علي الرغم من الابتكارات والاختراعات العصرية التي وصل اليها العقل الانساني فإنه يعاني حالة من المرض والإعياء يحتاج معها الي دواء ناجح. يأخذ بيده ويصل به الي بر النجاة من الهوة التي وقع فيها ويري حكمة الله تعالي في التوازن الذي فطره في هذا الكون بين الروح والمادة. ولن يكون هذا الدواء إلا الدعوة الاسلامية التي تقوم علي كتاب الله وسنة رسوله الكريم.. ومن هنا فعلي الدعاة أن يدركوا خطورة رسالتهم وأهمية مايقومون به في سبيل اصلاح الحياة بدعوتهم المخلصة القائمة علي العلم الصحيح والأسلوب الراقي والخطاب المناسب لاحوالهم وظروفهم! ذلك مايسعي الداعية الشيخ محمد ربيع الامام والخطيب بوزارة الأوقاف الي أن يبلغه الي العاملين معه في حقل الدعوة من خلال كتابه الذي يحمل عنوان رسالة الي الدعاة.. الدعوة والدعاة والخطاب الديني وهو عبارة عن نظرات ووقفات تحمل رؤيته وتجربته في مجال الدعوة والخطابة يسهم من خلالها في هذا الحراك الفكري الداعي الي تجديد الخطاب الديني ليتوافق مع معطيات العصر وأدبياته. والكتاب يقف صاحبه مع الدعوة والدعاة والخطاب الديني وقفات تأمل وتفكر تبدأ من مصدري الدعوة: القرآن والسنة وواجب كل مسلم تجاه تبليغ أمر الله ورسوله علي العموم أو الخصوص وتختتم بالحقل الدعوي وكيف نخاطب الناس من فوق المنبر, فمن حيث البداية نجد المؤلف يطرح في الباب الأول مفهوم الدعوة والدعاة ودور المسجد في توصيل الرسالة الإلهية للناس ويقف في الباب الثاني وقفات تأمل مع الخطاب الاسلامي ومكوناته من التكوين الي التجديد وخصائص الخطاب الاسلامي الأمثل وخطبة الجمعة وعناصر الخطبة الناجحة وكيفية إعدادها وهدي النبي في خطبته والدرس الديني والندوة. أما القسم الثاني من الكتاب فقد ضمنه الشيخ محمد ربيع نماذج لبعض الموضوعات التي رشحها لإخوانه الدعاة ليتزودوا بها في خطبهم حيث نراه يعرض موضوع الخطبة بعناصره وأدلته من الكتاب والسنة تاركا أسلوب المعالجة ولغة الخطاب لمقتضي الحال وفقه الخطيب. ويقول المؤلف ان إعداد الخطبة يمر بأربع مراحل أولاها: مرحلة اختيار الموضوع ولها عدة اعتبارات أهمها أن ينظر الخطيب الي عقلية المخاطبين وتنوعها بين أصحاب العقول الصحيحة وعوام الناس وأصحاب الجدل والخصام والمعاندة, فإن لكل مقام مقالا فضلا عن مراعاة نفسية المخاطبين. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إيجاد عناصر الخطبة وتركيبها فمرحلة اختيار الأدلة من الكتاب والسنة. وينصح الخطباء بضرورة الاهتمام بمرحلة التعبير الخطابي وهي أهم وآخر مراحل الخطبة ويقول إن إيجاز الخطبة وعدم الاطالة أدعي للفهم وأيسر للاتباع وأبعد للسأم وأدعي لاقتناع الناس بما يقول وأرجي للفائدة.