أسعار الخضراوات في رمضان نار, لايوجد استثناء, فكل الأنواع ارتفعت اسعارها وطبعا علي رأسها الطماطم التي يتفاوت سعرها من منطقة لأخري. فقد وصل الكيلو في المعادي مثلا الي خمسة جنيهات! وهناك تفاوت كبير بين اسعار الجملة في سوق العبور وأسعار التجزئة لدي تجار القطاعي والباعة في الأسواق الفرعية ومحال بيع الخضار, مما يعني أن تاجر التجزئة لايكتفي بمصاريف النقل بل يحقق هامش ربح كبيرا! تحقيقات الأهرام ترصد هذا التفاوت وتبحث عن تفسير لحل هذا اللغز. في أحد الأسواق الفرعية كانت أسعار الخضار لدي الباعة كالتالي كيلو الطماطم يتراوح بين250 قرشا و350 قرشا, وسعر كيلو البطاطس350 قرشا والخيار300 قرش والجزر رغم عدم جودته يباع الكيلو بأربعة جنيهات والكوسة بأربعة جنيهات والبامية بستة جنيهات وورق العنب بسبعة جنيهات للكيلو والفاصوليا بخمسة جنيهات والملوخية يجنيهين للكيلو, والثوم بعشرة جنيهات للأبيض و12 جنيها للأحمر. بالطبع هذه الأسعار تزيد لدي محال بيع الخضار عنها في الأسواق. وأسعار الجملة في سوق العبور وفقا للنشرة اليومية جاءت كالتالي: سعر كيلو الطماطم160 قرشا والبطاطس180 قرشا والبصل115 قرشا والكوسة250 قرشا والجزر200 قرش, والفاصوليا475 قرشا للكيلو والباذنجان الرومي بجنيه للكيلو والأبيض175 قرشا والفلفل الرومي والبلدي110 و105 قرشا والملوخية75 قرشا والخيار البلدي جنيه ونصف للكيلو و250 قرشا لخيار الصوبة, والبامية350 قرشا والثوم12 جنيها. وأوضح أن أسعار بعض الأصناف زادت علي الضعف ما بين الجملة والقطاعي وعندما سألت أحد الباعة في ذلك أجاب: عندما نشتري من سوق العبور بسعر الجملة فهناك مصاريف نقل تضاف وأيضا في السوق هناك رسوم للمكان والمشتري يقوم بفرز السلعة وتنقية الجيد منها ليشتريه ويترك التالف لي فهذه خسارة لابد ان أعوضها وهامش ربح لازم أحققه يعني لابد من وجود تفاوت ما بين الجملة والقطاعي أو بين سعر السلعة من مكانها وحتي تصل للزبون, هذا بالإضافة الي ان الحر يجعل الخضار يفسد بسرعة فإذا تبقي لدي أي كمية حتي اليوم التالي تصبح غير طازجة وتباع بسعر أقل عن سعرها الذي اشتريتها به, فالبائع مظلوم ونحن نعاني مثل الزبون وأكثر نقف في الشمس وننادي علي البضاعة ونجادل مع الزبائن لدرجة تصيب بالخنق, لان الزبون يفاصل ويقلب في البضاعة وربما في النهاية لايشتري بعد ان يكون قد أتلف الطماطم من التقليب ومعظم ربات البيوت يفعلن ذلك. الري ومستلزمات الانتاج واسأل حسين العسال( مزارع من رمادة محافظة القليوبية) عن سبب ارتفاع اسعار الخضار هل الحر أتلف الزرع أم ندوه تصيبه؟ أجاب: سوف أتحدث عن نفسي وعن الزمام الموجود فيه, المساحات المزروعة بالخضار قلت بشكل كبير, فالزراعة أصبحت مكلفة علي الفلاح ومستلزمات الانتاج عالية وأجور الأيدي العاملة تصل في اليومية الي60 جنيها. الزرعة الشتوية تغطي مصاريفها بعكس الزرعة الصيفي تخسر في الصيف ازرع طماطم وباذنجان وكوسة وخيار لكن مشكلة مياه الري جعلتنا نترك الأرض لتبور ولانزرعها حتي لا نخسر. مشكلة الري زادت الطين بلة فوق رؤوس المزارعين ألم يكفيهم زيادة أسعار المبيدات وباقي مستلزمات الانتاج, إذا طلبت من المسئول فتح مياه الري لكي أسقي الأرض لابد أن أعطيه فلوس20 جنيها اكرامية مثلا, وغيري مش لاقي ميه يروي بها أرضه والنتيجة أن البذور في الأرض لا تنبت, أقسم بالله رميت بذور جزر وباذنجان والانبات ضعيف والطرح قليل بسبب قلة مياه الري, وعندي مساحة ارض كنت قد زرعتها بالقمح وبعد الحصاد تركتها حتي الان لم ازرعها بأي شيء لأن الحالة سيئة وتسير إلي الأسوأ. هل المساحات المزروعة بالخضار غير كافية؟ يجيب الدكتور أسامة الزيني بمعهد بحوث الخضار والطماطم بالتحديد قائلا: المساحات كافية علي مستوي الجمهورية, لكن زيادة الأسعار مشكلة سوق, وظروف رمضان وزيادة الطلب علي الاستهلاك ولا يمكن تجاهل ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها علي الخضار. نفس الكلام يؤكده الدكتور سامي المفتي الأمين العام لمركز بحوث الصحراء سابقا: هناك عوامل عديدة وراء ارتفاع الأسعار منها ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج والتي تشكل عبئا علي المزارع, والدعم الوحيد الذي يحصل عليه مياه النيل وحتي هذا الدعم بدأ يقل والنتيجة مساحات زراعية كبيرة خرجت عن الانتاج بسبب مياه الري, وقد قرأنا عن شكاوي عديدة بسبب هذه المشكلة. أيضا هذا العام نتعرض لموجات ارتفاع في درجات الحرارة تؤثر علي المزروعات وعلي كمية الانتاج, هناك تغيرات مناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض وتأثير واضح لمنخفض الهند الموسمي كل ذلك أثر علي الخريطة الحيوية للنبات, والخضار من النباتات الحساسة لدرجة الحرارة. أنماط الاستهلاك في رمضان للخضار وغيره مرتفعة ويزداد الطلب علي العرض مما يرفع الاسعار في الاسواق ويستغل التجار الهوجة الشرائية لتحريك أسعار معظم السلع لأعلي رغبة في تحقيق ربح وفير في موسم ينتظرونه من العام للعام, ونحن كشعب مستهلك لدينا خلل في نمط الاستهلاك يساعد علي ذلك الارتفاع. بالاضافة لعامل خاص بالزراعة نفسها زمان كانت هناك دورة زراعية تلزم الفلاح بزراعة معينة ومعروفة المساحة وحجم الانتاج من كل محصول, الان المزارع يزرع ما يريده دون الزام وبما يحقق مصلحته. لذا لابد من إعادة النظر في موضوع عودة الدورة الزراعية أواقتراح شكل قريب منها كأنت يتم تجميع اصحاب الاراضي في كل زمام في جمعيات ويكون هناك التزام بسياسة زراعية موحدة يلتزم بها المزارع فيزرع المحصول المحدد له وفي المقابل تتولي الجمعيات تقديم الدعم له بمستلزمات انتاج مدعمة وتسهم في تسويق انتاجه, فعامل التسويق مهم لأن هناك احتكارا في أيدي كبار التجار, وهذا الاحتكار هو الذي يرفع الأسعار. ففي المواسم هناك معادلة التجار عاوزين يكسبوا والناس عاوزة تشتري ومن هنا يحدث الاستغلال ورفع الأسعار. واسأل يحيي السني) رئيس شعبة الخضار والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة( لماذا ينتهز تجار الخضار الفرصة في أول رمضان وترفع الأسعار بشكل جنوني؟ يجيب قائلا: ولماذا الحديث عن الخضار وكل شيء زاد, لحوم ودواجن وحبوب, فمن الطبيعي لاننا في موسم وحجم الاستهلاك يزيد لان الناس تربط بين رمضان وكميات الأكل لذلك ترتفع أسعار الخضار. ولا ننسي موائد الرحمن التي تساهم في زيادة الطلب بكميات كبيرة ولا يسأل أصحاب الموائد عن الأسعار فأيا كان السعر سوف يشترون, أيضا الحر أثر علي الزرع وعلي الخضار بعد حصاده وخاصة الكوسة والطماطم والمفروض اننا في أغسطس أي عز انتاج الخضار الكميات كثيرة لكن زيادة الطلب ترفع السعر. وفي رأيي المزارع معذور لأن الزراعة مكلفة والمناخ غير زمان واثر حتي علي طعم الخضار, زمان كان الخضار صحيا وله مذاق والان الفلاح يرش مبيدات وأي شيء يمكن أن يحقق له إنتاجا لأنه يريد أن يغطي مصاريفه ويكسب. ويتوقع يحيي السني أن تنخفض أسعار الخضار نسبيا بعد مرور أسبوع لأن الأسعار ترتفع في أول رمضان ثم تعود لمعدلاتها الطبيعية بعد عدة أيام.