ان كانت المسلسلات اختلفت في رمضان بمضامينها الكوميدية والتراجيدية ، فيبقي دوما للقضايا السياسية والدينية ظهورا مختلفا كل عام .. وفي العام الماضي يبدو ان التطرف الديني لم يشغل بال المؤلفين بكثرة كما حدث هذا العام ، ليصبح التطرف بشتدده واشكاله مادة اساسية لاكثر من مسلسل .. رأينا فيه النقاب بالتحديد عنصرا لا غني عنه سواء كان بصورة مقبولة او لا .. صحيح ان القضية محل جدل دوما وستظل .. ولكن دراما رمضان هذا العام اعطت لها وضعها بزيادة ..! لفترات طويلة لم يقترب اشهر الكتاب من تلك المنطقة فيما عدا "وحيد حامد" الذى اعتبر هذه التحولات الدينية قضيته فى مسلسلاته التليفزيونية، حيث ناقش منذ سنوات الجماعات الدينية فى (العائلة) والفتنة الطائفية فى (أوان الورد) قبل أن يعود لفتح ملف الإخوان اخيرا فى مسلسله (الجماعة) الاكثر جدلا إلي الآن .. وبعيدا عن الجماعة بكل زوبعاته السياسية والدينية .. يأتي (قصة حب) وهو المسلسل الذي اراد د. مدحت العدل ان يتمحور السياق فيه عن التطرف الديني واشكاله ، فكان الحال فيه مختلفا .. فبخلاف الجماعات الاسلامية المتشددة والأمراء الذي يحكمون انفسهم علي الشباب ويسمون أنفسهم امراء لا هدف لاهم لهم سوي إعلاء راية الإسلام كما يدعون ، ويفعلون ذلك بطرق مستفزة وابعد ما تكون للدين ، اراد ان يظهر النقاب بطريقة أخري، ألا وهي أنه ليس كل المنتقبات متخلفات ويفعلون ما يؤمرون دون نفكير وبشكل عشوائي ، وانهن ليس منفرات كما يظهرن في اعمال اخري ، فقد ظهرت بسمة في صورة ام منتقبة ارتدته من نفسها في محاولة للالتزام ، ولكنها في الوقت نفسه تخشي علي ابنها طوال الحلقات من تصرفاته الغريبة وانسياقه وراء من يروجون لافكار متطرفة ، وتلجأ في هذا الطريق إلي ناظر مدرسته الذي يلقي بحكمته وثقافته إليها محاولا ان يخرجها هي وابنها مما اقحم نفسه فيه دون وعي.. كل ذلك في اطار قصة حب هادئة تنشيء بينهما في خلفية درامية مميزة احكمها جيدا مدحت العدل باسلوبه المعتاد.. ومن خلال قصة الحب غير التقليدية يعرض "العدل" للعديد من التغيرات الدينية والاجتماعية التى اجتاحت المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة. إلا ان هناك مسلسلات تعمدت إظهار النقاب بصورة غير لائقة ، حتي لو كان اصحاب تلك المسلسلات ضد النقاب شكلا ومضمونا.. فقد ارتدت مي عز الدين النقاب في مسلسل (قضية صفية ) للتخفي بعد صدور حكم بالاعدام ضدها غير ان تصريحاتها التي اطلقتها انها ظهرت بالنقاب لاستفزاز الجماعات الاسلامية وتحذير المجتمع من النقاب وامكانية التستر خلفه كان له صدي بالغ الاثر وظهر ذلك علي صفحتها بالفيس بوك ومهاجمة الكثيرون لها. للسبب نفسه ترتدي " حنان ترك" النقاب في مسلسل ( القطة العامية ) بعد اتهامها في التورط في جريمة قتل فتضطر للهرب وترتدي النقاب حتي لايتعرف عليها احد. كما ظهرت الفنانه رانيا يوسف ب (مسلسل الحاره) وهي ترتدي النقاب وتبيع مناديل وتقوم بالشحاته من اصحاب السيارات نظرا للفقر الشديد التي تعاني منه ونظرا لعجز زوجها عن العمل واضطرت رانيا يوسف لارتداء النقاب بعد محاولة صاحب الشقه التي كانت تعمل بها خادمة الاعتداء عليها وطردها بعد رفضها تحقيق مطالبه .. وهذا ما يحدث أيضا فى مسلسل الفنان حسين فهمى (بابا نور) حيث تظهر فيه الوجه الجديد سالى النبوى وهى مرتدية النقاب أيضا، والذى يفرضه عليها زوجها لأنه يغار من نسيبه حسين فهمي . فالمنقبات في مسلسلات رمضان ظهرن اما خادمات او هاربات او ارتدينه لإرضاء أزواجهن فقط دون الاقتناع بارتدائه والكل ارتداه خطأ.