في اليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر من كل عام يحتفل المواطنون الأقباط( المصريون المسيحيون) بعيد النيروز, والنيروز جاءت من الكلمة القبطية( ني يارؤو) أي الأنهار. لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل, ولما دخل اليونانيون مصر فإنهم أضافوا حرف السي فأصبحت نيروس فظنها البعض نيروز الفارسية والتي تعني يوما جديدا. وسواء كان المعني المقصود هو الأنهار واكتمال الفيضان أو اليوم الجديد, فإنه في النيروز يكون نهاية سنة مصرية/ قبطية, وبداية سنة مصرية/ قبطية جديدة, توافق هذا العام1727 ق( قبطية) أو ش(( أي للشهداء), فالنيروز هو عيد رأس السنة المصرية وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة, كما أنه يوافق عيد الشهداء. ولهذا التقويم قصة جديرة بالذكر جيلا بعد جيل, فلقد اتخذ المصريون من عام284 م بداية لهذا التقويم( القبطي/ المصري/ تقويم الشهداء) إذ هو العام الذي تولي فيه الامبراطور الروماني دقلديانوس الحكم(284 305 م) إذ كانت مصر آنذاك تابعة للإمبراطورية الرومانية, حيث قام هذا الإمبراطور باضطهاد المسيحيين في جميع أنحاء الإمبراطورية, وفي مصر دافع الأقباط عن عقيدتهم وإيمانهم المسيحي حتي نال البعض منهم... من الرجال والنساء.. الشيوخ والشباب والأطفال.. شرف الاستشهاد.ومن ثم فإن عيد النيروز يوافق عيد الشهداء, حيث يتذكر المسيحيون المصريون هؤلاء الشهداء الذين حافظوا علي المسيحية بدمائهم. وفي واقع الأمر فإن النيروز هو عيد مصري أصيل, وعيد قومي لكل المصريين, حيث ارتبط الفلاح المصري بشهور السنة القبطية( تضم13 شهرا هي بالترتيب:( توت بابة هاتور كيهك طوبة أمشير برمهات برمودة بشنس بؤونة أبيب مسري نسيء) وقد ظهرت العديد من الامثال الشعبية التي ترتبط بتلك الشهور ومنها علي سبيل المثال لا الحصر: كيهك يجعل صباحك مساك في إشارة إلي فصل الشتاء وقصر فترة النهار, طوبة يخلي الصبية كركوبة بشبب شدة البرد القارس في ذلك التوقيت, برمهات روح الغيط وهات حيث يأتي موسم الحصاد... الخ إنها دعوة لاعتبار عيد النيروز عيدا قوميا لكل المصريين.