لندن- وكالات الأنباء: في اعترافات تعد الأولي من نوعها, أقر وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند ببطء بريطانيا في التصرف حيال ما ارتكبته الولاياتالمتحدة من أفعال سيئة ضد المشتبه بهم في أعقاب اعتداءات11 سبتمبر2001 وسياسة التعذيب التي انتهجتها واشنطن خلال حربها علي الإرهاب, مشيرا إلي أن الحكومة البريطانية تأخرت كثيرا في اكتشاف جرائم التعذيب التي تعرض لها المعتقلون المحتجزون في خليج جوانتانامو واتخاذ الموقف المناسب حيالها. وشدد ميليباند- في حديث لصحيفة الاندبندنت البريطانية- حرصه علي الموازنة بين مصالح الأمة من جهة ومبادئها والتزاماتها الاخلاقية من جهة أخري, طوال فترة توليه لمنصب وزير الخارجية البريطاني. وعلقت الصحيفة علي ذلك بأن ميليباند يشير بأصابع الاتهام إلي سلفه جاك سترو الذي كان وزيرا للخارجية عندما أطلقت الولاياتالمتحدة حربها علي الارهاب, وذلك في محاولة لتحسين صورته وتبرئة ساحته لدعم موقفه في المنافسة علي رئاسة حزب العمال البريطاني. ودافع ميليباند عن الوزارة التي تولاها من خلال تأكيده تحلي الحكومة التي كان ينتمي اليها, والتي كانت وراء اطلاق سراح المعتقل بنيام محمد من معتقل جوانتانامو الأمريكي, بالمسئولية اللازمة في حماية مصالح الدولة ومواطنيها, كما نفي حجب أي معلومات تهدف الي حماية جاك سترو ورئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير. لكن الصحيفة أوردت تعليقا للبروفسور فيليب ساندز أستاذ القانون الدولي في جامعة لندن علي تصريحات ميليباند اتهم فيها ميليباند بدفن رأسه في الرمال لأنه ببساطة كان بإمكانه الدعوة إلي فتح تحقيق مستقل يعطي لكل ذي حق حقه, فيما تؤكد كيت ألين مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة أن ديفيد ميليباند محق في إدانة انتهاكات حقوق الإنسان, ولكن هناك أيضا أدلة دامغة علي أن المملكة المتحدة كانت ضالعة في انتهاكات في الخارج خلال هذه الفترة. و أنه لابد من مواصلة التحقيقات الجارية للوصول الي الحقيقة.