يوم الثلاثاء الماضي أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة( الفاو) تقريرها عن الجوع في العالم.. قالت المنظمة أن عدد الجوعي وصل إلي925 مليون, وأن70% من الجوعي يستوطنون الدول النامية, وأن افريقيا( التي هي سلة غذاء العالم) يعاني فيها فرد من بين كل3 أشخاص خطر الموت جوعا, وأن طفلا يموت في العالم كل6 ثوان بسبب الجوع, وقال جاك جيتون مدير عام المنظمة أن الزيادات الأخيرة في أسعار الطعام جعلت المشكلة تتفاقم, وأن لا أمل في احداث التنمية ما دام الحال كذلك. بصراحة.. تقرير يسد النفس.. فكيف بالله عليك تبلع اللقمة وأنت تعلم أن طفلا يموت كل6 ثوان لأنه لا يجدها؟!.. قرأت التقرير فأحسست بعدم الرغبة في أي شيء فسألت نفسي تري هل أحس الذين أعدوا التقرير بما احس به الآن؟!.. أم انهم تعاملوا مع البيانات كأرقام مصمتة لا علاقة لها بالبشر فاكتفوا بالتسجيل ودق البيانات علي أجهزة الكمبيوتر بسرعة حتي يلحقوا بمواعيد العشاء في افخر المطاعم والفنادق يلتهمون فيها ما لذ وطاب بعد أن دونوا بدقة كل البيانات اللازمة عن الجوع والجوعي في العالم؟!.. أتراهم استطاعوا الأكل بعد أن عرفوا أن طفلا يموت كل6 ثوان بسبب الجوع؟!.. وإذا كانت نسبة كبيرة من الخبراء الذين أعدوا هذا التقرير هم من أبناء الغرب الاستعماري الغني الشبعان, فلابد أن من بينهم عددا من ابناء الدول النامية الفقيرة الجائعة.. تري ما هو حال هؤلاء الخبراء والباحثين من أبناء الدول النامية( أصحاب المشكلة)؟!.. ألا يشعرون بالغضب لما آل إليه مصير بلادهم تحت حكم الأنظمة التي ورثت البلاد المحررة علي وعد بجعلها بلادا عزيزة تنتج طعامها وشرابها ولا تعرف شعوبها هوان الجوع؟!.. ما هو دور هذه الحكومات ان لم يكن هو توفير اللقمة وشربة الماء ودرء شبح الجوع والعطش عن أبناء أوطانهم؟! وما هو دور الجامعات ومراكز البحث العلمي في البلدان النامية إذا لم يكن هو الاستفادة من امكانات الوطن لتحقيق أمنه الغذائي؟!.. ما هو دور الجهات الحكومية المنوط بها الرقابة علي الأسواق إذا لم يكن هو الضرب بيد من حديد علي يد المحتكرين والمستغلين والمضاربين بأكل الناس؟! ما هذا التقرير الذي قلب معدتي وجعلني أشعر بالقرف من كوني انسانا انتمي لهذا الصنف من المخلوقات التي تتعايش مع القهر والموت جوعا ؟!