استعير كلمات في وصف مصر من الدكتور مصطفي الفقي, حيث قال إن مصر دولة وسطية من أم إفريقية وأب عربي بعقلية بحرمتوسطية ووجدان إسلامي, فهذا وصف جامع شامل لعظمة مصر. فهي تحتل جزءا من قارتين إفريقيا وآسيا, وتقع علي شاطئ بحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. , ويمر بها ثاني أطول ممر مائي عذب هو نهر النيل, وتقع في منتصف العالم العربي بين المشرق والمغرب, وتتمتع بمناخ معتدل نسبيا طوال العام, وهي أرض الديانات السماوية ومهد الرسل والأنبياء, وفيها أقدم وأعرض المدارس الإسلامية الأزهر الشريف وعليها أعلي نسبة للمآذن والكنائس والمعابد الدينية, ولغتها العربية لم تتأثر بلغات المعتدين والمحتلين والطماعين علي مر العصور, وهي لغة الضاد ولغة القرآن الكريم, ومصر هي حضارة سبعة آلاف عام, وعليها ثلث آثار العالم من تراث الفراعنة, وبها اثنتان من عجائب الدنيا السبع وهما الأهرامات, ومنارة الاسكندرية, وبها أضخم وأعرق مكتبة عالميا وهي مكتبة الأسكندرية, أما عن رجالات مصر الأفذاذ فحدث ولا حرج منهم ثلاثة عمالقة حصلوا علي جائزة نوبل في السلام والأدب والعلم في غضون عشرة أعوام وهم الرئيس السادات, والأديب نجيب محفوظ, والدكتور أحمد زويل, ولا يسع المجال لذكر العديد من العلماء والأدباء والفنانين الذين أثروا العالم بأسره بفكرهم المبدع الخلاق. هذه هي مصر أمام عيون شبابنا من أجل المزيد من الانتماء والعمل والبناء وحقا القول لو لم اكن مصريا لوددت أن أكون مصريا.. وهي بحق أم الدنيا. د. يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة