هي العلاقة التي يتناولها العديد والعديد من الكتاب والمفكرين وهي العلاقة بين الرجل والمرأة أو بين الزوج والزوجة.. كيف تسير ولماذا يتراجع الحب أو التفاهم. وكيف ينمو هذا الحب وهذه العاطفة وكيف تكون العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة وبين الزوج والزوجة هنا في هذا العرض الذي يحمل عنوان المرآة الزرقاء والذي شاهدته لك في المانيا يتناول هذه العلاقة ولكن من خلال ما ثبت في ذهن الفتاة أو الزوجة فيما بعد.. ما ثبت في ذهنها من آراء ليست إيجابية بالمرة تجاه الرجل. الفتاة تزوجت عن حب والرجل يبذل أقصي جهده لإسعادها أو علي الأقل لتسير الأمور في طريقها المعقول. هنا بعد فترة من الزواج تراود الزوجة أو تسترجع ذكريات قد حدثت لها أو لأسرتها وأحيانا لم تتعرض لها ولكن سمعت عنها من الأقارب أو الأصدقاء. تصل إلي حالة تصاب فيها بهذه الهواجس وكأنها حقيقة ماثلة أمامها لا تستطيع الفكاك منها. الأمور في المنزل تتغير والعلاقات تتبدل تماما وبدلا من الهدوء تبدأ الثورة ويبدأ بعدها العراك لأي سبب مهما كان بسيطا ولكن ما تحمله الزوجة أو المرأة تجاه الرجل هو المحرك حاليا لها لكل ما تراه أمامها من سلبيات الزوج الذي يقدمه النص بأنه بريء ولكن ربما يقصد النص هنا إلي أنه يحمل أو يتحمل ذنوب الرجال الآخرين فهو في النهاية واحد منهم. أحيانا تحضر الزوجة من الخارج وهي سعيدة فقد قامت بشراء ما يلز م المنزل من مشتريات وبعد أن تضع كل هذه المشتريات في أماكنها يتحرك نحوها الزوج كي يساعدها وهنا تنقلب تماما. هو قادم ليس لمساعدتها ولكن لقتلها هو سفاح النساء.. هو قاتل النساء.. هو معذب النساء لتبدأ المشاجرة الكلامية اللغوية أولا ثم تبدأ المشاجرة بالأيدي لتصل إلي عراك استطاع المخرج هنا أن يقدمه في صورة حقيقية أو واقعية إلي حد كبير. هي, أي الزوجة مدفوعة بالرغم عنها في الدفاع عن نفسها بقتله وهو أي الزوج يندفع ليس للقتل والشجار ولكن لحماية نفسه من هذا الكائن الذي تحول فجأة إلي مارد يضرب باليمين واليسار قاصدا أن يقضي علي غريمه وهو ليس غريمه ولكن لتقضي علي قاتل النساء فتستريح النساء منه ومن تعذيبه لهن ومن قسوته عليهن. والغريب أن العراك علي خشبة المسرح يبدو حقيقيا فنسمع اللطمات وأصوات الضرب بالطبع بمساعدة بارعة من الموسيقي التصويرية أو الخلفية الموسيقية التي لا تقوم بمهمة إيصال الضرب إلي المستمع المتلقي ولكن فقط بهدوء شديد تظهر أن ثمة معركة تدور أمامنا علي خشبة المسرح. في مشهد آخر من المشاهد العديدة التي تصور الحياة الزوجية العادية بين الزوج والزوجة والتي لا تختلف عن أي زوجين في أي بلد من البلاد في الشمال والجنوب في الشرق والغرب.. إنما الحياة التي نعتاد علي مشاهدتها جميعا. فجأة يعد فنجان قهوة أو شاي ويدور حوار هاديء تتحول الزوجة إلي شيطان إنها تتخيله الذئب في قصة ذات الرداء الأحمر.. الذئب الذي وصل لمنزل الأسرة مختفيا برداء الإنسان ليقتل الجدة.. أو ليقتل المرأة. هنا الزوجة لابد ان تقاوم هذا الذئب.. تضربه بالأيدي ثم بالأحذية حتي يسقط علي الأرض ربما من قوتها وربما أكثر من هول المفاجأة فنجده وقد تمدد أرضا وهي تضربه بالحذاء فهو في نظرها ذلك الذئب الذي رويت لها حكايته من خلال قصة ذات الرداء الأحمر. النص الذي كتبه ألبرت أوستر ماير يدل علي أمر بالغ الأهمية وهو من يحمل عنده من أيام الطفولة هذه العقدة أحيانا تراوده أي تحركه وأحيانا يكون إنسانا عاديا وسويا تماما والغريب أنه لا يفسر هذا بأنه مريض نفسيا ولكن مجرد عقدة منذ الطفولة تحوله خلال دقائق إلي شخص آخر. ربما ما يقصده الكاتب هنا هو الاهتمام بكل ما يصل إلي الطفل في بداية حياته المبكرة حتي لا يتأثر بها سلبا عندما يكبر ولو أن هذه الحالة قد لا تنطبق علي الجميع لكن من الأمور المهمة في التربية استبعاد أو ابعاد الأطفال عن كل ما يسرح به خيالهم إلي مناطق قد تؤذيهم أو تؤذي ذويهم مستقبلا. وينتهي العرض نهاية مفتوحة خناقة ثالثة أو رابعة أو خامسة بين زوجة محبة لزوجها وزو ج أيضا محب لزوجته ولكن ربما علاقة الرجل بالمرأة بصفة عامة هي التي تتسبب أحيانا في هذه الحالات النفسية وغالبا نلاحظ أن الكاتب رجل هو في النهاية يدين الرجل في علاقته بالمرأة. ديكور بسيط وحركة سريعة أحيانا وبطيئة أحيانا ولكن لا تقدم لنا الملل فكان المتفرج يقوم مع البطلة بترتيب الأشياء التي اشترتها كل في مكانه قبل أن تنتابها حالة الهياج من الرجل. الأداء الدرامي للأبطال وهما اثنان فقط رائعة وتبدو حقيقية تماما تنفذ الي داخلنا وتقنعنا في معظم المشاهد بأننا أمام أسرة حقيقية ومنزل طبيعي يضم الزوج والزوجة.