يبدو أن لقاء الرئيس حسني مبارك بمجموعة من الفنانين أمس الأول سيعيد الروح إلي السينما المصرية من جديد, خصوصا بعد أن أصدر الرئيس أوامره بضرورة عودة السينما إلي وزارة الثقافة بناء علي طلب الفنان محمود ياسين, الذي تحدث عن أن العصر الذهبي للسينما المصرية كان في الستينيات, وفي الوقت الذي تولت فيه الدولة مسئوليتها, حيث أنتجت المؤسسة أهم الأفلام التي تحولت إلي أيقونات في تاريخ السينما العربية والمصرية والعالمية أيضا, مثل أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين, وفيلم المومياء للراحل شادي عبدالسلام, ولكن للأسف بعد خروج السينما من عباءة الدولة عانت الأمرين, وغابت قسريا عن المهرجانات الكبري, وانحصر الإنتاج في نوعية واحدة وهي السينما التجارية, وعن عودة السينما إلي وزارة الثقافة وتصورات الوزير المصري فاروق حسني. قال حسني: إن لقاء الرئيس بالفنانين كان حميما ومثمرا, حيث استمع الرئيس بإنصات لكل مطالب وتساؤلات الفنانين حول الوضع العام للدولة إضافة إلي مطالبهم بما يتعلق بكيفية النهوض بالفن وتحديدا السينما, التي تعد صناعة استراتيجية بحسب وصف الرئيس. وأضاف حسني أن الرئيس أعطي أوامره مباشرة إلي رئيس الوزراء وأبلغه ضرورة تفعيل قرار عودة السينما إلي الدولة, وهو ما سيترتب عليه في الفترة المقبلة قيام وزارة الثقافة بعقد العديد من الاجتماعات مع العاملين في صناعة السينما, والمتخصصين من منتجين وكتاب ومخرجين للاتفاق علي الكيفية التي سيعمل بها القطاع العام جنبا إلي جنب مع القطاع الخاص لتعود السينما المصرية إلي الصدارة من جديد حيث سيتم التركيز علي تقديم نوعيات مختلفة ومتميزة من الأفلام, والاهتمام بكل ما له علاقة بتفاصيل الصناعة من دور عرض, ومعامل وغيرها. وعبر الوزير عن سعادته الحقيقية باللقاء الذي أسفر عن العديد من القرارات أهمها عودة السينما إلي مكانها الطبيعي وكجزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية. وقال المنتج محمد العدل: إن الدولة يجب أن تكون لها يد في صناعة الثقافة وتحديدا السينما التي تعد أمنا قوميا, ويجب الحفاظ عليها, وعن نفسي أشكر الرئيس علي هذا القرار الذي يجب أن يتم تفعيله في أسرع وأقرب وقت, وجميع العاملين في صناعة السينما يدركون تماما أن العصر الذهبي للسينما المصرية كان في فترة الستينيات خصوصا أن المسئولين عن المؤسسة كان معظمهم من العاملين بصناعة السينما المصرية, أو المثقفين ومنهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ رغم وجود بعض السلبيات. ولفت العدل إلي ضرورة عودة مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة ترعي السينما علي ألا تقوم الوزارة بالإنتاج بنفسها, حتي لا تتكرر الأخطاء التي حدثت مع تجربة المسافر, والوزارة مثلا عندما اكتفت بدعم أفلام سينمائية قدمت إنتاجا مغايرا ومختلفا مثلما حدث في رسائل بحر لداود عبدالسيد وعصافير النيل لمجدي أحمد علي وتلك الأيام لأحمد غانم.