مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية اليوم تتجه أنظار العالم نحو الحكومة الاسرائيلية لمعرفة موقفها من استئناف الاستيطان وما قد يسببه من فشل للمفاوضات المباشرة, وهل ستستمع إلي صوت العقل أم ستغلب الاستيطان علي السلام. إن مفهوم الاستيطان يقوم أساسا علي تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال السكان الذين ينتمون لدولة الاحتلال مكانهم عبر الوسائل التعسفية والقهرية وما يرافق ذلك من مصادرة للأراضي العامة والخاصة دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو سياسية أو غيرهما. وقد كشفت حركة السلام الآن عن أن المستوطنين يستعدون لاستئناف البناء الاستيطاني علي نطاق واسع في الضفة الغربية فور انتهاء التجميد, وأنه من المتوقع بدء العمل في بناء نحو15 ألف وحدة سكنية, بينها2066 وحدة في14 مستوطنة, يضاف إلي هذه الوحدات أكثر من11 ألف وحدة, كانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت علي إقامتها مسبقا. وهناك مطالب دولية كثيرة لاسرائيل تحثها علي الاستمرار في تجميد الاستيطان, وقد اعترف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بأن مسألة الاستيطان تشكل عقبة في طريق التوصل إلي حل سلمي, وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط إذا لم تحل مشكلة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في اطار محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل, وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل والإدارة الأمريكية بأن مفاوضات السلام لن تستمر إذا استؤنف الاستيطان في الأراضي المحتلة عند انتهاء فترة تجميده, وبرغم ذلك فإن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية مازال يناور دون اتخاذ موقف واضح في محاولة مكشوفة لإرضاء المجتمع الدولي بحل وسط لضمان استمرار العملية التفاوضية, وإرضاء اليمين المتطرف في حكومته الذي يشكل الركيزة الأساسية لائتلافه الحكومي!. لكن هذا الموقف لا يمكن أن يستمر ولابد أن تختار الحكومة الاسرائيلية مابين الاستيطان أو السلام,لأنه لا يمكن الجمع بينهما, والكرة الآن في الملعب الاسرائيلي.