محمود الميهي‏:‏ مصر والقوات المسلحة لاتنسي أبناءها

في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكري انتصار اكتوبر العظيم يجب ألا ننسي أبطال مصر الذين حققوا هذا الانتصار ونتوجه بالشكر للشهداء ومصابي العمليات عرفانا ووفاء.‏ وذلك لأنهم قدموا أرواحهم ودماءهم لرفعة مصر وعزتها وكرامتها‏ ,وفي لقاء مع اللواء أركان حرب محمود الميهي مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب أكد أن القوات المسلحة حريصة علي تكريم أسر الشهداء والمصابين في مختلف الاحتفالات وأيام التفوق للجيوش والمناطق العسكرية والأسلحة وتوفير الرعاية الشاملة لهم اجتماعيا وصحيا ورياضيا وخلال دراستهم بالمدارس والجامعات‏.‏
كما أننا في هذه الاحتفالات نستعيد بطولات وأمجاد قواتنا المسلحة‏..‏ ونحيي أرواح شهدائنا الأبرار‏..‏ ونقف تحية اجلال وتقدير لجيل ذهبي قدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة‏..‏ وقال من حق الأجيال القادمة أن يعرفوا بطولات محاربينا‏..‏ وأقول لهم أن سيناء عادت بعد ملحمة من البطولات والانجازات تواصلت مع عمل دؤوب وإصرار عظيم من الشعب المصري‏..‏ فالسلام لايأتي من فراغ‏..‏ ولايستمر إلا بقوة تحميه‏.‏
وأشار اللواء الميهي إلي أن جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب انشئت في ابريل‏1951‏ لرعاية أسر الشهداء ومصابي حرب فلسطين عام‏1948..‏ وانتقلت تبعيتها من الشئون الاجتماعية إلي القوات المسلحة عام‏1971..‏ وأعيد تنظيمها ليصبح لها مقرا دائما بالقاهرة و‏6‏ أفرع بالاسماعيلية والزقازيق والمنصورة وقنا أسيوط والاسكندرية‏..‏ بالاضافة إلي فرع جمعية الوفاء والأمل والتي انضمت إلي الجمعية في يناير‏2005..‏ وأشار اللواء الميهي إلي استشهار العميد شفيق متري سيدراك قائد أحد الألوية بالجيش الثاني الميداني في أول أيام حرب أكتوبر ليثبت دائما أن شعب مصر شعب واحد يدافع عن تراب مصر ولافرق بين مسلم ومسيحي فكلنا أخوة في الوطن‏..‏
ويقول اللواء محمود الميهي أن جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب توفر لأعضائها الرعاية الصحية والاجتماعية والطبية والرياضية‏..‏ فتقدم الرعاية الطبية الشاملة مع الاقامة والاعاشة لمصابي العمليات الحربية‏..‏ ومن وزارة الداخلية وكبار السن ومحدودي الاعاقة من المدنيين‏..‏ بالاضافة إلي صرف إعانات شهرية لذوي المعاشات المحدودة وإعانات دورية في المناسبات القومية‏..‏ وإعانة بدل مرافق للمصابين‏..‏ مع صرف الأجهزة التعويضية والهدايا العينية والمادية‏..‏ كما تقوم الجمعية بتنظيم رحلة حج ورحلتين للعمرة لأسر الشهداء ومصابي العمليات من أعضاء الجمعية‏..‏ كما تم تشكيل فرق رياضية من المصابين علي كراسي متحركة‏.‏
وقال اللواء الميهي ان الجمعية توفر للموهبين فنيا الادوات والخامات اللازمة لاعمال النحت والخزف والمصنوعات الجلدية واعمال التطريز والنقش علي الزجاج وتنظم لهم المعارض الفنية لتسويق منتجاتهم‏..‏ كما تنظم الجمعية المسابقات الادبية وفي لعبة الشطرنج ويتم اختيار الام المثالية والاب المثالي وتكريمهم برحلة حج او عمرة وجوائز مالية وعينية‏..‏ مع تنظيم الرحلات الترفيهية للمتقاعدين واسر الشهداء والمصابين وتخصيص مصيف دائم لهم بالاسكندرية‏..‏ فالقوات المسلحة لا تنسي ابناءها واسرهم‏..‏
شهيد الشرطة
ولان الجيش والشرطة هما المسئولان عن حماية شعب مصر في الحرب والسلم قامت جمعية المحاربين ولاول مرة في بادرة جميلة تدل علي العرفان والجميل بتكريم أسرة أحد شهداء الشرطة والذي استشهد في‏24‏ اكتوبر‏1973‏ عندما كان يعمل في السويس برتبة نقيب‏.‏
وتؤكد شقيقته انها مازالت تتذكر شقيقها حيث كان عمرها في ذلك الوقت‏23‏ سنة وان شقيقها عاصم حمودة كان مسئولا عن تأمين مستشفي السويس وكان دائما ما يتبرع بدمائه للجرحي والمرضي‏..‏ وعندما عرف أن الاسرائيليين احتلوا قسم الاربعين وأحتجزوا المأمور والضباط والجنود كرهائن حتي يستسلم أهالي السويس الذين رفضوا الاستسلام هم ورجال المقاومة الشعبية وضباط الشرطة وكان من بينهم أخي حملوا السلاح وتصدوا للدفاع عن مدينة السويس حتي نجحوا في حمايتها ونال أخي شرف الشهادة‏.‏
حكايات مصابي العمليات واسر الشهداء تعيد علينا وللجيل الجيد كم ضحا هؤلاء في صنع النصر واستعادة سيناء الغالية وفرض السلام‏..‏ كما تؤكد حكايتهم ان قواتنا المسلحة لم ولن تنساهم‏..‏ يقول المهندس صلاح عبد الرحيم احد مصابي حرب اكتوبر‏..‏ كان تجنيدي في اغسطس‏1969‏ بسلاح المدفعية‏..‏ ومهما قلت لن استطيع ان اصف شكل دانات المدفعية المصرية وهي تنهمر علي المواقع الاسرائيلية في سيناء تدمرها وتحولها الي جحيم علي المحتل‏..‏ واصبت بشظيا في الصدر والظهر من احدي الدانات المعادية نتج عنها إعاقة لي وشلل‏....‏ وصممت الفتاة التي كنت خاطبها قبل تجنيدي علي اتمام الزواج وقالت كيف لا اتزوج بطلا من ابطال اكتوبر‏..‏ ويستكمل صلاح حديثه قائلا لقد وفرت لي القوات المسلحة كل رعاية وقد اكرمني الله بان ساهمت في مساعدة الذين لا يستطيعون الكلام كأعاقة خلقية‏..‏ وصل بعضهم الآن الي التعليم الجامعي‏..‏ واستكملت دراستي وحصلت علي الدبلومة والماجستير في زراعة واستصلاح الاراضي الصحراوية كما اقوم بالعمل في الخزف والنحت وامارس رياضة اليد والعاب القوي وتنس الطاولة وحصلت علي بطولة الجمهورية وسافرت الي انجلترا وهولندا‏.‏