تساقطت مقولة ان الطماطم مجنونة.. فقد كان الظن انها كذلك اذ عندما ترتفع حرارة الجو تنضج بسرعة فيجمع المزارع محصولها ويبيعه بسعر رخيص.. بل انه لكثرة الإنتاج وزيادة العرض عن الطلب يضطر المزارع أحيانا ولأن قيمة بيعها لن تغطي تكاليف حصدها الي ان يحرث الأرض بينما أشجارها لا تزال مزروعة فيوفر الجهد الذي هو بلا جدوي ويعمل في ذات الوقت علي تخصيب التربة.. ثم وفي موسم آخر يخفف بعض المزارعين زراعتها أو تنخفض حرارة الجو فيصبح المحصول المعروض أقل من الطلب.. وهنا يرتفع سعر الطماطم.. فيصفها المستهلك بأنها مجنونة! لكن ما حدث ولا يزال حتي الآن.. بقلب الموازين ويشير بأن وراء الجنون فاعل ليس مستترا وانما هو حتي الآن علي الأقل أقوي من ان يسقط عنه القناع.. فقد ارتفعت حرارة الجو الي درجة عالية غير مسبوقة وكان الظن تبعا لهذا ان ينضج محصول الطماطم بسرعة فتهبط الأسعار.. غير انها ارتفعت الي اكثر مما هو متوقع. والسر يكمن في جشع التجار الكبار وفي مدي استغلالهم.. ولقد قال لي الدكتور أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية ان المزارع المنتج يبيع الطماطم بسعر للكيلو لا يتجاوز جنيهين.. فكيف يصل الي المستهلك بعشرة جنيهات الا اذا كانت الحلقة الوسيطة وهي التجار الكبار ومعهم الوسطاء يستغلون لمضاعفة أرباحهم وبعد ايام.. قرأت في الصحف وشاهدت وسمعت في التليفزيون.. الباعة الصغار المنتشرون في الأسواق يؤكدون هذه الحقيقة.. ويقولون بحكمة بالغة مهمة: اسألوا التجار الكبار.. ويضيفون: لم لا تقوم الحكومة بشراء المحصول من المزارعين وتوزيعه علينا بدلا من هؤلاء الجشعين والغريب ان أحدا حتي الآن.. لم يذهب الي التجار لسؤالهم.. ولم نعرف من هم هؤلاء ولماذا فعلوا هذا وهل هذا الذي فعلوه يمثل جريمة وما موقف الوزارة المعنية.. واتحاد الغرف التجارية وفي نفس الوقت.. ألم تفكر الحكومة في آلية لتثبيت الأسعار ليس فقط بالنسبة للطماطم وانما لغيرها من سائر المحاصيل.. والي متي نظل أسري للوسطاء والجشعين والي متي نحارب المواطن في قوت يومه.. وألا نخشي من غضبه يوما ولعلني أيضا أقول.. ان هذا الذي جري يؤكد مجددا انه لابد وأن يكون للحكومة دور فاعل مؤثر حاكم.. وانه لابد من دعم وتطوير وزيادة المجمعات الاستهلاكية ومنافذها في كل مكان حتي وان كان في أكشاك جاهزة ولابد ان تبادر الحكومة عند حدوث خلل بالتدخل.. لأنه عليها ان تعلم جيدا وتدرك انها جاءت لخدمة الشعب بقاعدته العريضة لا لخدمة فئة قليلة.. ثم من الذي قال ان فرض التسعيرة حرام ورجس من عمل الشيطان وان ترك الأسعار حرة يختنق بها الناس.. حلال وطريق الي الجنة ومن الذي أفتي ان كل واحد يمكنه ان يعمل ما يريد.. دون مساءلة أو حساب.. والا فقولوا لي: من هم تجار الطماطم.. وماذا كسبوا وعلي الناحية الأخري.. كم بلغت خسائر بقية المحاصيل التي لا يمكن طهوها الا بالطماطم.. وكم فقد الناس من صحتهم.. والي اي مدي تضررت سمعتنا!! [email protected].