اعتبرته اسرائيل خطرا علي امنها الداخلي فقررت منعه من السفر الي الخارج منذ فبراير الماضي.. خليل التفكجي خبير شئون الاستيطان مدير ادارة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بيت الشرق يعد مسئولا عن إعداد البيانات والخرائط والوثائق الفلسطينية في الحرب الديموغرافية. التي تشنهاإسرائيل لطمس معالم كل ماهو فلسطيني عربي في الاراضي المحتلة, وعلي الاخص القدس في اطار سياسة التهويد وزرع البؤر الاستيطانية والتي كانت سببا في افشال المفاوضات المباشرة في مهدها, وعبر الإنترنت جاء حوار الاهرام مع التفكجي ليدعمه الخبير الفلسطيني بخرائط وحقائق وأرقام تعد بمثابة وثيقة تاريخية تدافع عن الحقوق الفلسطينية أمام ماارتكبته وترتكبه اسرائيل طوال السنوات الماضية في صراعها الديموغرافي ضد الحقوق الفلسطينية, قمت العام الماضي قبيل وضعك رهن الإقامة الجبرية بجولة عربية لدعم القدس, هل جنت تلك الجولة ثمارها في إيجاد دعم عربي أفضل للقدس ؟ بالفعل حققت الجولة العديد من المكاسب للقضية الفلسطينية وعلي الاخص القدس, حيث ساهمت في زيادة الدعم المادي من جانب العديد من الدول العربية, فقامت المغرب بتبني مشروع تطوير مستشفي المقاصد الخيرية, كما تبنت الاردن مشروع تطوير وترميم المدارس, ولكن رغم ذلك فان القدس مازالت في حاجة شديدة للدعم العربي المتواصل في شتي النواحي. فتح وحماس جناحا الداخل الفلسطيني مازالا يعيشان تحت وطاة الخلاف, فكيف استغلت إسرائيل الخلاف لصالحها ؟ لاشك ان الخلاف اثر بشكل كبير علي القضية, وللاسف نجحت إسرائيل في استغلال الخلاف الفلسطيني لصالحها, فانطلقت لتعلن رفضها التفاوض حول ملف القدس باعتبارها خارج اطار المفاوضات, كما نجحت دائما في محاولة اظهار رئيس السلطة الفلسطينية علي أنه غير قادر علي التفاوض تحت ذريعة عدم سيطرته الكاملة علي الشعب الفلسطيني, وللاسف الخلاف يزداد عمقا مع الايام رغم الجهود العربية للاصلاح, وخاصة ماتقدمه مصر الشقيقة من أجل عودة وحدة الصف إلا ان الايادي الخفية لاترغب في عودة وحدة الصف الفلسطيني وتسعي لاشعال الخلافات. هل الشعب الفلسطيني وحده وعلي الاخص المقدسيون قادرون علي حماية عروبة القدس من التهويد ؟ المقدسيون وحدهم لن يستطيعوا فعل شئ أمام الهجمات الاسرائيلية الكبيرة التي تهدف الي تهويد المدينة, والتي كان منها جدار الفصل العنصري الذي عزل اهالي القدس عن الضفة الغربية, وهنا لابد من الاشارة إلي خطورة ذلك الجدار الذي يشبه السكين الذي يقطع شرايين الحياة, وقد اعترف المستشار القضائي لاسرائيل السابق( مئير شمغار) بأن جدار الفصل العنصري, يتيح للقيم علي أموال الغائبين أن يستولي علي أملاك الفلسطينيين الذين يسكنون خارج الجدار, وهذا الوضع الناشئ عن الجدار سلب من الفلسطينيين أراضيهم وممتلكاتهم, التي انتقلت إلي الحارس علي أملاك الغائبين, كما أن إسرائيل تسعي من خلال استلاب الفلسطينيين لأملاكهم استلاب حقهم في الحركة وحرمانهم من حقوقهم المقدسية من خلال ذرائع مختلفة لعزل القدس بكل ما فيها, واسرائيل تقر ان الاعتبار في تحديد مسار جدار الفصل ليس امنيا فقط, فهناك اهداف اخري اخطر, ففي المدينة يعيش250 ألف عربي يحملون بطاقات زرقاء مقدسية و130 ألفا سيعيشون داخل الجدار, بينما سيعيش125 ألفا في مناطق القدس التي وضعت خارج الجدار. ذكرت من قبل ان الصراع العربي الاسرائيلي يدور الآن حول13% فقط مما تبقي من القدس, فهل نجح الاحتلال قانونيا وديموغرافيا في ضياع الحقوق الفلسطينية حول بقية المدينة المقدسة ؟ حتي هذه اللحظة مازال هناك أمل في انقاذ المدينة وبقاؤها عربية اسلامية رغم وجود200 الف مستوطن, والسيطرة الاسرائيلية علي87%من القدسالشرقية باشكال مختلفة, الا ان القدسالغربية مازالت عربية وهناك اكثر من250 الف مقدسي موجودون بالمدينة وصامدون في الدفاع عنها ولكن الي متي يبقي ذلك الصمود. وماذا عن المخطط الاسرائيلي القدس2020؟ إسرائيل فكرت في ذلك المخطط بعد أن وصل عدد السكان العرب إلي35% من المجموع العام للسكان, بالاضافة إلي تزايد المخاوف الاسرائيلية بسبب الدراسات الصادرة عن مراكز الأبحاث الإسرائيلية والتي تنبأت بأن العرب عام2040 سيصبحون55% من المجموع العام للسكان, لذلك أضاءت الحكومات الاسرائيلية الضوء الأحمر أمام مخططيها لوضع خريطة هيكلية لمدينة القدس بهدف تطوير المدينة وتقوية مركزها باعتبارها عاصمة دولة إسرائيل وزيادة قوة جذب المدينة بعد أن ظهرت في السنوات السابقة كمدينة طرد سكاني, وإيجاد احتياطي من الأراضي للبناء السكني والذي يعني أن محاولة إسرائيل للسيطرة علي المدينة قد اتخذت منحي جديدا وهو الصراع الديموغرافي, فالمخطط2020 بكل أبعاده السياسية والتخطيطية يطرح هدفا واحدا وهو تقليص الوجود الفلسطيني بالمدينة خاصة في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها قضية القدس.حيث يخصص فائض الوحدات السكنية ومساحات التطوير للجانب اليهودي بهدف جذب سكان جدد ومنع الهجرة, أما بالنسبة إلي الفلسطينيين, فإنها جاءت فقط لاستيعاب الزيادة السكانية عن طريق منح حقوق بناء طوابق جديدة علي المباني القائمة, دون الأخذ بعين الاعتبار البنية التحتية. كانت القدس عاصمة للثقافة العربية في2009 فهل سيكون من المجدي ان تكون القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية في اطار دعمها عربيا ؟ الدعم المعنوي وحده غير مجد بالمرة, فالدعم العربي يجب ان يكون ماديا ومعنويا وليس كلاما وشعارات, فعندما كانت القدس عاصمة للثقافة العربية العام الماضي لم يخصص لها من دعم عربي مادي سوي30 مليون دولار عربيا, وفلسطينيا عشرة ملايين دولار, فهل هذا يكفي لاسترداد القدس ودعمها في محنتها ؟.