في ثاني هجوم شرس وجريء في جمهورية الشيشان الروسية المضطربة خلال الأشهر الأخيرة، اقتحم مسلحون مجهولون صباح أمس مبني البرلمان في العاصمة جروزني. مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن6 أشخاص من بينهم منفذو الهجوم الأربعة وإصابة17 آخرين من بينهم إسلام بايخاكوف رئيس الجهاز الاداري للبرلمان الشيشاني إثر مواجهات عنيفة مع قوات الأمن. وأوضحت وكالات الأنباء الروسية أن اثنين من الانتحاريين فجرا شحنة ناسفة خارج مبني البرلمان مع وصول النواب, وأن مسلحين آخرين أطلقا النار عشوائيا علي حراس الأمن خارج المبني واقتحموا مقر البرلمان. وأشارت التقارير إلي أن منفذي الهجوم احتجزا عددا غير محدود من الرهائن داخل مبني البرلمان قبل الدخول في اشتباكات مع قوات الأمن, إلا أن المصادر الرسمية أكدت أن القوات نجحت في التعامل مع المقاتلين منذ اللحظة الاولي لاقتحامهما المبني, يأتي ذلك تزامنا مع ورود أنباء عن وقوع هجوم آخر علي وزارة الزراعة الشيشانية. وذكرت وكالة ريا نوفوستي نقلا عن مصدر بالشرطة أن حافلة كانت تنقل مسلحين اقتحمت مبني البرلمان مع سيارات كانت تقل نوابا بالبرلمان و فجر أحدهم نفسه ثم اندفع اثنان آخران نحو المبني مهللين عبارات االله أكبر, االله أعظم. وأشارت إلي أنه تم إخلاء مبني البرلمان وبدأت عملية خاصة بقيادة الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف لإخراج المسلحين. ونقلت الوكالة عن مصدر طبي قوله إنه تم نقل15 شخصا إلي مستشفي جروزني من بينهم ثلاثة قتلي. وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية أن الهجوم الانتحاري أودي بحياة ثلاثه من حراس الأمن وأحد المدنيين العاملين بالبرلمان. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية ال بي بي سي أن القوات الخاصة تمكنت من السيطرة علي الوضع فيما أصيب4 من أفراد الشرطة في العملية بجروح. ومن جانبه, صرح الزعيم الشيشاني رمضان قديروف بأن الاشتباكات بين قوات الأمن الشيشانية والمسلحين استغرقت20 دقيقة وأسفرت عن مقتل جميع منفذي الهجوم وإطلاق سراح نواب البرلمان والعاملين فيه. وقال قديروف إن جميع نواب البرلمان علي قيد الحياة ونقلوا بسيارات خاصة إلي مكان آمن, مؤكدا تحمله بشكل شخصي مسئولية السيطرة علي الأوضاع المتردية في البلاد. واتهم قديروف الزعيم الشيشاني الانفصالي أحمد زكاييف الموجود حاليا في بريطانيا بالوقوف وراء العملية الاخيرة, مؤكدا عزمه علي الثأر منه وتصفيته بموجب تقاليد أبناء الجبال. يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت فيه محكمة مدينة يسينتوكي الروسية مذكرة اعتقال بحق زاكاييف المطلوب للسلطات الروسية في قضايا الإرهاب. وأشارت المتحدثة الرسمية باسم النيابة العامة الروسية مارينا جريدنيفا إلي أن المحكمة قررت حبسه علي ذمة التحقيق. وفي غضون ذلك, هيمن الملف الأمني علي محادثات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في منتجع دوفيل الفرنسي, وذلك قبل اجتماع قمة حلف الناتو في لشبونة الشهر المقبل. وقال ساركوزي إن المحادثات الثلاثية أمس تركزت علي العلاقات الإنسانية والإقتصادية بين روسيا وغيرها من الدول الأوروبية.