بعد طول انتظار دام ثلاثة وثلاثين سنة تذكر القادة العرب والأفارقة أن الوقت قد حان لعقد القمة العربية الافريقية الثانية في مدينة سرت الليبية يوم2010/10/9, وذلك للاستفادة من دروس الماضي وانتهاز الفرصة لإحداث نقلة نوعية علي صعيد استعادة وتيرة التعاون العربي الافريقي في شتي المجالات باعتبار هذا التعاون جسرا بين الفضاءين العربي والافريقي, ومن واقع الامكانيات الحقيقية لتأسيس شراكة استراتيجية حقيقية بين الجانبين وتبني خطة عمل تفصيلية محددة بموارد مالية لتنفيذ الأنشطة والبرامج المتفق عليها خاصة مع وجود آفاق رحبة لتحقيق وتعظيم المصالح المشتركة للجانبين العربي والافريقي في قطاعات بعينها مثل الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية والتجارة والثروة المعدنية. ومن الواضح أن اعلان قمة سرت الصادر عن القمة العربية الافريقية قد دعا إلي تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية والاستفادة من التطور النووي في الاستخدامات السلمية مع تأكيد الالتزام بأهداف مبادئ الاتحاد الافريقي وميثاق جامعة الدول العربية, وقبل الخوض في إمكانية تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية, لابد من التطرق إلي عدد من الملاحظات منها: إن مرور33 عاما علي القمة العربية الافريقية الأولي كانت فاصلة في تاريخ كلا الطرفين العربي والافريقي, فكلاهما أصبح لديه دول مستقلة, حيث لم يصبح الحصول علي الاستقلال والدعم لحركات التحرر الشغل الشاغل لديهما, والصحيح أن الجانب العربي خاصة الجانب المصري كان له السبق في مساعدة العديد من حركات التحرر العربية الافريقية خلال فترة الخمسينيات والستينيات, إلا أنه بلاشك أن فترة السبعينيات قد حملت ملامح جديدة للعلاقة بين الطرفين وإن اتسمت بالبعد أكثر منها بالقرب. إن فترة ال33 عاما حدث خلالها تحول في كلا الطرفين وهو التوجه نحو إحداث التنمية وإعادة بناء البنية التحتية, إلا أنه من الملاحظ أن كلا الطرفين لم يعتمد علي الآخر في تحقيق تنميته بل علي العكس دخلت أطراف أخري قدمت نفسها علي أنها راعي التنمية وكذلك داعم للديمقراطية في الدول العربية والافريقية, ولعل الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة ليسا بالأطراف البعيدة عن هذا الطرح, خاصة فترة الحرب الباردة خاصة في فترة السبعينيات والثمانينيات. كما أن تلك الفترة تخللتها اختلافات في توجهات الدول العربية والافريقية ولعل أهمها اتفاقية السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل والتي لم تكن سببا في قطع العلاقات العربية العربية, ولكنها أيضا كانت دافعا للعديد من الدول الافريقية التي كانت تساند القضايا العربية وعلي رأسها الصراع العربي الإسرائيلي, لتنظر بمنظار آخر تجاه إسرائيل بل وتفتح علاقاتها التجارية والدبلوماسية والثقافية معها, وقد مثل هذا أول شرخ في العلاقات العربية الافريقية. صحيح أن فترة ال33 عاما قد شهدت عودة العلاقات العربية العربية, خاصة في نهاية فترة الثمانينيات, إلا أن هذا العقد قد شهد اختراقا آخر للجدار العربي تمثل في حرب الخليج الأولي بين العراق وإيران ولعلها كانت الدافع نحو عودة العلاقات العربية العربية وحاجة الدول العربية لمصر, ولكن سرعان ما شهد الجدار العربي شرخا ثانيا وهو حرب الخليج الثانية, ثم غزو العراق, كل هذه الأحداث دفعت الطرف العربي للتوجه نحو الشمال تجاه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي, خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومن ثم بعيدا عن الطرف الافريقي. ومن المعلوم أن فترة ال33 عاما أيضا دفعت الطرف الافريقي إلي التوجه إلي الشمال, كما كان الحال لدي الطرف العربي, وذلك لحل قضاياه المختلفة من التنمية وتحقيق الديمقراطية والنزاعات والحروب والمياه والأوبئة والبيئة وغيرها من القضايا بحثا عن حل, وكذلك فتحت أبوابها للعديد من الدول الكبري للاستثمار فيها كما يشاءون مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا( كقوي كبري) والصين والهند والبرازيل( كقوي صاعدة) مما قد يدفع البعض للتساؤل حول جدوي التعاون العربي الافريقي بعد هذا التوغل من هذه القوي المختلفة, هل من سبيل وفرص متاحة للتعاون بين الطرفين, هل هناك إمكانية لتعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية بينهما؟ وحتي نجيب عن هذه التساؤلات أري أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة, بل إنه أضحي صعبا ولكنه ليس بالمستحيل, فترك الساحة الافريقية مفتوحة للقوي الإقليمية والدولية للاستفادة منها في ظل انشغال الدول العربية بقضاياها وحروبها, برغم أن هذه الظروف قد تبدو مبررا للبعد العربي عن الافريقي, إلا أنه في عرف العلاقات الدولية ليس مقبولا بل إنه خطأ استراتيجي يصعب غفرانه في تاريخ العلاقات بين الطرفين, ومن ثم لابد لكلا الطرفين أن يبذلا مجهودا مضاعفا لعودة التعاون, بل وإنجاحه من خلال تأسيس هذا التعاون علي أساس المصلحة والندية مثلما تقوم علي ركائز الدعم السياسي المتبادل وهذا ما يفتقده الطرفان في تعاملهما مع القوي الأخري, سواء الكبري أو الصاعدة, فالعلاقة تقوم علي المصلحة والعلاقة الهيراركية وليس الندية.. والسؤال الآن متي ستعقد القمة العربية الافريقية الثالثة! باحثة سياسية بعد طول انتظار دام ثلاثة وثلاثين سنة تذكر القادة العرب والأفارقة أن الوقت قد حان لعقد القمة العربية الافريقية الثانية في مدينة سرت الليبية يوم2010/10/9, وذلك للاستفادة من دروس الماضي وانتهاز الفرصة لإحداث نقلة نوعية علي صعيد استعادة وتيرة التعاون العربي الافريقي في شتي المجالات باعتبار هذا التعاون جسرا بين الفضاءين العربي والافريقي, ومن واقع الامكانيات الحقيقية لتأسيس شراكة استراتيجية حقيقية بين الجانبين وتبني خطة عمل تفصيلية محددة بموارد مالية لتنفيذ الأنشطة والبرامج المتفق عليها خاصة مع وجود آفاق رحبة لتحقيق وتعظيم المصالح المشتركة للجانبين العربي والافريقي في قطاعات بعينها مثل الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية والتجارة والثروة المعدنية. ومن الواضح أن اعلان قمة سرت الصادر عن القمة العربية الافريقية قد دعا إلي تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية والاستفادة من التطور النووي في الاستخدامات السلمية مع تأكيد الالتزام بأهداف مبادئ الاتحاد الافريقي وميثاق جامعة الدول العربية, وقبل الخوض في إمكانية تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية, لابد من التطرق إلي عدد من الملاحظات منها: إن مرور33 عاما علي القمة العربية الافريقية الأولي كانت فاصلة في تاريخ كلا الطرفين العربي والافريقي, فكلاهما أصبح لديه دول مستقلة, حيث لم يصبح الحصول علي الاستقلال والدعم لحركات التحرر الشغل الشاغل لديهما, والصحيح أن الجانب العربي خاصة الجانب المصري كان له السبق في مساعدة العديد من حركات التحرر العربية الافريقية خلال فترة الخمسينيات والستينيات, إلا أنه بلاشك أن فترة السبعينيات قد حملت ملامح جديدة للعلاقة بين الطرفين وإن اتسمت بالبعد أكثر منها بالقرب. إن فترة ال33 عاما حدث خلالها تحول في كلا الطرفين وهو التوجه نحو إحداث التنمية وإعادة بناء البنية التحتية, إلا أنه من الملاحظ أن كلا الطرفين لم يعتمد علي الآخر في تحقيق تنميته بل علي العكس دخلت أطراف أخري قدمت نفسها علي أنها راعي التنمية وكذلك داعم للديمقراطية في الدول العربية والافريقية, ولعل الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة ليسا بالأطراف البعيدة عن هذا الطرح, خاصة فترة الحرب الباردة خاصة في فترة السبعينيات والثمانينيات. كما أن تلك الفترة تخللتها اختلافات في توجهات الدول العربية والافريقية ولعل أهمها اتفاقية السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل والتي لم تكن سببا في قطع العلاقات العربية العربية, ولكنها أيضا كانت دافعا للعديد من الدول الافريقية التي كانت تساند القضايا العربية وعلي رأسها الصراع العربي الإسرائيلي, لتنظر بمنظار آخر تجاه إسرائيل بل وتفتح علاقاتها التجارية والدبلوماسية والثقافية معها, وقد مثل هذا أول شرخ في العلاقات العربية الافريقية. صحيح أن فترة ال33 عاما قد شهدت عودة العلاقات العربية العربية, خاصة في نهاية فترة الثمانينيات, إلا أن هذا العقد قد شهد اختراقا آخر للجدار العربي تمثل في حرب الخليج الأولي بين العراق وإيران ولعلها كانت الدافع نحو عودة العلاقات العربية العربية وحاجة الدول العربية لمصر, ولكن سرعان ما شهد الجدار العربي شرخا ثانيا وهو حرب الخليج الثانية, ثم غزو العراق, كل هذه الأحداث دفعت الطرف العربي للتوجه نحو الشمال تجاه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي, خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومن ثم بعيدا عن الطرف الافريقي. ومن المعلوم أن فترة ال33 عاما أيضا دفعت الطرف الافريقي إلي التوجه إلي الشمال, كما كان الحال لدي الطرف العربي, وذلك لحل قضاياه المختلفة من التنمية وتحقيق الديمقراطية والنزاعات والحروب والمياه والأوبئة والبيئة وغيرها من القضايا بحثا عن حل, وكذلك فتحت أبوابها للعديد من الدول الكبري للاستثمار فيها كما يشاءون مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا( كقوي كبري) والصين والهند والبرازيل( كقوي صاعدة) مما قد يدفع البعض للتساؤل حول جدوي التعاون العربي الافريقي بعد هذا التوغل من هذه القوي المختلفة, هل من سبيل وفرص متاحة للتعاون بين الطرفين, هل هناك إمكانية لتعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية بينهما؟ وحتي نجيب عن هذه التساؤلات أري أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة, بل إنه أضحي صعبا ولكنه ليس بالمستحيل, فترك الساحة الافريقية مفتوحة للقوي الإقليمية والدولية للاستفادة منها في ظل انشغال الدول العربية بقضاياها وحروبها, برغم أن هذه الظروف قد تبدو مبررا للبعد العربي عن الافريقي, إلا أنه في عرف العلاقات الدولية ليس مقبولا بل إنه خطأ استراتيجي يصعب غفرانه في تاريخ العلاقات بين الطرفين, ومن ثم لابد لكلا الطرفين أن يبذلا مجهودا مضاعفا لعودة التعاون, بل وإنجاحه من خلال تأسيس هذا التعاون علي أساس المصلحة والندية مثلما تقوم علي ركائز الدعم السياسي المتبادل وهذا ما يفتقده الطرفان في تعاملهما مع القوي الأخري, سواء الكبري أو الصاعدة, فالعلاقة تقوم علي المصلحة والعلاقة الهيراركية وليس الندية.. والسؤال الآن متي ستعقد القمة العربية الافريقية الثالثة! باحثة سياسية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار