بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس زيارة عمل لتركيا تستمر يومًا واحدًا بعد أربعة أيام علي الأزمة الدبلوماسية التي ضربت العلاقات المتوترة أساسًا بين البلدين اللذين كانا يعتبران أقرب حليفين في المنطقة. ورفض كل من الرئيس التركي عبد الله جول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوجان لقاء إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي والذي قام بزيارة أنقرة أمس لتخفيف حدة التوتر الذي نشب بعد قيام داني أيالون نائب الخارجية الإسرائيلية بإهانة أحمد شليكول السفير التركي بتل أبيب وتعمد إحراجه أمام وسائل الإعلام منذ أيام. ويأتي الرفض التركي لمقابلة باراك دليلا علي تمسك حكومة أنقرة بموقفها الرافض لإهانة سفيرها علي الرغم من المحاولات الإسرائيلية لاحتواء الأزمة حرصاً علي علاقة تل أبيب بأنقرة، واختارت تركيا الرد علي الإهانة الإسرائيلية بمثلها، لتذل وزير الدفاع الإسرائيلي عقاباً لإهانة بلاده لسفيرها هناك. وكان باراك قد تقدم بطلب للقاء أردوجان وجول إلا أنهما رفضا الطلب واقتصرت زيارته علي اللقاء مع نظيره التركي وجدي جونول ووزير الخارجية أحمد داوود أوجلو، ورئيس الأركان إلكار بشبوج، وبرر جول رفضه لقاء باراك بالانشغال في الإعداد لاحتفالية «إسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية». وتزامن الرفض الرسمي لزيارة باراك مع آخر شعبي تمثل في تظاهرات مستمرة شهدتها العاصة التركية ضد الزيارة، وجرت المظاهرة الأولي أمام السفارة الإسرائيلية في أنقرة صباح أمس، حيث ردد المتظاهرون فيها هتافات تندد بباراك لارتكابه جرائم حرب بحق الفلسطينيين خلال عدوان العام الماضي علي قطاع غزة، مؤكدين أن غزة ستكون مقبرة للصهيونية ومعلنين دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني. كما ندد المشاركون بنائب الخارجية الإسرائيلي لإساءته معاملة السفير التركي في إسرائيل ورفعوا لافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي، كما نظمت مجموعة من جمعية المظلومين الأهلية مسيرة احتجاج أخري في مركز مدينة أنقرة وتجمعًا آخر مشابهًا في ساحة قرب مركز المدينة احتجاجا علي وصول باراك، وردد المتظاهرون شعارات ضد السياسة الإسرائيلية التعسفية تجاه الفلسطينيين وشعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وقدمت مجموعة تمثل المنظمات الأهلية والحرفية اليوم مذكرة لمحكمة السلطان أحمد في اسطنبول مطالبة بإلقاء القبض علي باراك فور وصوله إلي تركيا لأنه مجرم حرب، ودعا كنعان الباي- عضو الهيئة الإدارية لجمعية الأحرار- إلي إصدار قرار اعتقال بحق باراك وإعادة النظر بعلاقات تركيا مع إسرائيل وقطعها. علي الصعيد الإسرائيلي هدد نائب الخارجية الإسرائيلي والمتسبب الأول في حدوث الأزمة مع أنقرة بدراسة طرد السفير التركي إذا ما حصلت أزمة جديدة مع تركيا، وهدد بطرد سفير أي دولة تبث أعمالاً فنية تظهر الجيش الإسرائيلي كمجرم حرب مضيفا قوله إن تل أبيب ستدرس في المستقبل طرد سفراء تعرض في دولهم برامج تليفزيونية تظهر جنود الجيش الإسرائيلي كمجرمي حرب. وأضاف المسئول الدبلوماسي الإسرائيلي : يجب فحص هذا الإجراء في حال قامت دولة ما بإجراءات تمس بإسرائيل.. يوجد ثمن للتعامل مع إسرائيل بقلة احترام، وإذا ما حصلت أزمة أخري مع تركيا سندرس طرد السفير، لكن أيالون عاد وأعرب عن أسفه عن إهانته السفير التركي الأسبوع الماضي وقال: وقع خلل فني، حيث تم تسجيل أشياء ما كان يجب أن تكون مسجلة وأتحمل مسئولية ذلك، أعتقد أنه تصرف أحمق، ما كان يجب أن يحدث ولكننا أدرنا الأزمة والنتائج كانت معقولة حسب وصفه.