تحقيق: نادية الملاخ مع نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر بدأت الطيور المهاجرة في العودة إلي موطنها الأصلي في حنين شديد إليها, وإلي أسرها للشعور بالدفء الديني والعائلي اللذين يفتقد إليهما المصريون في بلاد المهجر, ويحاولون تعويضه في بلادهم مصر. هذا مايؤكده عدد كبير من العائدين الذين جاءوا حاملين معهم شوقا هائلا لمصر وكل شيء فيها خاصة المرتبط بالناحية الدينية التي تتميز بها في شهر رمضان والعيد. تقول مروة خطاب( مدرسة بمدرسة بدر الإسلامية بولاية نيوجرسي بأمريكا) إن أهم مايهتم به المسلمون في حياتهم ببلاد المهجر هو حفاظهم علي دينهم وكل مايتعلق به من شعائر واحتفالات دينية وعلي رأسها بالطبع شهر رمضان المبارك بكل طقوسه الدينية. وتضيف: كنت محظوظة عندما أقمت منذ هجرتي قبل نحو9 سنوات مع زوجي بمنطقة جيرسي سيتي لأن تلك المنطقة معروفة بانتشار الجالية العربية بشكل عام والعبرية بصورة خاصة فيها. وتتابع: تتميز منطقة مدينة جيرسي بوجود العديد من المراكز الإسلامية والمطاعم والمحلات العربية لذلك فمن نشعر فيها بكل المناسبات والأعياد الإسلامية فمثلا في رمضان تحتشد المساجد بالمصلين ويقوم المركز الإسلامي بإعداد إفطار جماعي يوميا تقدم فيه كل الأكلات المصرية والعربية الشهيرة. وحينما يأتي العيد تواصل يقوم المركز الإسلامي الموجود بمنطقة( بارك ستريت) بتأجير الساحات في الحدائق لإقامة الصلاة, كما يؤجرون الملاهي ليقوم الأطفال باللعب واللهو طوال اليوم فيها. ويتجمع جميع المسلمين من مختلف الجنسيات في تلك الساحات المؤجرة لإقامة الصلاة وايضا للتعارف بعضهم علي بعض وتناول الطعام الذي يقدم للمصلين بعد صلاة العيد مثل ساندويتشات الفلافل والفول والكبدة والشاورمة وكعك عيد الفطر. أما في عيد الاضحي فيقوم المركز الإسلامي باعداد الفتة واللحم والجلاش وغيرها من المأكولات الشهية التي تقدم للمصلين بعد صلاة العيد. وتضيف مرورة قائلة: بالرغم من هذا كان إلا أننا نشعر بحنين شديد في تلك الأيام بالذات إلي بلادنا ام الدنيا مصر التي لم أتصور أنني أعشقها كل هذا العشق إلا عندما بعدت عنها بسبب زواجي من مهاجر مصر, وأكثر شيء يفتقد اليه المهاجر المصري روح الدفء الديني والأسري المفقود تماما في بلاد المهجر, لذلك ننتهز فرصة الاعياد والاحتفالات الدينية كل فترة حسب إمكانية كل مهاجر المادية ونأتي الي مصر للحصول علي جرعة تروي عطشنا يقول محمد خطاب( مهاجر منذ20 عاما بأمريكا) ويعمل بمجال التصوير السينمائي: صحيح أننا نحتفل في أمريكا مثلما يحتفل جميع المسلمين في مصر والبلاد الإسلامية بصفة عامة بشهر رمضان المبارك والأعياد الدينية ولكن الاحتفال بتلك المناسبات في مصر بالذات له طعم آخر نفتقر إليه كثيرا في بلاد المهجر لذلك ننتهز الفرصة دائما كلما سمحت إمكاناتنا المادية للحضور إلي مصر للاحتفال مع الأهل والاصدقاء في هذه المناسبات وفي حالة وجودنا في بلد المهجر يواصل نقوم بالتجمع في المساجد والمراكز الإسلامية خاصة في شهر رمضان لإحياء روح الإسلام والتعارف بين المسلمين الجدد حيث يتجمع المسلمون أكثر من أي وقت آخر طوال العام وأيضا في الأعيادت الاسلامية. ويقول عادل إبراهيم عامر( سائق تاكسي بأمريكا) هاجرت منذ نحو14 عاما وللأسف ظروفي المادية لاتسمح لي بالحضور الي مصر طوال تلك السنوات سوي ثلاث مرات وأفضل أن أحضر فيها دائما في أواخر شهر رمضان لقضاء العيد مع أسرتي وأسرة زوجتي للاستمتاع فمظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم والعيد الذي تتزايد فيه النواحي الدينية والارتباط الأسري بصورة أقوي. ويقول مجدي صابر( صاحب مطعم بولاية نيوجرسي) أحرص دائما علي العودة إلي مصر في عيد الفطر لقضاء العيد والأيام الأخيرة من شهر رمضان مع الأسرة إذ يتميز هذا الشهر الكريم مذاق خاص عن كل المناسبات الأخري خاصة أننا في أمريكا نكاد لانشعر به ويبدي عمرو عماد الدين( عامل بأحد المطاعم بأمريكا) الذي حضر لقضاء العيد مع اسرته بعد غياب3 سنوات في بلد المهجر إعجابه بالبيان الذي أصدره الرئيس الامريكي أوباما بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يهنيء فيه المسلمين, ويذكر فيه أن الإسلام كان ومازال جزءا من أمريكا وأن المسلمين من مختلف الجنسيات قدموا جهودا وإنجازات جبارة من أجل رفعتها.