عندما ينتصف شهر ذي القعدة من كل عام يكتمل القمر, يكون هذا هو موعد احتفالات عيد الحصاد في واحة سيوة, وهو الاحتفال الذي بدأ أمس الأول فوق جبل الدكرور الشيخ أحمد الظافر المدني. الذي كان يتمتع بمكانة كبيرة ممتدة في ليبيا منذ مايزيد علي مائة وخمسين عاما, واخذ علي عاتقه إنهاء الخلافات والحروب بين شقي الواحة وليضمن استمرار الوئام وعدم تجدد الخلافات صاهر الشرقيين والغربيين, ومد وليمة المصالحة ثم تحلقوا مرة أخري في ذكر الله في حلقة تمتد حتي المساء, واحتفظ أبناء سيوة بهذا التقليد حتي الآن. ولأن الخلافات لاتنتهي تعد هذه المناسبة هي موعد تصفية أي خلافات حدثت طوال العام بين احدي عشرة قبيلة في سيوة. اسماء عديدة تطلق علي الاحتفال, بعض لافتات تقول أنه عيد السياحة, والبعض الآخر عيد الحصاد حيث يتزامن الاحتفال بموسم حصاد البلح, ويطلق آخرون عليه عيد المصالحة وهناك تسمية رابعة هي العيد القومي لمدينة سيوة. في السنوات الأخيرة أصبحت سيوة نقط جذب للمستثمرين وتمثل ذلك في افتتاح عدة مشروعات سياحية وصناعية ويوجد الآن أربعة مصانع لتعبئة المياه في سيوة. الجديد في الأمر أنها أصبحت مقصدا وهناك علي الأقل خمس عشرة عائلة أوروبية تعيش في سيوة وفقا لما قالته مارثا55 سنة نمساوية الجنسية, التي تعيش في سيوة منذ عامين بعد ان اشترت منزلا ومزرعة, وهناك عائلات من السويد والمغرب وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا, بالإضافة إلي خمس سيدات أوروبيات يعشن بشكل مستقل انا واحدة منهن. ينقسم سكان سيوة البالغ عددهم33 ألف نسمة إلي أربع فئات: السكان السيويون الاصليون الذين ينتمون لقبائل البربر ويتحدثون السيوية, والبدو القادمون من انحاء مختلفة في مصر, وأخيرا الأجانب من أمثال مارتا. وهم في حاجة إلي اهتمام رسمي فطريق جبل الدكرور غير ممهد, والمستشفي الوحيد الموجود في الواحة لايعمل بأي كفاءة, ويضطر سكان الواحة لقطع300 كيلو متر للذهاب إلي مرسي مطروح للحصول علي خدمة طبية جيدة, ولايوجد صرف صحي حتي الآن في الواحة.