شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية رئيسة المجلس القومى للمرأة عضو المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية اليوم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية . الذى افتتحته السيدة ليلى بن على قرينة الرئيس التونسى رئيسة المنظمة فى دورتها الحالية ويعقد برئاستها ورعايتها تحت عنوان (المرأة العربية شريك أساسى فى التنمية المستدامة) وتستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام بمركز المؤتمرات بالعاصمة التونسية ، وأكدت السيدة سوزان مبارك - فى الكلمة التى ألقتها فى الجلسة الافتتاحية - أن المؤتمر يأتى بمثابة خطوة جديدة على هذا المسار فى مرحلة دقيقة تستدعى أكثر من أى وقت مضى أن يلتقى الشركاء الحقيقيون فى التاريخ والمصير للحوار وتبادل الخبرات ، وتقييم حصاد الجهود ورسم معالم الخطط المستقبلية ، وقالت إن العالم صار بحاجة حقيقية لمبادرات حاسمة تتبنى رؤى خلاقة مبتكرة وتطبق سياسات وبرامج شاملة متكاملة وشراكات قوية بين أطراف المسئولية تقوم على حشد الموارد والقدرات القائمة والكامنة ، لافتة إلى أنه سيظل للمرأة فى كل هذا دور عظيم كشريك أصيل فى مسار التنمية المستدامة لصالح الأجيال الحالية والقادمة وقالت السيدة سوزان مبارك "إننا نلتقى اليوم فى إطار المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية لتتواصل مسيرتنا المشتركة من أجل قضايا المرأة والتقدم والتنمية المستدامة ، والمستقبل الواعد لأوطاننا بإذن الله" ، وأضافت "أن هذه المسيرة التاريخية المشتركة اكتسبت روحا جديدة وزخما متجددا منذ لقائنا الأول فى القاهرة فى القمة الأولى للمرأة العربية منذ عشر سنوات" ، منوهة بأن هذه القمة أسست - عن حق - لمرحلة جديدة من العمل المشترك للنهوض بالمرأة العربية ، وأشارت إلى أن منظمة المرأة العربية ولدت من رحم هذه القمة لتضع إطارا عصريا متطورا لحركة تضامن المرأة العربية من المحيط إلى الخليج فى سعيها نحو تطوير أوضاعها وبناء قدراتها وترسيخ دورها كشريك أساسى فى بناء مشروع النهضة والتقدم العربى ، وتابعت "المنظمة نجحت نجاحا كبيرا فى تنسيق الجهود منذ قيامها وعلى مر ما يقرب من عقد كامل ، وتدعيم جسور التعاون المشترك من أجل قضايا المرأة والتنمية فى عالمنا العربى". ونبهت إلى أن مؤتمر اليوم يعد بمثابة المسار فى مرحلة دقيقة تستدعى أكثر من أى وقت مضى أن نلتقى للحوار وتبادل الخبرات وتقييم حصاد الجهود ورسم معالم الخطط المستقبلية ، مرحلة دقيقة تكتسب أهميتها مما تطرحه من قضايا وتحديات على كافة الجبهات الداخلية والخارجية وتكتسب كل يوم أبعادا جديدة بفعل التطورات والمستجدات المتلاحقة فى عالم متغير مضطرب وقالت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية إنه رغم جهود الإصلاح وبرامج التنمية المختلفة عبر العقود الماضية وما تحقق من تقدم وإنجازات كبرى مازالت قضايا الفقر والتعليم وندرة المياه والغذاء وعدم العدالة فى توزيع الدخول والثروات ، تواجه نسبة كبيرة من سكان الدول النامية .. وفى نفس الوقت تتسع فجوة التقدم والمعرفة بين دول العالم وتهدد الكوارث الطبيعية حياة الملايين وتؤثر الأزمات على معدلات النمو والعمالة. ونبهت السيدة سوزان مبارك إلى أن هناك قضايا ملحة وتزداد إلحاحا صارت تعصف بمستقبل التنمية ذاتها فى كثير من البلدان ، وتحديات ذات صبغة عالمية تتجاوز الحدود القطرية وتمس أمن الإنسان أينما كان !. وتابعت "لقد قطعت مجتمعاتنا العربية مراحل مهمة على طريق التنمية والنهوض بالمرأة ، تظل محصلة الجهود دون الغايات المنشودة ، فمازالت مجتمعاتنا وشعوبنا العربية تتطلع لبلوغ درجات أعلى من الأمن والعدل والرفاهية ، ومازالت أوضاع المرأة - بوجه عام - دون طموحاتها المشروعة ومازال عالمنا ككل يسعى لشراكة عالمية حقيقية ، من أجل ترسيخ مسار التنمية المتوازنة والمستدامة على أرض هذا الكوكب. ونبهت إلى أن المرأة - والمرأة العربية بوجه خاص رغم تاريخها ونضالها - تعيش "مفارقة صريحة" بين ما استقر عليه الفكر التنموى والتوجهات المعاصرة والتشريعات الداخلية والاتفاقات الدولية وبين واقع يموج بالقيود والتحديات ومازال يتطلع لدور وإسهام أكبر للمرأة على مختلف مسارات التنمية ، وقالت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية إننا أمامنا فى هذا المؤتمر عروض ودراسات جادة عن مفاهيم التنمية المستدامة ومرجعياتها ، وتحليل موقع المرأة من كافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية وصولا إلى الإستراتيجيات المستقبلية. وتناولت السيدة سوزان مبارك دور المرأة بالنسبة للبعد الثقافى والاجتماعى ، يقينا بأنه الركيزة الأساسية لتحقيق التقدم على كافة مسارات التنمية الأخرى ، كما أنه فى نفس الوقت - وفى حقيقة الأمر - بمثابة "القضية الحاكمة " للفرص الحقيقية لمشاركة المرأة فى عملية التنمية وفى الحياة العامة على اختلاف مجالاتها. وتابعت "انطلاقا من أن الإصلاح الاجتماعى يجب أن يتصدر أولويات أى مشروع للتحديث والنهضة ، أرى أن أمام المرأة العربية مجموعة من الأولويات التى لا خلاف عليها والتى يجب أن تشكل المحاور الأساسية للعمل والتأثير وفى مقدمتها : الدفاع عن القيم المساندة للتقدم كقيم المساواة والمواطنة والاعتدال..تطوير الخطاب الثقافى والدينى بما يتجاوب مع تطورات وحقائق العصر الجديد..تشجيع حرية الفكر والإبداع وإنتاج ونشر المعرفة..تعزيز الاستقرار والتضامن الاجتماعى ونشر ثقافة الأمن والسلام. وأشارت إلى أن الدور المؤثر للمرأة العربية - فى إطار هذه الأولويات - يتطلب حركة نشطة فاعلة على المستوى الداخلى وعلى الصعيد الدولى ..فبالنظر إلى المستوى الداخلى مطلوب أن يكون هناك موقف ودور مؤثر بالنسبة لصياغة سياسات وبرامج اجتماعية جديدة فى مجالات التعليم والإعلام وتربية النشء وتثقيف الشباب ، ومناهضة صور العنف والتطرف الإجتماعى ، وإزالة التمييز ضد المرأة ، بالإضافة لتعزيز التكافل والإنتماء. وقالت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية "إنه مطلوب على الصعيد الدولى أن يزداد تواجد المرأة العربية فى المحافل الدولية للدفاع عن تلك الأولويات وللتفاعل البناء بشأن مختلف القضايا الاجتماعية التى تشغل عالمنا لتعزيز الثقة فى موقف مجتمعاتنا تجاه حماية التراث الثقافى الإنسانى المشترك ولحماية منظومتنا القيمية التى تواجه اليوم تحديات خطيرة تحت مسمى حرية الرأى والتعبير. وأضافت "إنه فى ظل ما نشهده من نمو وانتشار التوترات الثقافية والصراعات العرقية والطائفية والعنف المسلح داخل المجتمع الواحد وبين المجتمعات المختلفة تبرز قضايا الأمن والسلام على قائمة الأولويات المطروحة على أجندة المرأة العربية فيما يتعلق بدورها فى المحيط الثقافى والاجتماعى". وتابعت "وإنها لفرصة تاريخية ثمينة تلك التى تجمعنا اليوم فى مسيرة مشتركة نحو الغد العربى الأكثر أمنا وازدهارا بإذن الله..دعونا نتطلع إلى المستقبل بكل أمل.. دعونا نخطو إلى الأمام بخطى واثقة..نحمل المسئولية باقتدار..نملك إرادة الفعل وعزيمة التغيير ونسعى بروح الفريق لتحقيق أحلام شعوبنا وأوطاننا فى تنمية حقيقية مستدامة. وأشادت السيدة سوزان مبارك - فى ختام كلمتها - بالنجاح الكبير لمنظمة المرأة العربية فى سعيها للدفاع عن قضايا المرأة والتنمية فى المنطقة والعالم. وقالت السيدة ليلى بن على قرينة الرئيس التونسى رئيسة منظمة المرأة العربية إن النهوض بقدرات المرأة ومساعدتها على التمتع بفرص متكافئة مع الرجل فى الخدمات جزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات وهو ما لا يتم إلا من خلال برامج محكمة وشاملة من التكوين والتدريب والتأهيل على الاستفادة من نتائج البحوث والتكنولوجيا فى مختلف الميادين وتمكينها من الموارد الاقتصادية ودعم دور المجتمع المدنى فى الإحاطة بها ، مؤكدة أنه يجب أن تكون المرأة عنصرا فاعلا فى ترسيخ مقومات التنمية الشاملة المستدامة فى مجتمعاتها، وأضافت أن الإنجازات والمكاسب التى حققتها المرأة العربية على أهميتها تظل دون طموحاتنا وأنها (المرأة العربية) لاتزال أقل تمكينا من الرجل فى العديد من المجالات ، منوهة بأن من معوقات التنمية اليوم هو عدم تمكين المرأة من المشاركة الفعالة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية وفى مواقع صنع القرار والمسئولية نتيجة عوامل تقليدية مازالت تكرس اللامساواة بين الجنسين ودعت إلى دراسة إمكانية تنظيم منتدى دولى للحرفيات العربيات فى مختلف الاختصاصات وإرساء شبكة للترويج التضامنى لمنتجاتهن مما يفتح أمامهن آفاقا أرحب للاندماج فى التنمية الشاملة المتضامنة والمستدامة ، كما دعت إلى استحداث جائزة للدراسات والبحوث فى المجالات البيئية التى تعدها نساء عربيات أو يشرفن عليها وجائزة لأفضل جمعية نسائية عاملة فى هذا المجال تتميز بنوعية جهدها فى حث المرأة العربية على حسن استخدام الموارد البيئية وتطوير مساهماتها فى غرس الوعى البيئى للأجيال القادمة وإجراء بحوث ودراسات حول تكافؤ الفرص فى التشغيل بين المرأة والرجل ومراعاة الأوضاع الخصوصية للمرأة فى توزيع أوقات العمل. وتابعت "أن المؤتمر يعتبر فرصة سانحة لتجديد تضامننا مع النساء فى جميع مناطق التوتر والنزاع فى العالم ولإبراز حرصنا على أن تسهم لجنة المرأة للقانون الدولى الإنسانى فى توعية مختلف الأطراف بأبعاد هذا القانون وضرورة احترام مبادئه" ، مؤكدة دعم المنظمة الثابت لنضال الشعب الفلسطينى وصموده الباسل فى وجه الاحتلال والعدوان واستبساله فى الدفاع عن الحقوق المشروعة فى الحرية والكرامة.