مشكلة القمح ورغيف العيش ليست وليدة اليوم, وليست نتيجة وقف تصدير القمح الروسي, فهي تلازمنا منذ اكثر من ثلاثين عاما, واتذكر في منتصف السبعينيات من القرن الماضي عندما كان اولادي في الحضانة انني كنت اطوف علي عدة افران حتي احصل علي رغيف العيش الفينو لزوم السندوتشات, وغالبا ماكنت اضطر لشراء العيش المصنع من الدقيق الحر بأضعاف الثمن. وتعاقبت الوزارات وتوالي عدة وزراء للزراعة, والارض موجودة تنادي من يزرعها والمياه متوافرة بل ومهدرة, والايدي العاملة تبحث عن عمل ولم نحقق اي زيادة في زراعة القمح لتواكب زيادة السكان والاستهلاك, في حين حققت السعودية الاكتفاء الذاتي من القمح مع ندرة المياه وطبيعة الارض الصحراوية. ومانجحنا فيه بامتياز هو تبوير الارض الزراعية الخصبة وتحويلها الي مناطق سكنية عشوائية واستغلال الصحراء في إقامة مجتمعات الرفاهية من فيلات وقصور وملاعب الجولف و حمامات السباحة وماتحتاجه من مياه. ناهيك عن المياه المهدرة في غسيل السيارات, حتي ان قري الساحل الشمالي والتي يطلق عليها القري السياحية وكلها علي شاطيء البحر مباشرة اقيم بها الآلاف من حمامات ا لسباحة والمقاهي مكتظة بالشباب العاطل. هل من تفسير لذلك الإصرار العجيب علي وضع الخطط المستقبلية واعتماد المليارات من العملة الصعبة لاستيراد القمح وليس الاجتهاد في استصلاح الارض وزراعتها. د.صلاح الدين حسن خورشيد