في أوائل القرن الماضي وبالتحديد في عام1932 تكونت فكرة لدي أحد أبناء الاسكندرية العظام وهو والد الدكتور عصمت عبد المجيد الامين العام السابق لجامعة الدول العربية بانشاء مستشفي ضخم لتقديم الرعاية الصحية لأبناء الاسكندرية ومصر بشكل عام وذلك من خلال نشاط مؤسسة جمعية المواساة الخيرية, وقد فكر الراحل الكريم في أفضل طريقة لجمع اكبر قدر من التبرعات لاقامة المستشفي, وفكر في التبرع بعمارة يملكها لتكون نواة لهذه التبرعات, ولكن هداه تفكيره الخير الي اسلوب أفضل فأعلن عن مسابقة للسحب علي ايصالات التبرعات وتكون الجائزة للفائز هي العمارة التي تبرع بها, وتم المشروع الكبير واصبحت مستشفي المواساه مقصدا لطالبي العلاج من مصر وجميع الدول العربية بما في ذلك بعض الملوك والرؤساء والامراء, ومنذ عدة سنوات صدر قرار بتحويل تبعية مستشفي المواساه من المؤسسة العلاجية بوزارة الصحة الي مستشفي تعليمي يتبع كلية الطب جامعة الاسكندرية, وكان المستشفي قد وصل الي حالة من الانهيار سواء علي المستوي الانشائي او الطبي وقامت كلية الطب جامعة الاسكندرية بوضع تصور للتطوير الشامل لاعادة الروح لهذا الصرح الطبي الكبير وكانت تكلفة التطوير كبيرة تتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات وهنا ظهر المعدن الاصيل لأبناء مصر فتقدم احد ابناء الاسكندرية مرة اخري ليعلن عن رغبته في تحمل جميع تكاليف عمليات التطوير مهما بلغت, وبالفعل بدأت الجامعة في الخطوات التنفيذية لتحويل مستشفي المواساة الي أحدث مجمع طبي متكامل بناء علي رغبة المتبرع, وقد بلغت التكلفة التقديرية مبلغ100 مليون جنيه مصري تبرع بها هذا المواطن الكريم بالكامل ويوم الخميس الماضي استمع الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته للمستشفي الي تفاصيل هذا المشروع الضخم وابدي الوزراء اعجابه الشديد بهذا المواطن دون أن يعرف أحد شخصيته وهو ما يعتبر اعادة الروح لهذا الصرح الطبي العظيم والأهم هو عودة الروح لفكرة وقيمة العطاء التي تثبت الايام ان شعب مصر بخير ويحرص علي العطاء في أرقي صوره.