بدا الأمر للوهلة الأولي وكأنه لقاء مستحيل تحول إلي حقيقة.. وفكرة مجنونة طاردها خيال خصب فأصبحت واقعا! المرتزقة ليس مجرد فيلم أكشن يحظي بميزانية هائلة. وينتمي هذا العمل لنوعية الانتاج الضخم, وتستعرض من خلاله هوليود عضلاتها في التصوير المبهر والمعارك التي تحبس الأنفاس, وإنما هو أول عمل في تاريخ السينما العالمية يجمع بين كل هذا العدد من كبار نجوم أفلام الحركة الذين اعتاد المتفرج أن يري كلا منهم علي حدة يقوم بدور البطولة المطلقة, فإذا بهم يلتقون سويا ولأول مرة في عمل واحد بعد ربع قرن من النجومية والأضواء والأفلام المنفردة. في هذه التجربة الفريدة من نوعها, يعلن النجم الأمريكي المخضرم المنحدر من أصول ايطالية سلفستر ستالوني عن عودته بقوة إلي صدارة المشهد الهوليودي فهو البطل الرئيسي والمنتج والمخرج ويشاركه البطولة الدبابة البشرية ارنولد شوارزينجر صاحب سلسلة أفلام المدمر مع مشاركة لافتة ل صائد الأشرار الوسيم بروس ويليز صاحب سلسلة أفلام الموت الصعب مع جرعة مكثفة من الاثارة والتشويق ل الساحر الآسيوي العنيف جيت لي فضلا عن لمسة السخرية والكوميديا التي اضفاها علي الفيلم القاتل الناعم جيسون ستاتهام بطل الفيلم الأشهر ترانسبورتر بجزأيه ولأن ستالوني في هذا الفيلم يرفع شعار: الفيلم فيلمنا والفلوس فلوسنا فإنه أراد أن يكون كل شيء وفق شروطه الخاصة, فلم يكتف بكل الأسماء المرعبة السابقة وإنما أضاف إليها عددا من مشاهير الأكشن نجوم الصف الثاني وهم دولف لنجرين, اريك روبرتس, ميكي روك, ستيف أوستن, تيري كروز, ديفيد زاياس, راندي كوتور. ستالوني الذي بلغ من العمر64 عاما ولم يعد اسمه يشكل بضاعة رائجة في سوق الأكشن, وأصبح يعيش علي ذكريات تألقه المؤهل في سلسلتي أفلام روكي ورامبو لم يجد صعوبة شديدة في تجميع كل هذا العدد وكما هي العادة في هذه النوعية من الأفلام, فإن الرهان ليس علي القصة الجديدة وإنما علي الحضور الطاغي لأسماء من الوزن الثقيل والابهار التكنولوجي والبراعة الفائقة في تنفيذ المشاهد الخطرة, بالإضافة إلي غرام هوليود بفكرة البطل الأمريكي السوبر مان الذي يذهب إلي العالم الثالث المتخلف لينشر مبادئ الحرية والديمقراطية, فإذا بهذا الحلم الأمريكي يتحول إلي كابوس.