فلنقل علي مصر السلام, وليتحول بلدنا إلي غابة لايحكمها دستور أو قانون إذا لم يتصد المجتمع ممثلا في السلطة وأهل التشريع والقانون والنخبة المثقفة والقيادات السياسية لهؤلاء الإرهابيين الجدد الذين يستغلون ثراءهم الفاحش ومناصبهم ونفوذهم وحصانتهم في البطش بخصومهم ومن يختلفون معهم في موقف أو واقعة حياتية. لقد صدقنا تلك الواقعة التي اعتدي فيها ابن رجل أعمال ثري بسيارته الفارهة وأعوانه البلطجية علي ضابط شرطة بالمعاش فتسببوا في إصابات عديدة بجسده وكسور مضاعفة بساقه, ثم تم تهريب الابن الجاني إلي إحدي الدول الأوروبية! هذا الولد المليونير الذي تقاعس والداه عن تربيته تربية سوية نشأ بعقلية ونفسية بلطجي ومجرم, ومع الأسف فقد جرت محاولات للضغط علي أسرة المجني عليه, وهو راقد في المستشفي للعلاج من الإصابات الجسيمة التي لحقت به والتي يمكن ان تؤدي الي عاهة مستديمة تلازمه مدي الحياة, وذلك للتنازل عن القضية والتصالح مع الجاني. إن هذه الجريمة التي لايمكن ان تقع في دولة متحضرة يسود فيها القانون وتسري في شرايين مجتمعها روح العدالة والمساواة بين جميع الرءوس تكررت مرات عديدة في شوارعنا, وسوف تتكرر مئات المرات إذا لم تكن هناك وقفة حازمة من الجهات المختصة تجاه هذا الولد المنحرف وأبيه وأمثالهما. ما هي العقوبة التي يستحقها هذا المجرم في القانون الجنائي؟ وما هي العقوبة التي يجب ان ينالها والده بحكم مسئوليته عما انحدر اليه ابنه, وهل كان الابن سيقدم علي ارتكاب هذه الجريمة إلا لاطمئنانه انه يفعلها في حماية سلطة أبيه المالية والاجتماعية وعلاقاته القوية بأصحاب النفوذ؟! وهل يقف أولو الأمر موقفا حاسما ضد هذا الإرهاب الجديد كما فعلوا ونجحوا مع إرهاب الجماعات المتطرفة؟ أم تتحول مصر مع الوقت إلي دولة رخوة مفككة لا هيبة فيها للقانون ورجاله, فيضطر الناس إلي حماية أنفسهم ونيل حقوقهم بأيديهم خارج المنظومة القانونية والشرعية والاعتماد علي أصحاب السوابق والمسجلين الخطر لتنفيذ القصاص لنجد أنفسنا في النهاية وقد تحولنا إلي شعب من الفوضويين والمرتزقة والبلطجية, وتتحول مصر الي كيان هلامي يرتد بها إلي القرون البدائية للبشرية. محمد سعيد عز