بدأت النساء الراغبات في الترشح لانتخابات مجلس الشعب القادمة الدعاية الانتخابية لبرامجهن مبكرا, مثلهن مثل الرجال, علي الرغم من مخالفة ذلك للقانون. السطور التالية تصف المنافسة بين النساء وأهم وسائل الدعاية التي لجأن اليها. تقول صفاء علي حسن مديرة البرامج والمشروعات بالجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ورئيس الإئتلاف المدني للإصلاح الديمقراطي شارك المهتم برفع نسب المشاركة في الحياة العامة ومراقبة الانتخابات ان دعاية أغلب المرشحات جاءت في العموم تقليدية, غير أنه من الملاحظ دخول التكنولوجيا الحديثة اليها في صورة رسائل علي الموبايل, والمحزن أن العديد من تلك الرسائل التي رصدتها شارك في أسوان وقنا وسوهاج تخوض في الشرف والأعراض, قد تكون من قبل مرشحات أمام بعضهن البعض من المفترض وصولهن لمرحلة من النضج السياسي تجعلهن يدركن ثقافة المنافسة الشريفة, وفي سوهاج تحديدا استخدمت الرسائل اللاأخلاقية لصالح مرشحين من الرجال بغرض تفتيت الأصوات لخلخلة الثقة في السيدات عموما وليس بهدف الاطاحة بمرشحة بعينها. وفي الغربية ودمياط رصدنا استخدام صور شخصية غير حديثة في الدعاية للمرشحات واستخدام برنامج الفوتو شوب لتظهر صورة المرشحة اجمل واصغر سنا. وفي الأقصر استبدلت احدي المرشحات صورتها علي الدعاية الانتخابية بالشعار والرسالة لأنها منتقبة كما أن مجموعة الشباب العاملين معها انشأوا لها صفحة علي الفيس بوك ورتبوا عن طريقها لقاءات جماهيرية لها في مراكز الشباب. وفي محافظات شمال وجنوب سيناء ورغم خوض العديدات منهن دورات تدريبية وقطعهن شوطا لا بأس به من العمل ودعم الأخريات لهن إلا أن العصبية القبلية التي ترفض ترشح النساء حالت دون ترشح بعضهن نظرا لطبيعة المجتمع فهو بدوي ذكوري مغلق وذو وضع حساس ورصدنا هناك والكلام لصفاء عدة حالات تم إجبار السيدات من قبل اسرهن علي عدم الترشيح بحجة لو عايزين تخدموا مجتمعكم أخدموه من خلال أي نشاط اجتماعي محلي بس بلاش قصة الانتخابات دي. وعن مقارنة المرشحات بالمرشحين, تقول صفاء, ليس هناك وجه مقارنة فالرجال بدأوا مبكرا في الدعاية وينفقون مبالغ مالية لا تقارن بما تنفقه النساء والتي جاءت أغلب وسائلهن الدعائية عبارة عن امساكيات رمضان ونتائج للجيب ولافتات قماش رخيصة الثمن, وأغلبها كان مجاملات من اصحاب المطابع الذين يقدمون دفعة من الدعاية بالمجان ثم تدفع المرشحة في المرات التالية.. ويري شادي أمين المدير التنفيذي لمركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان والشريك في ائتلاف شارك أن مظاهر الدعاية الانتخابية حتي الآن عادية وغير مبتكرة أي بالصور واللافتات, و الملاحظ تحديدا في الكوتة هو الاعتماد علي حملات طرق الأبواب أو الزيارات المنزلية خاصة في الأقاليم لأنها تتفق مع المرأة وطبيعة علاقاتها في المحافظات, ويشير شادي الي اعتماد المرشحات علي استطلاعات الرأي بالتليفونات أو في الشارع بمساعدة فريق عملهن من الشباب بهدف حصر أهم القضايا التي تهم الشارع في مناطق ترشحهن حتي يذهبن الي الزيارات المنزلية وهن مدركات لمطالب المواطنين واحتياجاتهم التي يجب أن تتضمنها برامجهن. وترجع الناشطة الحقوقية مروة مختار بدء النساء بالدعاية لبرامجهن الانتخابية مبكرا الي كبر حجم الدوائر الانتخابية للكوتة الذي يتطلب مجهودا مضاعفا وهو ما ادركته النساء فبدأن بالعمل كما أدركن ايضا أنه من الأيسر لهن الاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة عن طريق الانترنت والمدونات والفيس بوك للوصول الي أكبر عدد من الناخبين بسهولة, اما الجديد الذي رصدته فهو استخدام الأضرحة في بعض المحافظات كأماكن للدعاية الانتخابية وزعت فيها المرشحات إمساكيات رمضان عليها صورهن, وتعيب مروة علي ما وصفته بوضع النساء تحت المجهر واستخدام ألفاظ حرب النساء و معارك الحريم وما شابهها من تعبيرات في الإعلام لوصف المنافسة بين المرشحات في حين أن الرجال تدور بينهم حروب طاحنة تفوق ما بين النساء ولايصفها الإعلام بهذه الشراسة.. وتنصح مروة بالتعامل بمنتهي الحذر مع تجربة الكوتة لأنها حديثة والكل يتتبعها.