه عملية السلام علي وجه الخصوص مما عرقل احراز تقدم ملموس فيها علي كافة الاصعدة بل وفاقم من الوضع وادي لنشوب حربين الاولي بين اسرائيل ولبنان والثانية عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية قطاع غزة بالإضافة لغزو العراق والضغوط علي كل من سوريا والسودان. ومن المنتظر ان يحتل الشرق الأوسط موقعا بارزا في اروقة السياسة الامريكية خلال المرحلة القادمة.فبعد سلسلة هجمات الطرود القادمة من اليمن وتزايد دور تنظيم القاعدة سيكون ملف الدور الأمريكي في اليمن وشكله والأساليب التي ستتبعها واشنطن للتعامل مع هذا الخطر الجديد مطروحا وبقوة علي البيت الابيض والكونجرس. ويبقي الملفان لأكثر اهمية علي مستوي السياستين الداخلية والخارجية ويقصد بهما ملفا العراق وافغانستان واذا كان العرب يهتمون بمتابعة ما يجري علي الساحة التشريعية الامريكية من بلادهم فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو كان يعد حقيبته استعدادا للسفر بنفسه الي الولاياتالمتحدة ليكون في موقع الاحداث...بينما سبقه الي هناك المفاوض الفلسطيني صائب عريقات للهدف ذاته... وهكذا تغيرت التركيبة الحزبية داخل الكونجرس الأمريكي ومعها التوقعات بشأن السياسة الأمريكية في المرحلة القادمة.