يتابع النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود التحقيقات التي تجريها نيابة شمال الجيزة في حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل. وتطور التحقيق خاصة بعد استقباله لوزير الثقافة فاروق حسني بعد ظهر أمس الأول في لقاء استغرق نحو30 دقيقة تطرق إلي مجريات التحقيق في الحادث, ورد وزارة الثقافة علي مكاتبات محسن شعلان وكيل أول الوزارة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية والتي كان يرسلها إلي مكتب الوزير بشأن طلب تخصيص اعتمادات مالية وتطوير قطاع المتاحف, خاصة أن محسن شعلان فتح النيران علي وزير الثقافة واتهمه بالتسبب في الإهمال والتردي الذي يحيط بالمتاحف المصرية ومحاولة إلصاق الاتهام بشعلان وتحميله المسئولية عن حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش, وفشل أنظمة التأمين والإنذار في منع السرقات وحماية القطع الفنية النادرة ذات القيمة التراثية العالية. وقد حصل الأهرام علي بعض المستندات الرسمية من مكاتبات السيد فاروق حسني وزير الثقافة إلي رئيس الوزراء وبعض المسئولين للمطالبة بتوفير الاعتمادات المالية لتطوير قطاع المتاحف والبدء فورا في استحداث أنظمة تأمين وإنذار حديثة تليق بهذه الثروة الحضارية, وهي جزء من كنوز مصر الفنية والأثرية التي لا تقدر بثمن. طلب وزير الثقافة ومنها مذكرة رسمية مؤرخة في21 فبراير عام2009 مرسلة من فاروق حسني وزير الثقافة إلي رئيس مجلس الوزراء وقد جاء بها أنه في إطار ما سيقوم به قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة من تجهيزات للبدء في أعمال تطوير كل من قصر عائشة فهمي مجمع الفنون بالزمالك ومتحف محمد محمود خليل وحرمه, حيث إن المبنيين يعتبران من الطراز النادر والثراث التاريخي, كما يعدان من القصور القديمة ذات الطبيعة الخاصة التي يصعب إسناد عمليات التطوير بها إلي شركات ليس لها سابقة أعمال في مثل هذه المشاريع. ونظرا لأن شركة المقاولين العرب لها سابقة أعمال في ترميم المباني بما يحفظ تراثها التاريخي فقد رأيت العرض علي رئيس الوزراء للموافقة علي تكليف شركة المقاولين العرب بالأمر المباشر للقيام بأعمال التطوير ورصد مبلغ29 مليون جنيه, ومن بين أهداف التطوير استبدال وتحديث منظومة الحماية والتأمين لمقتنيات متحف محمود خليل. * ملحوظة: وقد كانت مخاطبة وزير الثقافة إلي رئيس مجلس الوزراء بناء علي مذكرة من محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية للبدء في تطوير متحف محمود خليل ومجمع الفنون بالزمالك, ورفع الأمر لوزير الثقافة والمطالبة بإسناد التطوير لشركة المقاولين العرب بعد إنجازها في مجلس الشوري وإعادته إلي أفضل صورة. موافقة رئيس الوزراء وقد تضمنت المستندات أيضا رد أمين عام مجلس الوزراء علي مذكرة فاروق حسني في23 فبراير2009 بشأن طلب التعاقد المباشر مع شركة المقاولين العرب لتنفيذ أعمال تطوير متحف محمود خليل وحرمه بقيمة29 مليونا و857 ألف جنيه خصما من صندوق التنمية الثقافية وأعقبها مذكرة من مكتب وزير الثقافة إلي رئيس هيئة مستشاري مجلس الوزراء للمطالبة بتنفيذ موافقة رئيس الوزراء علي البدء في أعمال التطوير بالتعاقد مع المقاولين العرب. تأمين المتاحف كما تضمنت المستندات التي حصل عليها الأهرام خطابا موجها من وزير الثقافة فاروق حسني في أكتوبر2008 إلي وزير التنمية الاقتصادية بطلب الموافقة علي تعزيز الخطة الاستثمارية لقطاع الفنون التشكيلية لعام2008 و2009 بمبلغ40 مليون جنيه لتأمين المتاحف الفنية والقومية, ومن بينها متحف محمود خليل وحرمه حفاظا علي أرواح السائحين والعاملين بتلك المناطق, وطالب مسئولي قطاع الفنون التشكيلية بالمتابعة مع وزارة التنمية الاقتصادية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين المتاحف والمباني التابعة للقطاع لحين تنفيذ أعمال التطوير. وقد جاء بخطاب وزير الثقافة إلي الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية بأنه تمت مراجعة جميع المواقع والمباني التابعة لقطاع الفنون التشكيلية للوقوف علي الأنظمة الأمنية وتنفيذ اشتراطات الحماية المدنية والتأمين ضد أخطار الحريق وفقا لتقرير اللجنة المشكلة من مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار المختصة بمراجعة عناصر تأمين المنشآت الأثرية والثقافية ضد أخطار الحريق في نطاق مديرية أمن القاهرة, فضلا عن تحقيق أكبر قدر من الكفاءة للأجهزة الأمنية, خاصة في ظل الظروف الراهنة, فإن الأمر يتطلب في بعض المواقع, خاصة المتاحف الفنية والقومية, إعادة تجهيز وشراء احتياجات ضرورية وصلت في مجملها إلي نحو40 مليون جنيه, ونظرا لأن موازنة القطاع لا تفي بتغطية كل هذه الاحتياجات التي تعد ضرورية وملحة لتأمين المواقع التابعة للقطاع, لذلك أطالب بتعزيز الخطة الاستثمارية لقطاع الفنون التشكيلية لعام2008 و2009 بمبلغ40 مليون جنيه, حفاظا علي أرواح السائحين والعاملين بهذه المناطق. شعلان: معظم الأنظمة سليمة وقد سبق خطاب وزير الثقافة إلي وزير التنمية الاقتصادية مذكرة من محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية إلي مكتب وزير الثقافة بشأن تقرير اللجنة المشكلة لمراجعة عناصر تأمين المنشآت الأثرية والثقافية ضد أخطار الحريق, وفي هذه المذكرة أكد شعلان أنه تمت مراجعة جميع المواقع للوقوف علي الأنظمة الأمنية وتنفيذ اشتراطات الحماية المدنية للمباني والمواقع التابعة للقطاع وتأمينها ضد جميع الأخطار, وذلك من خلال الإدارة العامة للأمن, حيث تأكد سلامة معظم الأنظمة في بعض المواقع, إلا أنها تحتاج من وقت لآخر لأعمال صيانة دورية حفاظا علي كفاءتها واستمرار عملها بالشكل المطلوب, ولكن البعض الآخر تحتاج أنظمته إلي تغيير شامل, فضلا عن وجود أفراد أمن مدربين علي أعمال الدفاع المدني والحريق. التطوير بلا ميزانية وكان اللافت للنظر والمثير للدهشة, من بين المستندات التي حصل عليها الأهرام هو إدراج متحف محمود خليل وحرمه ضمن خطة التطوير لعام2008 و2009 وفقا للمكاتبات والمذكرات المتبادلة بين وزير الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية, ولكن تبين أن إدراجه فقط مجرد رقم لمتحف مهم يحتوي علي مقتنيات تزيد علي مليار جنيه, ولكن دون رصد أي مبالغ مالية لهذا التطوير في خطط الموازنات السابقة, ويبدو أن مسئولي الخطة كانوا ينتظرون وقوع مثل هذا الحادث للتفكير في تطوير المتحف الذي فقد واحدة من أهم مقتنياته الفنية العالمية والتي سرقت في ظروف غامضة, ويبدو أنها تأبي الرجوع.