وسط أجواء مشحونة بالتوتر ومقاطعة مبررة دبلوماسيا يصل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلي أنقرة اليوم في زيارة رسمية لتركيا. في محاولة لرأب الصدع واستعادة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتي تضررت منذ الحرب الإسرائيلية علي غزة وبلغت أسوأ مراحلها الاسبوع الماضي بسبب إهانة السفير التركي في إسرائيل مما أضطر الأخيرة إلي تقديم اعتذار رسمي. وتتركز زيارة باراك علي إجراء مباحثات للتوصل لحل المشاكل المترتبة علي صفقة طائرات التجسس بدون طيار من طراز هيرون إسرائيلية الصنع والتي تأخرت إسرائيل في تسليمها لتركيا لأكثر من عام, وأسباب منع إسرائيل من الاشتراك في مناورة نسر الاناضول الجوية في أكتوبر الماضي. وقال مصدر رسمي تركي إن الخلاف مع إسرائيل بشأن صفقة الطائرات انتهي قبل زيارة باراك, مشيرا إلي أن خبراء أتراك موجودون الآن في إسرائيل لاختبار الطائرات التي يعتزم الإسرائيليون تسليمها لسلاح الجو التركي. وفي الوقت ذاته كشفت مصادر دبلوماسية تركية أن الرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان امتنعا عن لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال زيارته القصيرة لتركيا.. ونقلت صحيفة حريت عن هذه المصادر أن الاعتذار الرسمي الذي تلقته تركيا عن سوء معاملة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون للسفير التركي في تل أبيب أوجوز شليكول أنقذ زيارة باراك لتركيا التي كان مخططا لها سلفا وحال دون قيام تركيا بإلغائها, وأضافت المصادر أن الرئيس عبدالله جول رفض تحديد موعد للقاء باراك بذريعة اشتراكه في احتفالات اسطنبول كعاصمة للثقافة الأوروبية, التي تنطلق اليوم في اسطنبول, كما رفض رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تحديد موعد لباراك بذريعة بدء جولته الخليجية اليوم والتي تشمل زيارة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وأكدت المصادر أن كلا من الرئيس جول ورئيس الوزراء أردوغان كان يملك الفرصة للقاء الوزير الإسرائيلي, لكن كلا منهما لاتوجد لديه الرغبة في ذلك بسبب إساءة معاملة السفير التركي في تل أبيب علي الرغم من الاعتذار الرسمي من جانب إسرائيل, وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قد استبق زيارة باراك بإعلانه الاسبوع الماضي أنه لن يلتقي الوزير الإسرائيلي خلال زيارته لتركيا. وأشارت الصحفية إلي أن لقاءات باراك في أنقرة ستقتصر علي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ثم نظيره وجدي جونول ورئيس الهيئة العامة لأركان الجيش الجنرال إيلكر باشبوج. ومن جانبها ذكرت صحيفة صباح تحت عنوان أنقرة تواجه مصاعب زيارة باراك ان بعض المنظمات المدنية في تركيا تطالب الحكومة باعتقاله لأنه مجرم حرب ووضعه في سجن سيلفري شديد الحراسة في اسطنبول الذي يوضع به المتهمون في قضية منظمة أرجناكون الارهابية المتهمة بالتخطيط للانقلاب علي الحكومة واغتيال اردوغان وشخصيات أخري بارزة في تركيا وأعلن عدد من المنظمات المدنية عن تنظيم مظاهرات احتجاجا علي زيارة باراك فور وصوله لأنقرة. ومن جهة أخري, قاد زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية المعتقل عبدالله أوجلان تمردا داخل سجنه لعرقلة خطة الحكومة لحل المشكلة الكردية, معلنا وخمسة من السجناء الذين ألحقوا به مؤخرا امتناعهم عن مقابلة زائريهم احتجاجا علي ما سماه أوجلان بالظروف السيئة التي يعانيها في سجنه.