يبدأ الطفل في تكوين علاقاته الاجتماعية مع الأم.. فهي الصديقة الأولي له.. وهي الشخصية المفضلة لديه والتي يسعد لسماع صوتها.. ورؤية وجهها ولمس يديها. لذلك فإن مساعدتك ضرورية ليتعرف طفلك علي الأشخاص الآخرين ويفرح بصحبتهم.. فهذا هو الطريق لتطور المهارات الاجتماعية لدي الطفل. تقول د. هدي عبد الوهاب اخصائية الأطفال ان هذه المهارات تتضح منذ الولادة وحتي الثالثة من العمر فمنذ لحظة وصوله للدنيا يتعلم الطفل كيفية التأقلم والتفاعل مع الأشخاص من حوله وخلال عامه الأول يركز علي اكتشاف ما يمكنه القيام به من امساك للأشياء أو المشي الي جانب التفاعل مع والديه وقد يستمتع بصحبة الآخرين. وفي عامه الثاني يبدأ الاستمتاع باللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين والتعلم عن طريق التجربة والخطأ برغم أنه في البداية لن يكون مستعدا للمشاركة في اللعب مع أحد لكنه يصبح صديقا افضل عندما يعرف كيفية التعامل مع الآخرين. وفي عامه الثالث يبدأ معرفة معني تكوين العلاقات الاجتماعية عن طريق بناء الصداقات ويتعلم من التجارب مع الآخرين في المواقف الاجتماعية المختلفة. أما عن دور الأم في تشجيع الطفل علي تكوين علاقات اجتماعية فتنصح الدكتورة هدي عبد الوهاب باتباع الخطوات التالية: حاولي قضاء الكثير من الوقت مع طفلك الرضيع وجها لوجه خاصة في الشهور الأولي لأنه سيحب هذا الاهتمام ويستمتع بمتابعة تعبيرات وجهك.. ادعي الأهل والأصدقاء الي منزلك لأن الأطفال يحبون الزوار سواء كانوا صغارا أو كبارا خاصة حين يداعبونهم. لو كان طفلك يعاني من القلق من الغرباء فلا تنزعجي لأن الأطفال عادة يصابون بالتوتر من وجود أشخاص غير مألوفين لهم. اذا لاحظت ان طفلك في شهره السابع يبكي حين تضعين بين ذراعي احد الاقارب فلا تتركيه معه بل خذيه الي ذراعيك وانظري اليه مع وجود الشخص الآخر بالقرب منك حتي يطمئن ويهدأ ثم دعي هذا الشخص يتحدث اليه ويلعب معه ثم انقليه إلي ذراعيه وابقي قريبة منه.. ثم بعد ذلك حاولي ترك الغرفة لبضع دقائق لتري ماذا سيحدث.. وإذا بكي طفلك ارجعي وكرري المحاولة في وقت لاحق إلي ان يتعود علي البقاء مع شخص آخر غيرك. إذا كان عمر طفلك عامين أو ثلاثة وكان يتصرف بأنانية فلا تقلقي كثيرا لأن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتصفون بالأنانية المفرطة.. لكن عليك انتهاز الفرصة لكي توضحي له السلوك الواجب اتباعه أو تمتدحي شخصا ما علي حسن تصرفه حينئذ سيتعلم طفلك منك ويحاول ان يحذو حذوك. شجعيه علي الاشتراك في فريق رياضي ليمارس احدي الألعاب أو يتعلم هواية أو ينمي قدراته حتي يتعلم تكوين صداقات ويحاول الحفاظ عليها ويمتلك حياة اجتماعية جديدة. وأخيرا تنصح اخصائية الأطفال كل أم اذا وجدت طفلها غير مهتم أو غير راغب بالتواصل مع اي شخص غيرها او والده بعد بلوغه عامه الأول بأن تستشير الطبيب فقد تكون لديه مشكلة طبية.
