بدأت واحة سيوة اليوم الثلاثاء الاحتفال بعيدها السنوى "عيد السياحة" ويقصد بها السياحة فى حب الله، الذى يستمر حتى 21 أكتوبر الجارى بحضور اللواء أحمد حسين محافظ مطروح وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، ومشاركة جميع أهالى سيوة وعدد كبير من السياح من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون على سيوة خلال هذه الفترة لمعايشة طقوس الاحتفالات الفريدة والخاصة بسيوة. من جهة أخرى، تتعدد خلال الاحتفالات الفعاليات والتفاصيل المدهشة للأنشطة التى تشعر كل من يشارك فيها بأنه داخل إحدى الأساطير القديمة، ويحرص أهالى سيوة على هذا الطقس السنوى الذى يعتبر بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة يعقد فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر كل عام عقب موسم حصاد البلح والزيتون لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، ويسمى عيد المصالحة فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور حيث مدينة "شالى" أو سيوة القديمة، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال وتصفى الخلافات ويتصالح المتخاصمون حتى لا يكون هناك ضغينة أو خلاف مهما عظم أو صغر بين أهل الواحة. تعود بداية هذا الحدث لحوالى 160 عاما عندما كانت المعارك والحروب على أشدها بين قبائل سيوة الغربيين ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل. حتى نزل بالواحة أحد العارفين بالله منذ حوالى 160عااما كما تجمع الروايات وهو الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، والذى تعود أصوله إلى مدينة اسطنبول فى تركيا وأقام فيها واستطاع المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة فى حب الله وذكره سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة وحل المشاكل وما زال هذا النظام بكل تفاصيله الأخرى مستمرا حتى الآن.