أحزاب المعارضة وجماعة الإخوان قرروا خوض انتخابات الشعب المقبلة..ليس ذلك فقط ولكن الدفع بأكبر عدد من المرشحين والمرشحات. هذا ما يحدث علي أرض الواقع. بغض النظر عن الضمانات التي يطالب بها زعماء بعض الأحزاب, أو دعوات المقاطعة التي ذهب إليها البعض الآخر.الظاهرة اللافتة للنظر هو الاستعداد الكبير لمعركة الشعب بمئات السيدات للفوز بمقاعد الكوتة التي تعتبرها الأحزاب الصغيرة بابا لتوسيع نطاق عضويتها وتحقيق أرضية في الشارع السياسي, وتعتبره أهم مكاسبها لانعدام فرص فوز مرشحيها بأي مقاعد, بينما تنظر الأحزاب الكبيرة وجماعة الإخوان للكوتة باعتبارها فرصة لزيادة مقاعدها بالبرلمان وبابا خلفيا لدعم مرشحيها خارج الكوتة. الصفقات غير المحدودة والفرص الكبيرة أدت أحيانا إلي وقوع نزاعات وخلافات بين أفراد العائلة الواحدة في بعض الدوائر فالكل يحلم بالمقعد, بغض النظر عن الانتماء الحزبي وربما العائلي! وفيما عدا التزام سيدات الوطني بالبرنامج المعلن للحزب الذي يشمل دعم الأسر الفقيرة والتركيز علي قضايا الفلاحين, فإن مرشحات المعارضة والمستقلات يتحركن في الدوائر دون الالتزام بأي برامج حزبية معلنة ومازال أداؤهن حتي الآن يعتمد علي مرجعية عائلية وأنشطة اجتماعية واستثمارية خاصة في المدن الصغيرة بعيدا عن عواصم المحافظات, حيث السيطرة لأساتذة الجامعة وكبار سيدات الأعمال. شوارع المدن والقري في كل الأرجاء تحولت إلي غابة من اللافتات والبوسترات كما بدأت معارك السيدات مبكرا علي مواقع الفيس بوك, ففي محافظة الدقهلية حضرت640 سيدة الدورات والندوات التأهيلية, وسادت حالة من الغضب بين مرشحات الوطني بعدما أشيع عن اختيار12 سيدة فقط للتصفية النهائية. ورغم أن أولي جلسات النظر في إلغاء انتخابات الكوتة قد تحدد لها15 أكتوبر المقبل باعتبارها مخالفة صريحة لنص المادة40 من الدستور إلا أن أعداد المرشحات يتزايد يوما بعد يوم, ويكفي أنه في محافظة كجنوب سيناء حيث القبلية والعصبية, تجري المفاضلة بين13 سيدة لتمثيل الحزب الوطني كلهن حاصلات علي مؤهلات عليا ويعملن في مناصب مرموقة, حيث إن إضافة مقعدي الكوتة إلي المقاعد الأربعة القادمة سيجعل المحافظة صاحبة أعلي معدل عربي وعالمي لتمثيل المرأة في المجالس التشريعية بنسبة33% لأن المتوسط الحالي هو17.7%. وبينما تتنافس آلاف السيدات في المجمعات الانتخابية للوطني بالمحافظات, فإن مصادر من داخل الجماعة تؤكد أن قوائم المرشحات ستحمل مفاجآت كبيرة وستضم أسماء سيدات عاملات وفلاحات وأساتذة جامعات, يخضن الانتخابات في دوائر غير متوقعة لاستغلال ورقة الكوتة للفوز بأكبر عدد من المقاعد. كما بات من المؤكد أن تخوض سيدات الوفد المنافسة علي12 مقعدا من بين المقاعد ال64 المخصصة للكوتة وتشير المصادر إلي أنه تمت الموافقة علي ترشيح5 سيدات حتي الآن. أما في حزب التجمع, فمن المقرر أن تقود السيدة أمينة شفيق نائب رئيس الحزب والكاتبة فتحية العسال قائمة من10 سيدات قرر الحزب أن يخوض بهن غمار الكوتة. وانتظارا للموقف النهائي لمرشحات الأحزاب والمستقلات فإن المشهد الانتخابي يؤكد أن السيدات قد تفوقن حتي الآن علي الرجال الذين سيسيرون وراء نجاح الحملات النسائية لكسب أصوات الناخبين, كما يشير إلي أن أحزاب المعارضة والجماعة قررت خوض الانتخابات رغم إعلانها عن المقاطعة أو التهديد بها.