الدكتورة ليلي عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق, ونائب رئيس أكاديمية اخبار اليوم الحالي.. تقضي رمضان هذا العام في انجاز الكتب والبحوث المؤجلة طوال العام. تقول: في رمضان اشعر بصفاء ذهني, مما يساعدني علي اتمام عملي بشكل أفضل, وحاليا اعكف علي تطوير كتابي حرية الصحافة واستعد للبدء في كتاب عن التحرير الصحفي, يشاركني فيه زوجي الدكتور محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة. بالطبع لم انس مطبخي الذي اعشقه, خاصة وأنني سريعة في الطهي, وأهم الآكلات التي تتوسط مائدتي في شهر رمضان الحمام المحشي والأرز بالخلطة والملوخية التي تعشقها ابنتي مروة. اجد رمضان فرصة للتواصل مع أسرتي الصغيرة والكبيرة المكونة من الأشقاء السبع وأولاد العم والخال حيث نجتمع في بيتنا الكبير في شارع قصر العيني. أتذكر طفولتي ولعبي بالفوانيس مع أولاد الجيران, حيث كنا نطفئ الأنوار, ونكتفي بالفوانيس وشموعها لإضاءة السطوح وبئر السلم والشوارع المجاورة الهادئة, لنمرح بحرية من المغرب حتي صلاة الفجر. وأطفال اليوم لايستمتعون بالفوانيس وطقوسها والتجول بها في الشوارع فلم تعد الدنيا أمان كأيام زمان, ولكن يخنقهم اللعب بها في الحجرات, فيتركون الفوانيس بعد اللعب بها بضعة دقائق علي الاكثر, وتترك للزينة فقط من عام إلي عام. لا أتابع المسلسلات التليفزيونية الكثيرة والمتتالية والتي تزدحم بها القنوات الفضائية, واجدها مضيعة للوقت وتشويش علي التفكير والعقل, اتابع مسلسلا واحدا أو اثنين علي الأكثر, واعجبني مسلسلشيخ العرب همام للفنان يحيي الفخراني, فالعمل عبادة خاصة في رمضان حتي تكتمل بركته ونستفيد من روحانياته. بعد الإفطار ككثير من السيدات ارتدي العباية واحمل شنط رمضان لتوزيعها علي المحتاجين لان هذا ماسينفعني عند رب العالمين, واعتكف الليل, واقرأ القرآن الكريم, واصلي الفجر, فرمضان فرصة لمراجعة النفس والمواقف والتصرفات والقرارات في الحياة, كما انه فرصة لتجديد اوراقي المستقبلية. ادركت أخيرا ان العمل غلب علي حساب حياتي الشخصية, ورأيت ليلي عبد المجيد مجهدة, متعبة, لاتنعم بما تنعم به كثير من النساء من الراحة والسفر والاستجمام, فقررت ان انعم بالراحة علي فترات متقاربة وألا يستفزني العمل. ورمضان هذا العام فرصة لالتقاط الانفاس ولإعادة التوازن الذي افتقدته إلي حياتي, وتجديد حياتي الاجتماعية بتوطيد علاقاتي مع اهلي وناسي, واصدقائي, وطلابي, الذين يمنحوني السعادة والثقة ويمدونني بالقوة والطاقة لاستكمال مشوار حياتي.