فى الحادى والثلاثين من ديسمبر 2009 سهرنا لاستقبال عام جديد، وقد جال وصال كل منا بخياله فى دنيا الأحلام، أملا فى تنفيذها مع مطلع العام الجديد، وها هى ستة أشهر قد مرت سريعا، ووجدنا أنفسنا فى طريقنا نحو نهايته، فهل تحقق جزء مما حلمنا به؟ وهل تتسع الأشهر الباقية لتحقيق ما تبقى من أحلام أو تعويض ما لم يتحقق فى الأشهر الماضية؟ يقول دكتور محمد حبيب، النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين: تمكنت من تحقيق الكثير مما خططته لعام 2010، وذلك بعد تحررى من المسؤوليات والأعباء التى كانت ملقاة على كاهلى مما أعطانى فرصة كبيرة للتفرغ لكتابة مذكراتى التى ظلت لفترة طويلة مجرد فكرة مؤجلة، لأنها كانت تحتاج تفرغا لا يتناسب مع ما كنت فيه من مشغوليات، لكننى التزمت الآن بالجدول الذى وضعته للعام، فبدأت فى يناير الماضى وتمكنت من قطع شوط كبير بها خلال الستة أشهر الماضية، حتى أنتهى منها خلال الستة أشهر القادمة لتكون خير ملخص لرحلة حياتى بكل ما رأيته من أفراح وأتراح، وبعد إتمامها سأنتقل إلى الهدف الثانى لى فى 2010، وهو العمل على إنشاء مركز متخصص للدراسات السياسية، كى يستفيد منه الباحثون والمهتمون بالشأن السياسى عامة. وداخل أسرتى نجحت فى تعويض الست سنوات الماضية، التى كنت خلالها دائم التواجد فى القاهرة بشكل حرمنى من الكثير من اللحظات العائلية السعيدة. ويقول السيناريست محمد صفاء عامر حول ما حققه فى النصف الأول من العام: لا يوجد لدى ما أتمه من خطط أو طموحات كبرى، لأننى ولله الحمد قمت بواجباتى تجاه أبنائى على أكمل وجه.. لكن هذا لا ينفى كون النصف الأول من هذا العام سيئا بالنسبة لى..فقد تعطل فيه جدولى المهنى، بعد أن عجزت مدينة الإنتاج الإعلامى عن إنتاج أيا مما قدمته لها من مسلسلات بسبب الميزانية، وهو ما أحزننى، حيث كنت أرغب فى تقديم عمل رمضانى، وعلىَّ الآن الانتظار لرمضان القادم.. أما النصف الثانى من العام فأتمنى أن أنتهى فيه من السيناريو الذى أعمل به الآن. «لا أقسم العمل إلى سنين وإنما مراحل، أحدد الزمن الذى تستغرقه كل منها، على أن أقوم فى نصف الطريق بوقفة لتقييم ما حققته».. هذا هو منهج دكتور عمار على حسن، أستاذ العلوم السياسية حيث يقول: أستطعت فى النصف الأول من هذا العام إتمام بعض الدراسات والكتب التى كانت تنقصها أجزاء، مقدمات أو خواتيم.. وهو ما تمكنت من إنهائه فى أبحاث مثل «استراتيجيات الحوار الحضارى» و«دور الثقافة فى خلق التقارب العربى وتجاوز الإخفاقات السياسية»، بالاضافة إلى رواية «زهر الخريف» والتى أنهيتها فى شهر واحد رغم أنها كانت تشغل بالى لسنوات طويلة.. فالأعمال الإبداعية تحديدا يصعب جدولتها، لأنها تحتاج إلى لحظات توهج داخلى وتدفق إنسانى، مما يعنى أننى لا أختار اللحظات التى سأكتب فيها القصة أو الرواية بل هى التى تختارنى، وذلك على العكس من الأبحاث المرتبطة بمواعيد وضوابط زمنية محددة.. لكننى رغم ذلك سأحاول فى النصف الثانى من العام تخصيص وقت أكبر لرواية «شجرة العابد»، التى أعكف عليها منذ 10 سنوات.. وسأحاول إتمام كتاب «فرسان العشق الإلهى» وحلقات من كتاب «التجديد والمجددون فى رمضان». على العكس يقول الكابتن ميمى الشربينى: لأننى أعزب ولا توجد لدىَّ حياة أسرية حقيقية إلا تلك التى أعيشها مع أشقائى وأبنائهم، لذا لم أضع خططا محددة لعام 2010 حتى أحاسب نفسى على ما فعلته فى نصفها، خاصة أنى تمكنت من تحقيق كل طموحاتى المادية والمهنية.. مما جعلنى متفرغا دائما لأمرين هما: عملى ومتابعة عائلتى والاطمئنان على أفرادها.. وهو ما يمكننى من القول إننى حققته بنجاح فى الستة أشهر الماضية، أما الستة أشهر المقبلة فأخطط فيها، بجانب إتمام مهام العمل، للذهاب لأحد المصايف كرأس البر أو جمصة وهذا أول شىء سأقوم به بصحبة من يرغب من أصدقائى وأفراد عائلتى لتزامن الصيف مع قدوم شهر رمضان. ويقول الفنان محمد رياض: يسير عام 2010 حتى الآن كما خططته.. فقد قدمت خلال نصفه الأول ثلاث مسرحيات وانتهيت من تصوير مسلسل «يا صديقى»، لكننى أجلّت تصوير فيلمى «إطلع بره» إلى النصف الثانى من العام، وذلك لانشغالى بين السفر خارج مصر وتصوير باقى الأعمال، إضافة لما يأخذه برنامجى من وقت، وأتمنى أن يكون النصف الثانى من العام كما كان الأول، وأنعم فيه بالستر والسعادة مع أسرتى وأن تنجح تجربتى السينمائية، التى تمثل لى خطوة مهمة، بعد سنوات من اهتمامى بالتليفزيون والمسرح. يقيّم عمرو شبانة، لاعب الإسكواش، أجندته قائلا: كان النصف الأول من العام سعيدا على المستوى الأسرى، رغم تعرضى للإصابة التى أبعدتنى عن الملاعب طوال الستة أشهر الماضية، وذلك لأن زوجتى ساندتنى بقوة ووفرت لى مناخا هادئا سعدت فيه مع ابنتى ندا ويارا، وكان هدفنا المشترك أنا وزوجتى هو التماثل السريع للشفاء وقد وضعناه على قمة الأجندة.. لأتمكن بعدها من العودة للملاعب وتعويض ما أجلته من الأجندة خلال الستة أشهر المتبقية من العام. وتقول هالة محفوظ، مقدمة برامج الصم والبكم بالقناة الخامسة: أشعر بالرضا عما تحقق خلال النصف الأول من العام، فقد حققت أحد أهدافى بنجاح برنامجىّ «الستات» و«إشارة حب»، الخاص بالصم والبكم وحصوله على جائزة لما يقدمه من خدمات لهذه الفئة.. وهو الأمر الذى أسعدنى بشدة، خاصة مع عودة القناة الخامسة مرة أخرى للنايل سات مما سيحقق الانتشار الأكبر لبرامج القناة وثقافة المحافظات التى تغطيها.. بجانب ذلك تمكنت من اجتياز مراحل متقدمة فى رسالة الماجستير.. لكننى أعترف بتقصيرى خلال الفترة الماضية بحق أقاربى وأصدقائى، حيث جعلتنى الإنشغالات لا أقابلهم إلا صدفة. أتمنى أن يتحقق طموحى فى أن أكون مسؤولة عن أول قناة مخصصة للصم والبكم وذوى الاحتياجات الخاصة، لأتمكن من مساعدتهم أكثر وأن يحصد برنامج إشارة حب جوائز ذهبية فى المهرجانات الإعلامية وجميع المؤتمرات المتعلقة بذوى الاحتياجات الخاصة، وعلى المستوى الشخصى أتمنى أداء فريضة الحج هذا العام. تقول د. آمنة نصير، أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر: لست ممن يبدأون عامهم بخطة، فيأتى علىَّ ربع العام أو نصفه فأراجع ماحققته..لكننى أضع خطة لكل يوم يمر على، فبمجرد أن أفتح عينى كل صباح أمسك بأجندتى الخاصة وأبدأ فى تنفيذ جدول اليوم وفى نهايته أرى ما حققته وما لم أحققه، ومامنعى من وضع أهداف طويلة الأمد هو الدوامة التى أعيش فيها بسبب العمل الأكاديمى، والذى منعنى فى الفترة السابقة من إنجاز كتابتى لمذكراتى التى طلبتها منى إحدى دور النشر عن الفترة التى عشتها فى الصعيد، وكيف تمكنت وأنا امرأة فى ظل هذه البيئة القروية من أن أكون أولى فتيات القرية المتعلمات..فكتابة هذه المذكرات هى الهدف الذى أتمنى تحقيقه فى أقرب وقت ممكن، رغم عائق الوقت. «كانت أمنيتى من أول يوم فى السنة أن يأتى علىّ هذا الوقت وأكون سعيداً بما مضى منها».. هكذا يقول شريف فؤاد، المذيع بالقناة الأولى، ويضيف: تعد الستة أشهر الماضية من أفضل فترات حياتى فعلى المستوى الشخصى أصبحت مستقرا فى حياتى العائلية وكذلك عملى يشهد استقرارا ونجاحا بعد ما مررت بفترات صعبة فيه، وهذا بسبب حرصى على تحقيق أهدافى وعدم استسلامى بسهولة للعقبات، وقد انتقلت فى الفترة الماضية من مرحلة لأخرى، فبعد أن كنت مأمور ضرائب، كافحت لكى أكون مذيعا فأصبحت مذيعا بالإذاعة ثم سعيت لأكون مذيعا بالتليفزيون، رغم أن العائد المادى ليس كبيرا ولكننى سعيت لما أحب وقد كان. أبلة فضيلة تعتبر أنه كلما ظلت تحكى حواديت للأطفال فإن كل شىء بالنسبة لها على ما يرام وتقول: سعيدة لما تحقق فى منتصف العام الأول من استقرار فى عملى ومروره بسلام علىّ دون أى منغصات، حيث حافظت فيه على عاداتى فى التواصل مع صديقاتى، كما أسعدنى فيه كل حدث أو مسابقة خاصة بالأطفال استطاعوا إحراز أى تقدم خلالها، وأتمنى فى المرحلة المقبلة أن يمنحنى الله القدرة على مواصلة تقديم برنامج «غنوة وحدوتة»، وأن أتمكن من تنفيذ رغبتى بزيارة بنتى وأحفادى خلال الأشهر القادمة وقضاء شهر رمضان معهم فى كندا. وتقول الفنانة آثار الحكيم: منذ 3 سنوات وأنا أحدد 3 محاور هى خطة حياتى أحافظ على تنفيذ كل الأمور المتعلقة بها وأذكر نفسى بها يوميا وأولها علاقتى بالله سبحانه وتعالى، ففى نهاية كل عام أسأل نفسى هل زاد تقربى من الله أم لا، ولتنفيذ هذا الهدف أذكر نفسى بالله يوميا وذلك عن طريق قراءة القرآن ولو صفحة واحدة، أما ثانى المحاور فهو أبنائى، حيث أراجع من وقت لآخر ما قدمت لهم من نصائح، وهل يستفيدون منها فعلا أم تأثير المجتمع عليهم أقوى، أما ثالث محور فهو العمل الفنى الذى أفكر فيه جيدا قبل الموافقة عليه، فمازلت حريصة على الاختيار الجيد، فأنا ضد «الشغل» الاستهلاكى ومن وقت لآخر أذكر نفسى بتلك المحاور الثلاثة وأراجع تصرفاتى نحوها، والحمد لله أديتهم بشكل مرضٍ خلال هذه السنة، والتى أحلم فى الباقى منها أن أتمكن من تنفيذ مشروعى الإنتاجى بالاشتراك مع آخرين لتقديم دراما جيدة تحمل هدفا وقيمة. وتقول داليا حسن، مقدمة البرامج بالفضائية المصرية: حققت العديد من أحلامى الخاصة بشكل جيد ولكن مازلت أحاول تحقيق الباقى، ففى مجال العمل استطعت تقديم برنامج على الهواء مباشرة بعنوان «سيدتى» بعد تقديمه مسجلا لمدة عام كامل، وكذلك استطعت تقديم برنامج إخبارى بعنوان «سبوت»، كما توطدت علاقتى بزملائى بعد أن كانت سطحية، وهذا شىء جيد بالنسبة لجو العمل، وعلى النقيض كان هناك ما أحزننى خلال الستة أشهر الماضية، كرحيل والدى وتأخر تحقيق حلمى فى تقديم برنامج سياسى وآخر عن السفر، كما أننى لم أتمكن من تحقيق أحد أهدافى بالسفر للخارج مع أسرتى لظروف عمل زوجى، ولم أنتهى أيضا من تشطيبات الشاليه الخاص بى بالبحر الأحمر. ويقول الشاعر محمد كشيك: انتصارى على الاكتئاب والإحباط فى النصف الماضى من العام هو أهم إنجازاتى، فمع مطلع 2010 قررت أن أتفاءل، وأتحدى كل مظاهر الإحباط العام المحيطة بى، واجهتها بتخطيط وقوة، وأعدت برمجة حياتى من أجل أن أستمتع بها، ولجأت لحيل بسيطة أشعرتنى بالبهجة فعلا، كأن أدندن مع نفسى ببعض الأغنيات المحببة، أو أراقب التفاصيل الصغيرة لأفراد أسرتى وأشاركهم فيها، مثل نجاح ابنتى فى الامتحان مثلا، أو تخطيط ابنى لمستقبله، أو قضاء زوجتى لشؤون المنزل، فهذه السيدة عندما أكون بقربها أشعر بأنها وطنى الآمن.